الغائب الحاضر
عكـــاظ

والدي الغالي منصور:
أقف حائرة أمام الكلمات بم وبماذا ابدأ وماذا أسطر لك وهل تستطيع كلماتي أو رثائي أن يوفيك حقك وحق عطائك لنا "أنا واخوتي" أو هي قادرة على أن توصل لك مقدار وحجم محبتنا لك؟، إن حزننا الشديد على فراقك الذي لا زلنا حتى يومنا هذا نشعر وكأننا في حلم أو واقع لكنه واقع صعب يا والدي كل واحد فينا يظن انه حلم وسوف يصحو منه ولكن الأمر من هذا كله انها حقيقة وليست حلما ولكن قوة الفجيعة جعلتنا نتأمل أن يكون حلما ولكن في النهاية لا راد لقضاء الله وقدره..
والدي منصور يا أحلى وأثمن وأغلى كلمة ينطق بها لساني وينبض بها قلبي ويشعر بها كل جزء فيّ .. هذه أول مرة بحياتي أمسك القلم وأكتب ولكن أكتب في من؟
ارثيك يا والدي الغالي مع انه من الصعب جدا ان ارثيك لاني مهما كتبت فلم ولن ولايمكن أن أوفيك حقك وأعلم انني ضعيفة القدرة على ذلك لكن الفجيعة جعلتني انا والكلمات والمشاعر نتصارع على الكتابة عنك اي تعبير يا والدي يوفيك حقك؟! وأي كلمة قادرة أن توصلنا لمداك! أو ترثيك!
لكن يا أبي مهما اختلفت الكلمات والتعابير في النهاية تساوت المشاعر لدى الجميع "زوجتك، ابناؤك، اخوانك، بنات اخواتك، بنات اخوانك، جميع افراد العائلة، اصدقاؤك" كلهم تساووا في محبتك ومكانتك الغالية لدى الجميع فكان هذا عزاءنا الوحيد، زرعت يا والدي فحصدت ثمارا جميلة جدا فيارب كل دعوة سمعناها وكل دعوة لم نسمعها كانت لوالدنا ان تقبلها يارب.
وهذا ياوالدي بقدر ما احببت واعطيت للناس احبوك واعطوك الدعوة الصادقة التي هي أثمن من كل كنوز الدنيا.
ابي منصور الغالي في جعبتي اشياء وكلمات ومشاعر كثيرة تقال عنك لكن الحزن اقوى من هذا كله ومهما كتبت فكتاباتي ليس لها نهاية لكن بإذن الله يا والدي الغالي سوف يظل "امل، محمود، ايمن، غادة، خلود" حاملين أحلى وسام لك حبك واسمك ونسأل الله عز وجل ان يعيننا على فراقك لأننا اشتقنا لك وأنت لم يمر على فراقك شهر فكيف بالآتي؟
لكن الله عز وجل كفيل بعباده..
ووالدتي الغالية ليس لها الا الصبر وبإذن الله سوف نوفي ولو جزءا بسيطا من عطائك ومحبتك لها.
وأحفادك كنت بمثابة الأب والجد الحنون المعطاء طوال وقتك يشغلك التفكير بهم وماذا تحقق لكل واحد فيهم من صغيرهم لكبيرهم.
لكن يا ابي إن غبت عنا جسدا ستبقى لنا ذكرى دائمة ودعاؤنا لك بالرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته مع الصالحين والشهداء وأن يلهمنا ويلهم جميع من احبوك الصبر والسلوان.

ابنتك المحبة: غادة بنت منصور عبدالغفار.