لقاء ممتع وإجابات صريحة وشفافة من الشيخ الفاضل والأديب الخبير / خلف أحمد عاشور
من يقرأ هذا اللقاء كاملا سيجد متعة حقيقية ، ويعرف قدر هؤلاء الرجال الأفذاذ وكيف أن عصاميتهم صنعتهم ليكونوا قدودة في القول والعمل المفيد الذي يخدم الوطن ويعلي شأن الأمة .



قال عنه الملك فيصل «هذا رأس المال».. العقل المدبر لبيت ابن لادن خلف عاشور لـ«عكاظ»:
ينبع ماتت ، وإن أردت الصراحة لم تستفد ينبع من الهيئة الملكية كعمل تجاري أساسي يخدم جميع السكان ولم يكن لها تأثير على حركة الاستيراد والتصدير..

[align=justify] حــــوار : بــــدر الغانمـــي[/align]

لم يترك الشيخ خلف عاشور آل سيبيه الينبعاوي الأصيل ومستشار شركات بن لادن والجندي الخفي في مشاريع توسعة الحرمين الشريفين فرصة للأهواء أن تتغلب على العقل والمنطق.. تحدث معي بكل الشفافية.. أبدى استغرابه من تجاهل الأجهزة المعنية في الدولة لأهمية ميناء ينبع التاريخي.. وكشف عن دخول خبراء أجانب غير مسلمين للحرمين الشريفين بناء على فتوى خاصة .. واعترف أنه عاش مقلب الرئاسة في نادي أحد وهو لايفقه في كرة القدم .. ولم يتوقف عند حدود العرفان بالجميل وهو يصرح لأول مرة بالمواقف الإنسانية الصادقة للملك فيصل في مصيبة بناته الثلاث .. إلى تفاصيل الحوار الذي يحمل في مضامينه ملامح مختلفة لحياة رجل عاش قرنا من الزمان:

عشت يتيما في ينبع رغم أنك ابن شيخ التجار وفي بيت عز مشهور (آل سيبيه) .. ماهذه المفارقة ؟

أنا لم أدرك والدي رحمه الله فقد توفي قبل ولادتي بخمسة أشهر عام 1341هجرية فعشت في كنف والدتي يرحمها الله التي كانت تعوضني كثيرا عن والدي وبرعاية أخي عبدالله وخالي وأعمامي الذين تناوبوا على منصب شيخ التجار حتى توقف الميناء عن العمل فغادرنا ضمن من غادروا بحثا عن لقمة العيش. ووالدي كان مقيما في المدينة إبان الحكم العثماني، إلا أن صدور أوامر الحاكم التركي فخري باشا آنذاك بخروج السكان من المدينة دفعت الوالد للعودة إلى ينبع والاستقرار فيها وقد كان يرحمه الله نشطا في مجال السواعي البحرية والعمل بين السويس وجنوب البحر الأحمر، كما كان وكيلا للشيخ حسن شربتلي متعهد الحكومة فترة وزير المالية (ابن سليمان) ولم يكن البترول قد اكتشف في تلك الأيام .


• إذن (خلف) كانت تسمية الوالدة لك ؟

لا، هذه التسمية جاءت من البدو الذين كانوا قريبين لأهل ينبع أكثر من الحاضرة وقد كانوا مجتمعين عندنا في المنزل فمر طفل صغير ووراءه من ينادي عليه (يا خلف .. يا خلف) فأخذ المجتمعون بهذا الفأل وأسموني (خلف) عسى أن أكون خلفا لأبي.

• وماذا عن الدراسة ؟


بدأت في الكتاتيب في ينبع ثم أرسلتني أمي إلى المدينة المنورة للدراسة في المدرسة الناصرية وقد كنت متفوقا حيث تخرجت منها عام 1357 هجرية محتلا الترتيب التاسع بين 109 طلاب هم جميع من تقدم لامتحان الابتدائية. وقد سعدت بالدراسة في الحرم النبوي أيما سعادة وكان لهذه الفترة أثرها الطيب في نفسي، حيث درسني فيها عدد من المشايخ منهم؛ الشيخ صالح القاضي وعبدالعزيز أركوبي وعبدالرؤوف عبدالباقي وكان شيخا معروفا في مصر، كما زاملني في هذه الرحلة صديق الطفولة محمد الفهد العيسى شفاه الله وغالب أبو الفرج وغازي سنداح وزين العابدين ضياء وعلي داعوس يرحمهم الله جميعا .

