بمناسبة صدور الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1430/1431 يَسُرَّ وزارة المالية إيضاح النتائج المالية للعام المالي الحالي 1428/1429، واستعراض الملامح الرئيسية للميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1430/1431، وتطورات الإقتصاد الوطني، وذلك فيما يلي:
أولاً : النتائج المالية للعام المالي الحالي 1428/1429:

1- الإيرادات العامة:
يُتَوَقَّع أن تصل الإيرادات الفعلية في نهاية العام المالي الحالي إلى (1.100.000.000.000) ألف ومئة مليار ريال بزيادة نسبتها (144) بالمئة عن المقدر لها بالميزانية. وقد شكلت الإيرادات البترولية نسبة (90) بالمئة تقريباً من جملة الإيرادات التي تم تحقيقها، وتزيد عن الإيرادات الفعلية التي تم تحقيقها في العام المالي الماضي 1427/1428 بمبلغ (478.500.000.000) أربع مئة وثمانية وسبعين ألفاً وخمس مئة مليون ريال أي بنسبة (77) بالمئة.

2- المصروفات العامة:
يُتَوَقَّع أن تبلغ المصروفات الفعلية في نهاية العام المالي 1428/1429 (510.000.000.000) خمس مئة وعشرة آلاف مليون ريال بزيادة مقدارها (100.000.000.000) مئة ألف مليون ريال عمَّا صدرت به الميزانية، نتيجة لما استجد خلال العام المالي من مصروفات وتشمل هذه الزيادة بدل غلاء المعيشة التي أقرها مجلس الوزراء في بداية العام المالي الحالي ودفعات تنفيذ مشاريع للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ومشاريع عسكرية وأمنية وأخرى، والمبالغ التي ترتبت نتيجة تثبيت بعض فئات الموظفين، وزيادة القبول في الجامعات والإبتعاث، وإعانة الشعير والأعلاف وحليب الأطفال والأرز.
وقد بلغ عدد ما تم توقيعه من عقود لتنفيذ المشاريع التي طرحت خلال العام المالي الحالي وتمت مراجعتها من قبل الوزارة (2500) عقداً تبلغ قيمتها الإجمالية (120.000.000.000) مئة وعشرين ألف مليون ريال مقارنة بمبلغ (83.000.000.000) ثلاثة وثمانين ألف مليون ريال في العام المالي السابق 1427/1428 بزيادة نسبتها (45) بالمئة، وتشمل هذه المشاريع ما تم تمويله من فوائض الميزانيات الثلاث الماضية.

3- الدَّين العام:

تشير التوقعات الأولية إلى أن صافي حجم الدَّين العام سينخفض في نهاية العام المالي الحالي 1428/1429 (2008م) إلى (237.000.000.000 ) مئتين وسبعة وثلاثين ألف مليون ريال لتتقلص نسبته إلى حوالي (13.5) بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع للعام المالي الحالي مقارنةً بـ (18.7) بالمئة في نهاية العام المالي الماضي 1427/1428 (2007م).
ثانياً : الميزانية العامة للدولة للعام المالي القادم 1430/1431:

على الرغم من الإنخفاض الحاد الذي طرأ على أسعار البترول خلال الفترة الأخيرة من العام المالي الحالي 1428/1429 وتقديرات الإيرادات للعام المالي القادم، إلا أنه نظراً لأهمية تعزيز مسيرة التنمية وإستمرار جاذبية البيئة الإستثمارية بشكل عام وزيادة الثقة بالإقتصاد الوطني، فقد صدرت التوجيهات الكريمة بأن تتضمن الميزانية إعتمادات ومشاريع جديدة تزيد عمّا اعتمد بالميزانية الحالية، وتم التركيز على المشاريع التنموية التي ستؤدي - بمشيئة الله - إلى توفير الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات، كما روعي عند إعداد الميزانية إستثمار الموارد المالية بشكل يحقق متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة، مع إعطاء الأولوية للخدمات التي تَمَسُّ المواطن بشكل مباشر مثل الخدمات الصحية، والتعليمية، والإجتماعية، والبلدية، والمياه والصرف الصحي، والطرق، والتعاملات الإلكترونية، ودعم البحث العلمي من خلال خطة العلوم والتقنية، ومشروعات البنية الأساسية، حيث اشتملت على مشاريع تنموية جديدة بجميع مناطق المملكة.
وفيما يلي تقديرات عناصر الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1430/1431:
1- قُدِّرَتْ الإيرادات العامة بمبلغ (410.000.000.000 ) أربع مئة وعشرة آلاف مليون ريال.
2- حُدِّدَتْ النفقات العامة بمبلغ (475.000.000.000) أربع مئة وخمسة وسبعين ألف مليون ريال.
3- قَدِّرَ العجز في الميزانية بمبلغ (65.000.000.000) خمسة وستين ألف مليون ريال.

