... ولأننا في فصل الصيف الذي يجيء سريعاً دون أن يدع لنا فرصةً لنلتقط أنفاسنا فنُرحبَ به أو نستنكر حضوره المُبكر بيننا ...كان واجباً على حرفي هُنا أن يكون كــ الصيف فــ ينمو في صفحاتكم سريعاً مُتعمقاً في التفاصيل تاركاً كُل المقدمات ....
أمس الخميس 25- june -09 هو أول يوم عملٍ لي بعد إجازةٍ سنوية إلتقطتها من أفواه زُملائي سريعاً قبل أن يحلّ الصيف وتبدأ طقوس الإزدحام في كل شيء ..بدأً في الأسواق وليس أخيراً في إشارات المرور ؛ عودتي لأجواء العمل كانت مملؤة بالنشاط في حين أنها كانت أيضاً مُمتلئة بـ الإشتياق لزُملاء العمل عامة ولصديقي " عادل " بشكلٍ أخص ؛ ذلك الصديق الذي أُحبه عن ظهر قلب دون أن أستطيع تحديد تقديري لهذا الصديق ..فــ طالما أن أذهلني ببصيرته الثاقبة التي تصاحبت مع العديد من تجاربة في الحياة ولا أُنكر أبداً أني إستفدت من ذلك الرجُل كثيراً وفي مجالات كثيرة في حياتي ؛ حسناً ولأن الكمال دائماً لا يكون إلاّ لله وحده ...فقد وقع صاحبي ذاك في خطأ ما تمثل في غضبة الشديد حينما تم رفض إجازته السنوية والتي خطط لها لتكون في شهر رمضان المُبارك وذلك قبل أن يوقع رئيسنا المباشر بفشل تلك الخطة ..حينما رفض قبول الإجازة بل وأرغمَ صديقي عادل بأن لا يُغادر العمل إطلاقاً طوال فترة الصيف وذلك لحاجة العمل له ..!!
وكان لهذا الأمر وقعٌ سيء في نفس صديقي والذي بدأ يُعلّق بأن حظة السيء فقط وراء ما حدث وما كان مني إلا إدراج بعض المحاولات لـ إخراج صديقي من ذلك الوضع فحاولت مُلاطفته قائلاً
" يا رجل والله ذلك من حظّنا على الأقل ســ نحُس بطعم رمضان بوجودك بيننا " هل تودّ أن تحرمنا طلّتك علينا قُلتها مُبتسماً ..وقد رأيت عدم الرضاء على وجه صديقي ..إنتهى وقت العمل الرسمي ...وغادرنا معاً ...وفي المساء كان لنا لقاءٌ في أحد مقاهي المدينة فـ بدأت حديثي معه عن " أحوال القدَر " والتي قد تفعل بـــ الإنسان شيئاً ماكان بـ الحُسبان ..وأكملت دون " تخطيطٍ مني " ... عادل يقولون أن مايكل جاكسون قد توقف قلبه في مستشفى جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس ؛ وقاطعني نعم علمت بذلك ..وكانت للأمانة القصوى جمعتنا أشبة بــ العزاء وغادرنا المكان في وقتٍ مُبكر ..
وفي صباح يومنا هذا الجمعة 26- june -09 تلعب الأقدار دوراً عجيباً دفعني لكتابة هذا المقال فما أن وصلنا لــ مكاتبنا حتى وجدنا القرار التالي ...
حرصاً على تطوير الأداء الوظيفي وتطوير الكوادر الإدارية في فرعنا الواقع في المنطقة الغربية قررنا إبتعاث أحد موظفي الشركة للتدريب في الدورة الإدارية التي سوف تُعقد في 15- august-09 ويُشترط في المبتعث أن يكون قد تجاوز عشرون عاماً من الخدمة المتواصلة على رأس العمل وأن تكون إجازته السنوية سارية المفعول ليتم إستنفاذها لاحقاً تبعاً للجداول الدراسية في دولة الإبتعاث و تمتد مدّة الإبتعاث عاماً كاملاً من تاريخ الدورة . وفي أخر القرار تم التنوية وبين قوسين أسودين دولة الإبتعاث " أسبانيا " ...
...ومن القرار أعلاه وجدنا أن كل الشروط لا تنطبق إلا على صديقنا الأحب " الغاضب " عادل الذي قد يكون سعيد الحظّ دون أن يدري ...وهو الذي كان يُقاتل " يوم الأمس ....وغاضباً مساء البارحة ليكون إسمه من ضِمن الأسماء المُجازة في صيفنا الحالي ...!! وصدق القائل بعد بسم الله الرحمن الرحيم " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " .