لمحة تاريخية عن الزعيم الشريف بشير السعداوي الجبالي العوكلي
قائم مقام ينبع البحر




هو الزعيم بشير بن ابراهيم بن محمد بنالجبالي بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد الملقب بالجبل بن عبد اللهبن عباد الفقيه بن عبد الهادي بن عوكل بن عبيد بنمحارب بن عقار الشريف .. وقد كان جده السيد عبد الرحمنالحاكم الشهير لرجال البادية خارج اسوار مدينة طرابلس في عهد السلطانمحمد الرابع العثماني .
عرف الشريف بشيرالسعداوي المجاهد الكبير بالاخلاق العالية والنفس الطيبة والوجه البشوش .. ولد فيمدينةالخمس في اواسط سنة 1301 – 1884 م .. قــــــراء القران في زاوية السنوسية في سرت وحفظه .. وكان كثيرما يستشهد بالايات القرانيه في احادسثه وخطبهومجالاته .. تلقى دروسه العصرية في مدرسة الرشدية بمدينةالخمس .. وعينته الحكومة التركية كاتب تحريرات في الخمس ومفتشا علىالاعشار ثم مفتشا على الدوائر النفوسوفي سنة 1908عين كاتبا اول لمجلس الادارة بمدينة الخمس .. وفي سنة 1909 عين مديرا للتحريرات فيمدينةطرابلس ثم قائم مقام في ساحل الاحامد .
وكان له نشاط محمود في تحريض الناس على الجهادضد ايطاليا عقب احتلالها للبلاد .. وفي سنة 1912 م وبعدصلح اوشي هاجر الشريف بشير السعداوي الى الشام وفي اثناء هجرته تقلب فيعدة وظائف في الدولة التركية
وذهب الي الاستانهفي يناير سنة 1913 .وعين قائم مقام في ينبع البحر بالحجاز فيفبراير سنة 1915 م تبعمتصرفية المدينة المنورة . وكانت الحرب العالمية الاولى قائمة .. وقدلاقى صعوبات شديدة في ينبع البحر سواءفي الادارة او في المحافظة على الامن ، لما عليه البدو من الجفاءوالهمجية خصوصا وانه كان معينا من قبل تركية
وحضر الشريف بشير السعداوي ثورة شريف مكة على الترك في الحجاز التي قامبها في 6 / 9 / 1916 م وهو فيينبع البحر .. وكانتله فيها جولة محمودة وجهود جبارة ذكرت مفصلة في كتاب ميلاد دولة ليبيا الحديثة .
وفي 27 يوليه سنة 1916 تم احتلال ينبع البحربالقوات الانجليزية واختفي الشريف بشير السعداوي عند احداصدقائه من مشايخ عرب ينبع وبقي مختفيا عنده الى يوم 31 منه ، وفي مساءهذا اليوم خرج الشريف بشير منينبع وبعض رفاقه فيرفقةصديقه دخيل الله القاضيوهو من اعيان ينبع البحر وفيطريقهم الى المدينة المنورةووقعت لهم بعض الحوادثمن البدو الذين كانوا يريدون القبض عليهم او قتلهم ولكن الله سلمهم ووصلوا المدينة
في اواسط اغسطس سنة 1916 م وبقي بشير السعداوييتنقل بين المدينة ودمشق الى ان اذن له فخري باشاقائد منطقة المدينة المنورة بالانتقال الى دمشق مركز القيادة العثمانيةفي ديسمبر سنة 1917 م
وفي يناير سنة 1918 م عينقائم مقام في قضاء جزين بلبنان وكان سكان المنطقة مسيحيين وكان اول قائم مقاممسلم يعين في لبنان ، وقد اظهر من العدل والانصافوالكياسة مع سكان جزين ماجعلهم يتفانون في حبه ويشكرونهويمدحونهلما تقدمت الجيوش الانجليزيةوالفرنسية الى لبنان .. انسحب من جزين ورجع بشير السعداوي الي طرابلس فياوائل سبتمبر سنة 1920 وفي اكتوبر من نفس السنة عقدمؤتمر غريان .. واتخب حكومة وطنية سماها هيئةالاصلاح المركزية وانتخب السيد بسير عضوا في الهيئة وظل مرموقا فيهابعين النشاط .
وفي سنة 1928 الفت اللجنةالتنفيذية للجاليات الطرابلسية البرقاوية للدفاع عن طرابلس وبرقة برياسة السيدبشير السعداوي العوكلي في دمشق .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرجتايطاليا من طرابلس سنة 1944 م وانفتح امام السعداوي باب جديدللعمل للقضية الليبية ووجد تشجيعا من الجامعة العربية حينما كان امينهاعبد الرحمن عزام باشا .
ولما بلغ الكتاب اجلهوبعد مضي 46 سنة من حياة السيد بشير السعداوي قضاها في خدمة القضية الليبية
استسلم للموت على فراشة وبدون ان يلتقي في احدالمعارك التي خاضها وهي كثيره .. ولفظ انفاسه في اليومالسابع عشر من شهر يناير سنة 1957 م بعد ان امتدت به الحياة 73 عاما .. رحم الله الشريف رحمة واسعةوشكر له جهاده الطويل .. وغفر الله لجميع السادة الاشراف الابطال

ملحوظة
هذا الرجل عمل مسرحية تربوية تعليمية للبدو بالتعاون مع تلاميذ مدرسة ينبع عام 1915م
وسأفرد لها موضوعاً مستقلاً عما قريب
الغريب أنه من خلال قراءاتي عن شخصية الرجل يتضح وجود مدرسة في ينبع من عهد الأتراك
وكذلك معرفة آهالي ينبع للمسرح في ذلك الوقت
هنا كتاب لسيرة هذا الرجل يتحدث فيه عن ينبع والحياة فيها في ذلك الوقت