ثالثاً : الملامح الرئيسية للميزانية العامة للدولة للعام المالي1430/1431:

تضمنت الميزانية برامج ومشاريع جديدة ومراحل إضافية لبعض المشاريع التي سبق اعتمادها تزيد تكاليفها الإجمالية عن (225.000.000.000) مئتين وخمسة وعشرين ألف مليون ريال مقارنة بتكاليف بلغت (165.000.000.000) مئة وخمسة وستين ألف مليون ريال بميزانية العام المالي السابق 1428/1429 بزيادة نسبتها (36) بالمئة، كما تمثل حوالي ثلاثة أضعاف ما أعتمد بالعام المالي 1425/1426 الذي يصادف السنة الأولى من خطة التنمية الثامنة.
وفي ما يلي استعراض لأبرز ما تضمنته الميزانية العامة للدولة من إعتمادات مخصصة للإنفاق على القطاعات الرئيسية من منطلق ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بالقطاعات ذات الصلة بالخدمات والتنمية.
1 ــ قطاع التعليم والتدريب:

بلغ ما تم تخصيصه لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة حوالي (122.100.000.000) مئة وإثنين وعشرين ألفاً ومئة مليون ريال.
ففي مجال التعليم سيستمر العمل في تنفيذ مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم "تطوير" البالغة تكاليفه (9.000.000.000) تسعة آلاف مليون ريال، وقد صدر مؤخراً قرار من مجلس الوزراء بالموافقة على الترخيص بتأسيس شركة "تطوير التعليم القابضة" برأس مال مقداره (100.000.000) مئة مليون ريال.
ولغرض توفير البيئة المناسبة للتعليم وزيادة الطاقة الإستيعابية للمدارس والجامعات والكليات المتخصصة تضمنت الميزانية إعتماد إنشاء (1500) ألف وخمس مئة مدرسة جديدة للبنين والبنات في جميع المناطق إضافة إلى المدارس الجاري تنفيذها حالياً البالغ عددها (3240) ثلاثة آلاف ومئتين وأربعين مدرسة، وما تم الانتهاء من تنفيذه وعددها أكثر من (1100) ألف ومئة مدرسة, وتأهيل وتوفير وسائل السلامة لـ (2000) ألفي مبنى مدرسي للبنين والبنات, وإضافة فصول دراسية للمدارس القائمة, وتأثيث المدارس وتجهيزها بالوسائل التعليمية ومعامل وأجهزة الحاسب الآلي, وكذلك إنشاء مباني إدارية لقطاع التعليم العام.
وفي مجال التعليم العالي تضمنت الميزانية إعتمادات لإستكمال إنشاء المدينة الجامعية للطالبات والمدينة الطبية لجامعة الملك سعود، وكذلك إنشاء المدينة الجامعية للطلاب بجامعة الملك خالد بتكاليف تجاوزت (12.000.000.000) اثني عشر ألف مليون ريال، إضافة إلى استكمال المدن الجامعية للجامعات القائمة، وتجهيز المعامل والمختبرات, وافتتاح وتشغيل (41) إحدى وأربعين كلية جديدة.
كما تفضل خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ بوضع حجر الأساس لإنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وتجري حالياً الترتيبات لبدء التنفيذ، وتم توقيع عقد منشآت جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية وفروعها.
وسوف يستمر برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي، بالإضافة لبرامج الإبتعاث الأخرى، ويصل إجمالي ما تم صرفه على برامج الإبتعاث خلال العام المالي الحالي 1428/1429 إلى (5.700.000.000) خمسة آلاف وسبع مئة مليون ريال.
كما تم خلال العام المالي الحالي نقل الكليات الصحية من ميزانية وزارة الصحة إلى ميزانيات الجامعات.
وصدر مؤخراً قرار من مجلس الوزراء باعتماد مبلغ (5.000.000.000) خمسة آلاف مليون ريال لبناء مساكن لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
وفي مجال التدريب التقني والمهني ولزيادة الطاقة الإستيعابية للكليات والمعاهد والمراكز التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تم افتتاح وتشغيل عدد من معاهد التدريب المهني ومعاهد عليا تقنية للبنات.

