خفض أسعار الحديد 800 ريال.. ووصول طن السكراب إلى 500 ريال
الأربعاء, 3 سبتمبر 2008
عبدالله الطياري - جدة


اتفقت مصانع حديد سعودية في مختلف المناطق أمس على ضرورة الامتناع عن شراء أو تخزين حديد السكراب سواء من داخل المملكة أو خارجها.. في إطار مساعيها لخفض أسعار حديد السكراب بواقع 700 ريال في الطن كمرحلة أولى.. ومن ثم تخفيضه بواقع 200 ريال في المرحلة الثانية للوصول به إلى سعر 500 ريال للطن الواحد، كونه يباع اليوم بالسوق بواقع 1400 ريال للطن الواحد.
وجاء هذا القرار بين المصانع شفهيا بعد قرار وزارة التجارة بالعمل على منع تصدير الحديد لخارج المملكة وهو ما أعطى نتائجه الفورية بتخفيض أسعار حديد التسليح ما يقارب 300 ريال.. إذ كشف مصدر مسؤول في صناعة الحديد أن الرؤية المستقبلية لأسعار الحديد في المملكة تركز على خفضه بأكثر من 800 ريال للطن خلال الشهرين المقبلين.. بعد أن تكبد صناع الحديد خسائر فادحة.. خاصة بعد أنباء قدوم إنتاج الشركات الأوكرانية والتركية والهندية.
وقال المصدر «الذي فضل عدم الكشف عن اسمه» لارتباطه بإحدى المصانع الكبرى إن قرار وزارة التجارة والصناعة الذي حدد الضوابط المتعلقة بمنع تصدير منتجات الحديد والصلب.. أدى إلى انخفاض أسعار الخردة بحدود 10 في المائة، وحسب القرار الجديد تم منع تصدير حديد التسليح والخردة، مع السماح باستيراد الخردة من دول مجلس التعاون الخليجي.. مما أوجد قوة ضاغطة على المصانع الكبرى لتخفيض أسعارها. وأضاف أن أصحاب المصانع الصغيرة التي تنتج ما بين 50 ألف طن إلى 300 ألف طن كانت هي السباقة في التخفيض بداية شهر أغسطس بحوالى 500 ريال تقريبا ومن ثم خفضت يوم أمس 200 ريال.. مما يعني أنها خفضت بواقع 700 ريال من بداية شهر أغسطس إلى بداية شهر سبتمبر الحالي.. وأشار إلى أن هذه المصانع الصغيرة تمتلك قوة مؤثرة في صناعة مقاسات 12 ملم و10 ملم و18 ملم و16 ملم وهي الأكثر استهلاكا. وأضاف المصدر الذي تحدث لـ«المدينة» أن تجار السكراب بالمملكة لابد أن يتعاملوا مع التوجهات الجديدة في صناعة الصلب ويعملوا على تخفيض أسعارهم إلى المستويات المقبولة، مشيرا إلى أن الأسعار القديمة ستعود بقوة في بدايات 2011 بكل تأكيد، ولا يستبعد أن يكون قبل ذلك خاصة «والحديث لازال للمصدر» إذا تطلعنا لواقع صناعة الصلب بمنطقة الخليج التي يتنافس فيها اليوم أكثر من 40 مصنعا من مختلف الفئات.
وأشار إلى أن شركة مثل شركة «قطر ستيل» بدأت تغطي السوق القطرية بالكامل وتحاول اقناع حكومة بلادها بأن تعمل على إلغاء القرار الحكومي الذي صدر قبل 4 أشهر بمنع تصدير الحديد القطري للخارج.. خاصة وأن «قطر ستيل» اليوم لديها فائض يقارب 10 في المائة من حجم إنتاجها.. وبكل تأكيد أنها تستهدف السوق السعودي حيث إن كمية هذا الفائض تصل لأكثر من 150 ألف طن حديد تسليح، وسيصل إنتاجها لأكثر من مليون وأربعمائة ألف طن حديد تسليح من نهاية سبتمبر الحالي وأكثر من مليوني طن من الحديد الإسفنجي.
وتابع: كل هذه العوامل ستؤدي للضغط على مصانع الحديد السعودية لخفض الأسعار.. إضافة إلى بروز مصانع حديد سعودية جديدة كمصنع اليمامة بينبع الذي بدأ إنتاجه التجريبي بواقع 500 ألف طن.. ومصنع «وفر» بالرياض الذي بدأ إنتاج مصنعه الثاني بجدة بواقع 300 ألف طن.. وسيبدأ الإنتاج التجريبي لمصنع جازان بواقع مليون طن حديد مع يناير 2009.. ومصنع المكيرش الذي بدأ إنتاجه التجريبي برابغ بواقع 500 ألف طن. ومضى يقول: مصانع الحديد بتركيا تبحث اليوم عن التواجد بالسوق السعودي خاصة بعد نجاحها في إتمام صفقة بمليوني طن حديد قبل شهرين تقريبا ووصلت للسوق السعودي.. كما أن شركة «عز» الدخيلة، أكبر منتجي الحديد بالعالم العربي بواقع 4 ملايين طن تقريبا أعلنت عن تخفيض أسعار حديد التسليح للمستهلك لشهر سبتمبر بمقدار 820 جنيها للطن «153 دولارا» ليصل السعر بعد التخفيض إلى 6150 جنيها للطن كحد أقصى للمستهلك «شامل ضريبة المبيعات» لكافة المقاسات وسعر بيع الشركة للموزعين 5950 جنيها للطن «شامل ضريبة المبيعات» تسليم أرض المعمل. وأضاف المصدر أن أسعار حديد التسليح في الأردن انخفضت بين 20 و21 دينارا أردنيا من أول سبتمبر الحالي بما يقارب 250 ريالا للطن رغم ارتفاع أسعار الوقود في الأردن بـ38 دينار أردني خلال شهر أغسطس المنصرم.. وهذا ما لا تعاني منه المصانع السعودية التي تحصل على دعم للوقود.. وأمام كل هذه المعطيات التي تدور في السوق السعودي اليوم فإن التوقعات تشير إلى أن أسعار الحديد ستشهد خلال شهر سبتمبر الحالي انخفاضا بواقع 800 ريال للطن على الأقل.
من جانبه قال عبدالله أبو صالح «المدير العام لمبيعات أحد المصانع في الرياض»: إن السوق يعاني من ركود كبير ولن يتحرك خلال شهر سبتمبر.. حتى لو انخفضت الأسعار بواقع ألفي ريال للطن.. ولكن نأمل أن يستعيد السوق عافيته بعد نهاية شهر رمضان.. حيث إنه من الصعب استعادة الثقة في سوق الحديد للمقاولين الذين ترك بعضهم المهنة ودخل في إشكالات كبيرة.
وتابع: التخفيض جاء عقب ركود كبير أصاب السوق وأدخله في نوم عميق جدا لن تحركه إلا قرارات تعيد للسوق هيبته.. فبعض المقاولين ترك ضمانات بنكية بملايين الريالات للخروج بأقل الخسائر الممكنة، كما أن قرار وقف شراء الخردة والسكراب من الداخل يعود إلى أن أسعاره غير منطقية.. وأتوقع أن تهبط أسعاره أكثر من 500 ريال على الأقل في المرحلة الأولى.