المكان نادي حي7 بينبع الصناعية
التاريخ/ 12/2/1431هـ
ضيف الملتقى الثامن عشر المهندس/ مصطفى محمد سواس
الموضوع/ صور من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم


[frame="4 80"]تغطية ومتابعة المشرفان: أبو سفيان وأبو رامي[/frame]




بحضور محافظ ينبع الأستاذ/ إبراهيم السلطان ، والمدير التنفيذي لينبع الصناعية الدكتور/ عقيلي خواجي وبتشريف فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن الصعب رئيس محكمة ينبع وعدد من قضاة المحكمة ورؤساء الإدارات وشخصيات المجتمع في ينبع البحر والصناعية وعدد من المثقفين والإعلاميين كانت الحلقة الثامنة عشرة للملتقى الثقافي بينبع ..



والبداية كانت من منسق الملتقى المهندس / يوسف الحجيلي مدير إدارة الخدمات العامة بينبع الصناعية حيث رحب بجميع الحاضرين وأكد حرص إدارة الملتقى على أن تكون الحلقات متنوعة والضيوف والمحاضرون متجددون بعضهم من خارج ينبع والبعض من داخلها وأكد أنه يوجد بين ظهرانينا شخصيات علمية وثقافية مبدعة نسعى لاستقطابهم والاستفادة من خبراتهم وإمكاناتهم كما هو الحال في ملتقى الليلة ..




بعد ذلك سلم دفة اللقاء لمدير الملتقى الأستاذ / بسام يماني الذي بدأ بمقدمة رحب فيها بالحاضرين وبتجدد اللقاء وأفاد أن التدبر في كتاب الله العظيم لهو من أشرف الأعمال لارتباطه بكلام الله عز وجل وأن خفايا القرآن الكريم وحقيقته الخالدة دائما تضيء القلوب والعقول وتفتح الأبصار والأفئدة لتقود إلى مسالك الخير والهدى في الدنيا والآخرة ، والقرآن لا تنقضي عجائبه ، ولا تنتهي معجزاته وأن مجرد حفظ القرآن على مدى14 قرنا باللغة نفسها ( لغة الوحي) دون أن يضاف إليه حرف واحد أو ينتقص منه حرف لهو أمر من أكبر جوانب الإعجاز قال تعالى( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .
وجوانب الإعجاز في القرآن كثيرة بل القرآن كله معجز وفيه من حقائق الكون مالم ندرك منها إلا القليل بعد مئات السنين وبعد أن استغرق آلاف من العلماء سنين طويلة للوصول إلى بعض معجزاته الكونية .. ثم قدم تعريفا بالضيف المهندس الشيخ مصطفى سواس وسيرته الذاتية وكرر الترحيب به وبما سيحدثنا عنه لهذه الليلة من شرح وتوضيح لبعض صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .






ثم بدأ الشيخ المهندس / مصطفى محمد سواس حديثه الشيق بالآية الكريمة :
( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )

وشرح معنى الآية موضحا ذلك بدلائل قرآنية وعلمية تثبت عظمة الخالق ودقة ألفاظ القرآن الكريم الذي هو كلام الله جل جلاله..
ثم شرح قوله تعالى :
( والسماء ذات الحبك) أي حَبـْك بالمجرات مستشهدا بالصور التي عرضها وما يتعلق ( بدرب التبانة) ووصْفها وحجـْمها وما فيها من معجزات لم يتبينها العلماء إلا في مطلع القرن العشرين فإذا كانت هذه مجرة واحدة فإن في الكون مائة ألف مليون مجرة





صورة للمجـــرة


وأضاف المحاضر:
أن العلماء تمكنوا من رؤية النسيج الكوني لأول مرة في عام 2000م من خلال الكمبيوتر العملاق لشركة ( ناسا) ، واليوم رصدوه بأعينهم من خلال المراصد الضخمة حيث تمكن علماء فلك في تشيلي واليابان للمرة الأولى (عام 2009) من رؤية جزء من شبكة مجرات ترسم خريطة كونية لمجموعة تبعد نحو سبعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض. وأشار المرصد الأوروبي الجنوبي، إلى أن هذا الاكتشاف الذي يمكن رؤيته من خلال أكبر أجهزة التنظير في العالم يعتبر الأول من نوعه لبنية مجرات بهذا الحجم وعلى هذه المسافة، ويعطي هذا الاكتشاف مزيداً من المعلومات عن الخريطة الكونية وكيفية تكونها.
وأوضح المرصد أن مجموعة المجرات تشكل خيوطاً تمتد على ملايين السنوات الضوئية وتشكل خريطة الكون، مؤكدين أن المجرات تتجمع حتى تشكل كتلاً كبيرة تبدو وكأنها عنكبوت على شباكها بانتظار المزيد لتبتلعه.




في الصورة أعلاه انظروا إلى هذه الخيوط القوية والعظيمة، فالخيوط التي نعرفها على الأرض يكون سمكها أقل من مليميتر واحد، ولكن تصوروا خيطاً كونياً سماكته 100000000000000000 كيلو متر (مئة ألف مليون مليون كيلو متر)، هذه سماكة الخيط فقط فتصوروا كم يبلغ طوله!! وهذا أرفع خيط يمكن أن نصادفه في الكون... لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!