2 ــ الخدمات الصحية والتنمية الإجتماعية:

بلغ ما خصص لقطاعات الخدمات الصحية والتنمية الإجتماعية حوالي (52.300.000.000) إثنين وخمسين ألفاً وثلاث مئة مليون ريال.
وتضمنت الميزانية مشاريع صحية جديدة لاستكمال إنشاء وتجهيز مراكز الرعاية الصحية الأولية بجميع مناطق المملكة، ومشاريع لإحلال وتطوير البنية التحتية لعدد (22) اثنين وعشرين مستشفىً، إضافة إلى إستكمال تأثيث وتجهيز بعض المرافق الصحية، وتطوير نظام المعلومات الصحية، وإنشاء مرافق بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة تشمل مركزين للأورام ولعلوم وجراحة الأعصاب.
كما يجري حالياً تنفيذ (86) ستة وثمانين مستشفىً جديداً بمناطق المملكة بطاقة سريريه تبلغ (11750) أحد عشر ألفاً وسبع مئة وخمسين سريراً، وتضمنت الميزانية إعتمادات جديدة لتطوير جمعية الهلال الأحمر السعودي.
وفي مجال الخدمات الإجتماعية تضمنت الميزانية مشاريع جديدة لإنشاء أندية ومدن رياضية ودور للرعاية والملاحظة الإجتماعية والتأهيل، ومباني لمكاتب العمل، إضافة إلى دعم إمكانات وزارة العمل ووزارة الشؤون الإجتماعية لتحقيق أهداف التنمية الإجتماعية، إضافة إلى الإعتمادات اللازمة لدعم برامج معالجة الفقر والصندوق الخيري الوطني، وزيادة المخصصات السنوية بالميزانية المتعلقة بالأيتام وذوي الإحتياجات الخاصة، مع العمل على إختصار الإطار الزمني للقضاء على الفقر والإستمرار في رصده بناءً على التوجيهات الملكية الكريمة.

3 ــ الخدمات البلدية:

يبلغ المخصص لقطاع الخدمات البلدية ويشمل وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات والبلديات والمجمعات القروية حوالي (18.900.000.000) ثمانية عشر ألفاً وتسع مئة مليون ريال منها ما يزيد عن (2.300.000.000) ألفين وثلاث مئة مليون ريال ممولة من الإيرادات المباشرة للأمانات والبلديات والمجمعات القروية.
وفي إطار الإهتمام بهذا القطاع تضمنت الميزانية مشاريع بلدية جديدة وإضافات لبعض المشروعات البلدية القائمة تشمل تنفيذ تقاطعات وأنفاق وجسور جديدة لبعض الطرق والشوارع داخل المدن وتحسين وتطوير لما هو قائم بهدف فك الإختناقات المرورية، إضافة لإستكمال تنفيذ مشاريع السفلتة والإنارة للشوارع وتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول، ومشاريع للتخلص من النفايات وردم المستنقعات وتطوير وتحسين الشواطيء البحرية، ومباني إدارية.

4- النقل والإتصالات:

بلغت مخصصات قطاع النقل والإتصالات حوالي (19.200.000.000) تسعة عشر ألفاً ومئتي مليون ريال.
وتضمنت الميزانية إعتماد مشاريع جديدة وزيادات لمشاريع معتمدة ً للطرق والموانيء والخطوط الحديدية والمطارات والخدمات البريدية، ففي مجال الطرق شملت الميزانية إعتماد مشاريع لتنفيذ طرق جديدة سريعة ومزدوجة ومفردة يقارب مجموع أطوالها (5400) خمسة آلاف وأربع مئة كيلو متر, منها إزدواج طريق (بيشة/رنية/الخرمة حتى طريق الرياض/الطائف السريع "المرحلة الأولى")، إزدواج طريق (البجادية/عفيف)، إزدواج (تبوك/ضباء"المرحلة الرابعة")، وطريق (حائل /رفحا "المرحلة الثانية")، والطريق الدائري الثاني بمكة المكرمة، و إزدواج طريق (الخضراء/شرورة)، والأعمال التكميلية لطرق (القصيم/حائل/الجوف)، و (القصيم/المدينة المنورة/ينبع/رابغ السريع)، و (إمتداد الرياض/الدمام السريع)، واستكمالات وإصلاحات لطرق قائمة مع إعداد الدراسات والتصاميم لطرق جديدة أخرى يزيد مجموع أطوالها عن (1740) ألف وسبع مئة وأربعين كيلو متر, إضافة إلى ما يقارب (30000) ثلاثين ألف كيلو متر يجري تنفيذها حالياً من الطرق السريعة والمزدوجة والمفردة منها طرق (الطائف/الباحه/أبها) و(الشقيق/جازان) و (الخرج/حرض/بطحاء) و (الحائر/حوطة بني تميم) (حائل/المدينة المنورة المباشر) و (المرحلة الأولى من طريق بطحاء/شيبه/أم الزمول), وطريق (الرياض/الرين/بيشة)، والجدير بالذكر أن شبكة الطرق المعبدة القائمة يزيد طولها عن (56000) ستة وخمسين ألف كيلو متر