• ولماذا تركت الدراسة في مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة رغم تفوقك؟
مرض والدتي يرحمها الله دعاني للانسحاب من الدراسة لأجلس الى جانبها يرحمها الله وقد كان يدرس معي أحمد زكي يماني وعبدالوهاب عبدالواسع يرحمه الله، فيما سبقني السيد عمر السقاف بسنة في نفس المدرسة، ثم أتيحت لي فرصة الابتعاث إلى مصر من قبل وزارة المالية حيث تخصصت في مجال العلاقات الإنسانية وعلم النفس واستفدت من هذا التخصص وطبقته فعليا إبان عملي مديرا لفرع الزكاة والدخل في الرياض.

• يلاحظ أن أكثر مسئولي الدولة الأوائل من خريجي تحضير البعثات؟

هذا أمر طبيعي لأن الدراسة كانت قوية ومتعمقة واللغة الإنجليزية أحد أسسها الرئيسية وكان التنافس شديدا بين المدارس، كما كان المدرسون مخلصين في عملهم ويخافون الله ويساعدوننا أوقات الامتحانات بحرص الوالد ولم تكن الإجازات السنوية طويلة كما هي الآن، أضف لذلك أننا كنا ندرس المنهج المصري على يد مدرسين مصريين وكان التعليم المصري في أوج عصره تلك الفترة.

• أترى أنك كنت محظوظاً بدراستك في مصر وعايشت عنفوانها الأدبي والثقافي؟
كانت أياما ذهبية لاتنسى ولها رصيد في مسيرتي الأدبية، فقد كنت أقرأ كل ماصدر لأدباء مصر (طه حسين وزكي بابا وأحمد أمين)، كانت الرسالة ثروة علمية والهلال مجلة دسمة، أما المصور وآخر ساعة فكنا نعيرها لبعضنا البعض ولم تكن هناك سينما في مصر. والطريف أنني شاهدت أول فيلم سينمائي في جدة بدعوة من زميلي في تحضير البعثات علي حسين زارع وقد أدهشتني كثيرا، ونظرا لزواجي في تلك الفترة فقد أخذت زوجتي معي ولم يطل بنا المقام هناك، حيث اضطررنا للمغادرة أنا وزميلي حمد الشاوي بعد أن وجدنا أنفسنا غير قادرين على البقاء إثر حدوث الانفصال بين سوريا ومصر.

• وكم كانت نسبة الوالد من عمله وكيلا للشربتلي؟


لا أتذكرها بالتحديد، لكنها كانت خيرا كثيرا خصوصا أن الشيخ حسن كان يستورد أنواعا كثيرة من البضائع والأرزاق لدرجة أننا كنا نمشي على أكياس الأرزاق من كثرة تكدسها في انتظار تحميلها على الجمال لتذهب إلى الوكلاء الفرعيين كل في منطقته. وقد خلف والدي عمي مصطفى سيبيه ثم شقيقه حامد ثم أخي عبدالله يرحمهم الله جميعا.

• الغريب يا أبا نبيل أنك عملت مع الشربتلي بالرغم من المشاكل التي سببها لك في المحاكم؟

هو اللي طلب مني أن أعمل معه يرحمه الله عندما التقيته لأول مرة لأورد له المبالغ التي كانت مستحقة علينا كوكلاء له في ينبع. وقد فاجأني وهو يخبرني أنه أصبح متعهدا لمنطقة الرياض ويرغب في أن أدير أعماله هناك فأجبته ببساطة: ماعندي مانع ، وفعلا بدأنا العمل وكان يرسل بضائع ضخمة للرياض، حيث يتم تخزينها في مستودعات الحكومة التي يدير ماليتها آنذاك السيد عبدالله لنجاوي يرحمه الله وكان من خيرة الرجال وساعده أحمد هندي ومحمد الصائغ.

