الحمدلله على قضائه وقدره القائل

(كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

والقائل

(كل نفس ذائقة الموت)

لقد رحل الأستاذ عبدالله عايش سليم الدميخي الأخ الأنسان

وهو صابر محتسب فقد كان - رحمه الله - قريباً إلى نفس كل من عرفوه،
فتواضعه الجم،وكريم خلقه، وطيب نفسه، ولين جانبه، واستقامة سلوكه،
وصفاء سريرته، ووفاؤه، وسعيه في قضاء حوائج المحتاجين،
جعلته من نوادر الرجال الأفاضل.
فماذا عسى أن يقال إزاء هول الفاجعة وضخامة المصاب؟
حقاً إن فراقه أليم، والتفكير بأننا لن نراه بعد اليوم جسيما. لقد رحل وترك فراغاً،
ويخفف منه رضا وسلوان هذه الجموع الغفيرة التي صلت على جثمانه وامتلأت
بهم ردهات الجامع الكبير بينبع ، وهذه الجموع التي حضرت لمواراته الثرى،
والتي جاءت لتقديم العزاء، والدعاء له بالرحمة والمغفرة متحدثة بسيرته، ونهجه العطر.
قبل أن أكتب هذه السطور
وقفت مع نفسي متذكراً ما تحتفظ به الذاكرة عن الفقيد المربي،
فإذا بي أمام قامة كبيرة من السجايا والشمائل والذكريات
أكبر من أن تحتويها الأسطر، فسكبت عبراتي على أوراقي
قائلاً: رحم الله ذلك الفارس العصامي، فقد كان من الرعيل الأول
الذين كانت لهم نجاحات وأمتيازات أبلوا فيها بلاء حسناً منذ أن
بداء في نشر رسالته التعليميه إلى أن أصبح من كبار من نالوا
ورتقوا قممم سمو العلم وهو يحمل الأمانة والمواطنة
الحقة في كل منصب أسند إليه.
فقد حصل الفقيد على درجة الماجستير بدرجة ممتاز ،
والجدير بالذكر أن المرحوم كان قد أدرج اسمه ليكون في
قائمة المرشحين لشهادة الدكتوره أن لم أخطي
ولكن قدر الله وما شاء فعل.

إذا مات ذو علم وتقوى
فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وقد تولى الإشراف والمتابعة على أنشطه طلابيه كثيره ،
فكان شغله الشاغل،أداء الرساله حيث أسهم بجهده ووقته،
بتتبع قضايا أبنائه الطلاب مساءً بتواجده بالمسجد الذي يتواجد
به ولي الأمر لتقديم توجيهاته حفاظاً على مستوى أبنائه الطلاب،
لحظة بلحظة حتى غدا لؤلؤة جميلة، ومعلماً بارزاً في سماء مدينة ينبع.
إن فقيدا بحجم الفقيد يستحق منا
ومن أسرة التربية والتعليم الشيء
الكثير، وأن تكرم مسيرته ؛ تخليداً لدوره في البناء وما قدمه لوطنه ومجتمعه،
نجماً متوهجاً في سماء التعليم والإدارة وحسن الخلق، ومساعدة الأخرين
والأعمال الاجتماعية المتنوعة، حفر اسمه في قلوب زملائه وأصدقائه وجيرانه
والمدرسين الذين عرفوه وعلى امتداد مساحة الوطن بمداد من ذهب.
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الزرية فقد حر
يموت بموته خلق كثير
عرف عنه التواضع وحسن لقائه مع الناس، واستقبالهم أين ماكان هاشاً باشاً
وبكرم حاتمي وأريحية مغداقة، ومبادرته بالأعمال الطيبة والمعاني الجميلة
أجل إنه عبدالله وله من اسمه أوفى نصيب، فقد كان نعم العابد المقيم لصلواته
- وأيم الله - بحب هذا الكم الهائل من البشر الذين تقاطروا بعد نبأ وفاته لصلاة
عليه وتشيعيه معزين فيه، فسبحان الحي الذي لا يموت.

كان النبي ولم يخلد لأمته
لو خلد الله خلقاً قبله خلدا
للموت فينا سهام غير خاطئة
من فاته اليوم سهم لم يفته غدا


عزاؤنا الحار

لوالده الشيخ الوالد عايش بن سليم الدميخي
وأخيه الأستاذ عبدالله سليم الدميخي،
وجميع أخوان وأبناء الفقيد النجباء وأهله الصالحين الصابرين،
وإلى أقاربه، وأصدقائه وزملائه في وزارة التربية والتعليم،
وكل محب له
وعزائ الخاص للأخ والمربي الحبيب والعزيز الي نفسي
الأستاذ الوالد
عبدالرحمن بن عايش الدميخي
داعياً له الأحتساب والأجر
أمدك الله يا ابا حاتم
بالصبر والسلوان

وأستغفر الله من زلة اللسان، أو ما ند به قلم، والحمدلله
من قبل ومن بعد، ولا نقول إلا ما قد قيل: إن القلب ليحزن،
وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك لمحزونون.
يا أبا طلال

فيك العزاء ونحن على ثقــة
من أن الحياة لم ولن تدوم لأحد
فما المعزى بباق بعد ميته ،
فكل من عليها فان ويبقى وجه
ربنا ذو الجلال والإكرام
اللهم تجاوز عن سيئاته وزد في حسناته ،
وأحسن لقاءه ، واجعل العمل الصالح
رفيقه وأبدله دارا خيرا من داره آمين
فتعازينا بك

وإنا لله وإنا إليه راجعون
منقول