وأوضح المهندس مصطفى أن أبعاد الجزء المدرك من الكون يعادل 15% فقط .

وفي السياق نفسه شرح بواسطة الرسم على الشاشة الضوئية طبقات الأرض وعددها ونوعية كل طبقة وأن الإنسان أقصى ما يمكن أن يصل إليه في عمق الأرض هو مسافة 14كم أي واحد من عشرة في المائة من قطر الأرض .
ثم شرح صورة أخرى من الإعجاز العلمي في الآية الكريمة:

( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون }

ومعنى الآية: أنه لو فُتح باب من السماء لهؤلاء المنكرين لعظمة هذا الخالق ، لقالوا: إنما سُكِّرت أعيننا وسُدَّت ، فلم تعد تبصر شيئًا، وفي هذه الحالة لم يعد يرى الإنسان إلا الظلام .

فما هي الحقيقة الكونية من هذا التشبيه القرآني البليغ التي أثبتها العلم الحديث اليوم ، ولم يكن يعرفها الإنسان إلا بعد أن تمكن من الوصول إلى الفضاء ؟

اكتشف العلماء حقيقة أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه، وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سمكه ( 200 كم ) فوق سطح البحر. وإذا ارتفع الإنسان فوق ذلك فإنه يرى الشمس قرصًا أزرق في صفحة سوداء حالكة السواد . وبذلك ندرك معنى قول الله تعالى ( والنهار إذا جلاها) .

وتجلي النهار على الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض بهذا اللون الأبيض المبهج هو نعمة كبرى من نعم الله على عباده. وبيان ذلك أن الهواء في هذا الجزء من الغلاف الغازي للأرض له كثافة عالية نسبيًّا، وهذه الكثافة تتناقص كلما ارتفعنا حتى لا تكاد تُدرك ، وهو مشبع ببخار الماء ، وبهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الأرض فتعلق بالهواء، وتقوم كل من جزئيات الهواء الكثيف، وجزئيات بخار الماء، وجسيمات الغبارالدقيقة بعمليات تشتيت ضوء الشمس وعكسه حتى يظهر باللون الأبيض الذي يميز النهاركظاهرة نورانية مقصورة على النطاق الأسفل من الغلاف الغازي للأرض في نصفها المواجه للشمس .

والقرآن الكريم قد أخبرنا بهذه الحقيقية قبل اكتشاف العلم لها، عندما شبَّه الذي يعرج في السماء بمن سُكِّرت أبصاره، فلم يعد يرى غير الظلام الشامل، والظلام الدامس؛ أو شبهه بمن اعتراه شيء من السحر ، فلم يعد يُدرك شيئًا مما يدور حوله. وكلا التشبيهين تعبير دقيق عمَّا أصاب رواد الفضاء الأوائل حين تجاوزوا نطاق النهار، ودخلوا في ظلمة الكون، فنطقوا بما يكاد يكون تعبيرًا عما أخبرت به الآية القرآنية، دون علم بها: { إنما سكرت أبصارنا } حيث قال أحد رواد الفضاء بالحرف الواحد :
( لا شيء أمامي إلا ظلام حالك ) أي أنه ظلمة الكون الشاملة إنما تتم وتكون بمجرد العروج في السماء لفترة قصيرة،ثم تظل الظلمة سائدة إلى نهاية الكون .

وفي آخر ما شرحه المهندس من معجزات كونية تكلم عن القبلة الوسط وشرح بالدليل والمسافات الدقيقة أن مكة المكرمة هي مركز الكون .

وذلك عندما كشف عن حقيقة علمية جديدة عرفها العالم قبل سنوات مفادها أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية , وجاء هذا الاكتشاف نتيجة جهد استغرق سنوات من البحث العلمي المتواصل واعتمدت الدراسات علي مجموعة من الأدوات و الجداول الرياضية المعقدة , استعان بها أحد العلماء بأحدث ماتوصل إليه العلم , من آلات إلكترونية وخرائط فوتوغرافية وغيرها .....
ويري العالم المسلم الدكتور حسين كمال الدين "رحمه الله تعالي" قصة اكتشافه الغريب فيذكر : أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماما , حيث كان يجري بحثا لإعداد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان في العالم , علي معرفة وتحديد جهة القبلة , لأنه قد شعر في رحلاته العديدة إلي الخارج ,أن هذه مشكلة كل مسلم – لاسيما- عندما يكون في مكان ليس فيه مساجد تحدد جهة القبلة , لذلك فكر في رسم خريطة جديدة للكرة الأرضية , لتحديد اتجاهات القبلة عليها. وبعد أن وضع الخطوط الأولي في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة , ورسم عليها القارات الخمس , ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته !!! فقد وجد أن مكة المكرمة في وسط العالم من اليابسة ....
وأمسك الفرجار ووضع طرفه علي مكة ومر بالطرف الآخر علي أطراف جميع القارات , فتأكد له أن اليابسة علي سطح الأرض موزعة حول مكة توزيعا منتظما ووجد مكة المكرمة في هذه الحالة هي مركز اليابسة .