• لكنك أحلت إلى المحكمة بشكوى جماعية من تجار الرياض لعدم سداد الشيخ حسن لأموالهم؟
كانت خطة مني للضغط على الشربتلي لأنه يرحمه الله كان يتعامل مع التجار بطريقة لاتروق لهم، كأن يعطي بضاعة مقابل بضاعة من نوع آخر أو أن يتأخر الدفع لخلاف على السعر وهكذا، وقد كان من عادتنا أن نلجأ لتجار الرياض لتوفير مالا يتوفر في مستودعاتنا وهم يفضلون التعامل نقدا فكانت الأمور كلها في وجهي، وكنت أقول لهم مطمئنا: سأبيع كل بضائع الشربتلي لأدفع لكم، ولكن إذا رأيتم أن الشكوى للقاضي ستأتي بهذه النتيجة فاشتكوني، وكان التجار الأحد عشر الذين اشتكوني كلهم أصدقاء لي وقد رافقتهم إلى القاضي الذي كان يجلس في تلك الأيام على الأرض مع الكاتب في بيت طين، وكلما تقدم واحد منهم وطلبني مبلغا كان القاضي ينظر إلي وهو يقول في نفسه: من هذا الذي ضحك على تجار الرياض؟ حتى انتهوا كلهم، فالتفت إلي القاضي وسألني: وراك ماتسدد، فأخبرته أنني وكيل الشربتلي وأن البضائع التي أخذتها منهم ذهبت للملك عبدالعزيز ورجاله وأولاده ولم آخذها لبيتي، فالتفت إليهم وسألهم: أتعرفون أنه وكيل الشربتلي؟ فقالوا: نعم، فقال لهم: اذهبوا وخذوا حقكم من الشربتلي والدولة قادرة تجيبه لكم .. كان الحكم غير قابل للاستئناف وقد فاجأني به الشيخ وسعدت به أيما سعادة، وذكرني حكمه بموقف مماثل للملك عبدالعزيز عندما جاء إلى ينبع للقاء الملك فاروق في اجتماع رضوى المشهور، وكان يجلس إلى جواره الشيخ حامد القباني قاضي ينبع وأحد العلماء المعروفين آنذاك ، فدخل عليهم في المخيام رجلان يختصمان بأن لهما قضية لم يحكم فيها منذ سنتين، فنظر الملك عبدالعزيز للشيخ حامد متسائلا، فأوضح له بأن القضية نظرت من طرفه ولكن حكم الاستئناف عطلها إلى الآن كما كان سببا في تعطيل الكثير من قضايا الناس.. وهنا ظهرت فراسة الملك عبدالعزيز ومعرفته بالرجال بمجرد الجلوس معهم ولم يكن يعرف الشيخ حامد إلا في هذا المجلس، فقال مخاطبا أمير ينبع الشيخ حمد العيسى يرحمه الله: هذا الشيخ حكمه يسري في الحال ولايستأنف.. وعندما توفي الشيخ القباني جاء قاض آخر مكانه فأراد أن يطبق هذه القاعدة فكتب لأمير ينبع الذي أبرق بدوره للملك عبدالعزيز مستفسرا، فجاء الرد أن ذلك الحكم خاص بالشيخ حامد القباني فقط ، وهذه كانت أحد أسرار شخصية الملك عبدالعزيز يرحمه الله وتكشف لك نوعية الرجال الذين اختارهم ليكونوا إلى جواره وليساعدوه في إقامة هذه الدولة المباركة.


• وكيف كنت تتغلب على هذه المواقف المحرجة مع التجار؟
لا أعلن سرا إذا قلت إنني كنت ألجأ إلى أحد الرجال المقربين من الملك عبدالعزيز وهو الشيخ عبدالرحمن الطبيشي عندما يلح علي العملاء لصرف نقودهم بالاتفاق مع الشيخ الشربتلي، وكان الشيخ الطبيشي يرسل لي بين الحين والآخر ألف جنيه ذهب، وقد ساعدتني في تنفيذ أوامر الدولة لمن يؤمر لهم بعطايا.

• طبعا لم يكن هناك مواد حافظة أومدة لانتهاء البضائع ؟

إطلاقا كانت البضائع تأتي في أكياس من حبوب وأرزاق وصنوف المعلبات والزري والأقمشة والتمور والعود وخلافها .

• العود كان أفضل جودة من الآن؟
بدون شك وكنا نستلمه من المطار في أشولة بطول الذراع، لكن أشهر تجاره في تلك الفترة في الرياض شخص اسمه (ويني) وكان يختار لنا أحسن الأصناف وعندما لايكون عنده شيء، يقول لنا: اذهبوا إلى جاري فالعود لديه جيد وسعره أحسن مني، وهذا التعامل يندر وجوده هذه الأيام، كما كنا نأخذ الفرو والمقاطع والدقلات أيام المقناص من عند عبدالعزيز البيبي .