هل الإنسان يتحول إلى حجارة أو حديد ؟؟

وفي آخر لمعجزات سرد المهندس مصطفى حقائق علمية عن العظام والرفات استنتاجا بما ورد من إشارات عظيمة في قوله تعالى في سورة الإسراء :
(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً{49} قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً{50} أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبا.ً)


تتحدث هذه الآيات عن انكار المشركين لحقيقة البعث بعد الموت بعد أن يتحولوا إلى عظام وتراب. ولكن جاء الرد الإلهي عليهم فأمر الله رسوله أن يخبرهم أنه حتى لو أصبحتم حجارة أو حتى حديد فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يبعثكم مرة أخرى.
وفي هذه الآيات يشير القرآن إلى تحول الموتى إلى حجارة أو حديد وهذه حقيقة تم إثباتها علميا. ليس هذا فقط بل أصبحت هذه الحقيقة أساسا علميا لدراسات أكثر تعقيدا فيما يعرف بعلم المتحجرات والأحافير وبالتالي فإن القرآن قد سبق العلم الحديث في الإشارة إلى حقيقة تكون الحفريات نتيجة تحول الموتى إلى حجارة أو حديد. حيث أن الحد الأدنى لعمر المتحجرات يعتبر 10 آلاف سنة .




بقايا متحجرة لهيكل عظمي بشري





حفرية لهيكل عظمي لسمكة

* * * * *
في ختام المحاضرة تحدث سعادة محافظ ينبع إبراهيم السلطان وقدم شكره للمهندس مصطفى على ما شرحه من إعجاز كوني وعلمي يخاطب العقول ولم يكتشفه العلماء إلا بعد مئات السنين وسأل عن الآية الكريمة ( لا تنفدون إلا بسلطان) فشرح المهندس معناها مستدلا بما لديه من علم وآيات يفسر بعضها بعضا . ثم تساءل الشيخ عبد الرحيم الزلباني : لمن نستمع في شأن الإعجاز ؛؛ هل ننصت لعلماء الشريعة أو لعلماء الكون وعلق المحاضر بأن العلماء السابقين اجتهدوا وبينوا وفسروا بعض الظواهر بالقرآن أو بالسنة وقد يجانبهم الصواب والاستنتاج في بعض ماذهبوا إليه وهذا هو حد علمهم واجتهادهم ولكن العلم متجدد بدليل قوله تعالى( ولتعلمن نبأه بعد حين) والقرآن نفسه فيه معلومات متجددة على مر العصور كما أن التفسير العلمي يكمل مشاهدة الظواهر الكونية . ثم سأل الأستاذ / سعد الرفاعي كيف لنا أن نجعل العالم يفهم القرآن بلغتنا العربية وأن نسخر الإعجاز العلمي لتكون له بصمة عربية إسلامية ، وعلق المحاضر على ذلك قائلا علينا إعادة كتابة التفسير القرآني بالدلالات العقلية وربطه بالشواهد الكونية لنقترب من التوجهات العلمية المتجددة في هذا العالم .
انتهى الوقت
ثم توجه الجميع لتناول طعام العشاء الذي أعد لهذه المناسبة .


شكرا جزيلا لسعادة المهندس / مصطفى محمد سواس على ما أبدع من شرح وإحاطة كاملة بالمعجزات التي بينها بالصور والاستدلال العلمي الواضح ونسأل الله أن يزيده من فضله ويفتح عليه ونقدم الشكر من منتدى المجالس الينبعاوية للقائمين على الملتقى الثقافي لما يقومون به من استقطاب للمبدعين المتواجدين بيننا والاهتمام بهم والتعريف بجهدهم وإنتاجهم .


السيرة الذاتية للمهندس/ مصطفى محمد سوّاس



حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة أم القرى ويعمل حاليا مشرفا لقسم الكهرباء والأجهزة الدقيقة بشركة ينبت
سنوات الخبرة 20 سنة حيث التحق بالشركة منذ تخرجه
المؤهلات التكميلية
حضور أكثر من ثلاثين دورة تدريبية في مجالات الإدارة والاتصال والتفكير الإبداعي وحل المشكلات ، وإعداد المدربين إضافة إلى الدورات التربوية والاجتماعية وغيرها .

النشاطات الدعوية
ـ حفظ كتاب الله كاملا منذ 25 سنة تقريبا.
ـ إمامة عدد من المساجد والجوامع وأداء خطبة الجمعة في مكة المكرمة وينبع لمدة 17 عاما تقريبا.
ـ تصنيف رسالة بعنوان: " سورة الفاتحة لطائف ومعاني"
ـ المشاركة في تقديم عدة حلقات في قناة الفجر بعنوان" في ظلال آيـة"
ـ تقديم دورة بعنوان" الفروقات بين الزوجين "
ـ تقديم عدة محاضرات عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في الكليات والمدارس الثانوية والمسابقة الدولية للقرآن الكريم والمشاركة في النشاطات الدعوية .
ـ متزوج وله من عدد من الأبناء الذكور والإناث منهم عدنان وبه يكنّـى .