• لكنك لم تمكث طويلا؟
تركت العمل لأن وزارة المالية سحبت الصلاحية من الشربتلي وأعطتها للكعكي في إطار برنامج المداورة كل سنتين بين هذين المتعهدين.

• بالمناسبة متى التقيت بالملك عبدالعزيز لأول مرة ؟

رأيته في أول زيارة له إلى ينبع وقد كنت صغيرا ويومها طلب جلالته من أهالي ينبع أن يتفقوا على بيت واحد ليزوره ويشرب فيه القهوة والشاي مع الأهالي ليكون ذلك بمثابة زيارة خاصة لكل شخص في بيته نظرا لسفره إلى الرياض برا، فاختار الأهالي بيت والدي وهو البيت الوحيد الذي دخله الملك عبدالعزيز في ينبع وقد هدم الآن ونالت منه عوامل التعرية كثيرا، بعد ذلك أصبحت عضوا في كل وفد يمثل أهالي ينبع لدى جلالته، بل إنني صاحب فكرة أول وفد يذهب للحوية في الطائف للقاء جلالته عام 1372هجرية ليعرض احتياجات الأهالي ومطالبهم، وأتذكر أننا ركبنا (لوري) وكنت أصغر أعضاء الوفد الذي ضم عبدالله محسن وحسين زارع وعبدالله بن جبر ومصطفى الخطيب قائم مقام ينبع في عهد الأشراف والحكم السعودي وجلسنا في مجلس جلالته حسب ترتيب العمر وتم الاتفاق أثناء تناولنا الغداء في مستورة أن يكون الخطيب هو المتحدث باسمنا.. وعندما كنت في الرياض كنت أصلي مع أولاد الملك عبدالعزيز في المربعة وكان يرافقني دائما أمين القرقوري وغالب أبوالفرج يرحمه الله .

• وماسر علاقتك الخاصة بالملك فيصل يرحمه الله؟
هذا الرجل له علي فضل لا أنساه ماحييت، فقد أكرمني الله بأن ابتلاني بفقدان ست من بناتي الإحدى عشرة وأحد أبنائي الاثنين الذكور في حوادث متفرقة، فقد توفي ابني طريف في حادثة الطائرة الشهيرة في الرياض عام 1400 للهجرة، أما البنات فقد سقطت أولى بناتي وهي في سن مبكرة على رأسها فتوفيت لارتجاج في المخ وتوفيت الثانية في حادث مروري في لبنان أما الثالثة فتوفيت في الأردن نتيجة حادث سير ومعها ابنها وابنتها، أما الثلاث الأخر فأصبن بمرض واحد اسمه (تراسيميا) و إلى الآن لم يجد له الأطباء علاجا. وكانت الكبرى في الثانية والعشرين والوسطى في الثالثة عشرة والصغرى لم تتجاوز السبع سنوات. وقد عانيت من الآلام النفسية في تلك الفترة كثيرا. وعندما علم الملك فيصل بمرضهن تولى بنفسه علاجهن في الخارج فأرسلهن مرتين إلى القاهرة ولعدم وصول الأطباء إلى نتيجة قرر إرسالهن على حسابه الخاص إلى تركيا ومرة إلى سويسرا في أحدث مستشفى للأطفال، ثم أرسلهن سبع مرات إلى ألمانيا بأوامر ملكية وقد توفيت الصغرى وبقيت معاناتي مع المتوسطة والكبرى لفترة طويلة، لدرجة أن وزير الصحة قال لجلالته: إن النظام لايسمح بإرسال المريض أكثر من مرة إلى الخارج للعلاج، فأمر يرحمه الله أن تستثنى حالة ابنتي خلف عاشور من النظام، وأخيرا عندما لم نصل إلى نتيجة أمر بأرسالهن إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وإقامتهن مع مرافق لهن على أن تتولى السفارة السعودية الصرف عليهن.. وفي إحدى المرات في ألمانيا أرسل لي السفير من بون وحمل لي مبلغا كبيرا تلك الأيام، ولم أكن أقدم معاملة لجلالته إلا وتحظى بموافقته السامية، وكان يقول للنويصر: أنا عندي رأس مال من هاتين البنتين.. وعندما لم يكن هناك بنك للدم في الرياض قرر نقلي يرحمه الله إلى جدة بنفس وظيفتي ومرتبي، وأوصى بأن توفر لي وظيفة مناسبة في أي وزارة أخرى إذا لم تتوفر في وزارة المالية، وكنت أسافر بدون إذن لأن لدي إجازة مفتوحة لعلاج بناتي من جلالته. فوقفته معي جعلتني مستقرا بشكل كبير، كما وأكرمني عندما تقاعدت وكان يصرف لي شهريا مبلغا يعادل قيمة الراتب التقاعدي وأضاف عليه مبلغا سنويا وللأسف أنه قطع الآن ولا أملك له في كل وقت وحين إلا الدعاء دائما بأن يتغشاه الله بواسع رحمته، وعندما جاء معرض شاهد وشهيد كتبت للأمير خالد الفيصل يحفظه الله بما شهدته كشاهد في عصر أبيه تقبله الله من الشهداء .

• أمضيت الآن أكثر من ثلاثين عاما بعد تقاعدك مراقبا لأعمال شركة بن لادن؟
بداية عملي كمشرف عام على التوسعة الكبرى التي صنعها الملك فهد يرحمه الله وعلى كل أعمال ابن لادن التي أسندت إليه بدأت عام 1406 وانتهت عام 1418هجرية. وكنت أظن أنها فترة مناسبة للتوقف ولكنني فوجئت بموقف الأخ بكر بن لادن عندما ذهبت إليه لأسلم أعمالي وهو يقول لي كلمة لا أنساها (إحنا مايفرق بيننا وبينك إلا الموت)، ثم عرض الموضوع على الملك فهد فعينت عضوا في الرقابة والإشراف مع الشيخين محمد نور رحيمي ومحمد صالح باحارث يرحمهما الله، ولازلت عضوا إلى الآن ومعي الأستاذ حمد الشاوي وبقي مقعد المرحوم منصور عبدالغفار شاغرا في انتظار أن يعين ولاة الأمر شخصا مكانه في أي وقت.

• وكيف كانت صلتك بالشيخ محمد بن لادن يرحمه الله؟
أعرفه بالشكل عندما جاءنا في مخيام الملك سعود عندما كنت ضمن وفد أهالي ينبع فسلم علينا ولكنني لم أحتك به وكنت أتمنى ذلك. ومرة أخرى عندما جاءنا في ينبع وأفطر في بيتنا مع السيد حبيب وأسعد شيرة .

• وأسامة بن لادن ؟
رأيته مرة واحدة في الحوش أمام مكتبي مع بعض إخوته لكنني لم أتعرف عليه مطلقا.

• هل صحيح أنه لايفتي في شركة بن لادن إلا برأي خلف عاشور؟

هذا من حسن ظن الشيخ بكر في شخصي المتواضع وثقته الكبيرة التي لا أنساها له أبدا.

• ولماذا لم يصدر حتى الآن مايجسد لإنجازات أسرة ابن لادن؟

أنا مثلك أسأل هذا السؤال بعد أن شجعني الشيخ بكر على كتابة عدد من الكتب وأنفق عليها بسخاء، لكنه بخل في كتاب واحد خاص بأبيه ولم يطبعه حتى الآن .

• كانت للملك فهد أمنية لم تتحقق في التوسعة .. لماذا؟

الملك فهد يرحمه الله صنع إعجازا يفوق الوصف في المدينة المنورة، وكان يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة ويشاركنا في اختيار كل شي من القبب والأعمدة ويصر على اختيار الأجود وكان يقول لنا دائما (لايعيقكم شيء) وصرف بسخاء منقطع النظير على مشاريع التوسعة في مكة والمدينة، وكان يأتينا في كل وقت خصوصا بعد إقفال أبواب المسجد النبوي ليناقشنا في التنفيذ ويراجع التصاميم بنفسه، وكانت له أمنية لم تتحقق حتى الآن لكلفته العالية وهي أن يرى الزائر للمدينة من المطار الحرم أمامه، وقد نفذت الأمنية بحل بديل هو شارع الملك عبدالعزيز حاليا .

يتــبع