بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء وهو السميع العليم

( حدث عالمي ) ( مشروع كبير ) ( قرار هام ) لن تكن محظوظة في الاعلام(المقروء) إن صادف موعدها خبر عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

إذا إن الخط العريض باللون الأحمر في الصفحة الأولى سيكون من نصيب الهيئة

فكم هي الهيئة محسودة على ذلك النصيب .

لقد أصبحت الهيئة في الصحف اليوم مرمى تحقيق أهداف وورقة هامة لصراع فكري وتصفية حسابات , وأضحى المراسل المقرب من يأتي بخبر عن زلات الهيئة . وذلك كله باسم النقد وطرح الرأي ودعاوي الإصلاح .

ونشر زلات الهيئة وحجب إنجازاتها وتغييب الرأي المعتدل والنقمة على بعض الصحف المعتدلة لاهتمامها بنشر انجازات الهيئة يثير التساؤلات حول الهدف من حملة النقد ( لإصلاح الهيئة ) .

وقد أفرز هذا الوضع فئة تحرم التعرض للهيئة بأي حال من الأحوال وترى أن المساس بها هو مساس بالدين . وذلك لأنها ربما تعتقد أن الهدف من الحملة هو شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس سلوكيات أفراد الهيئة , وكلا الفئتين قلة في مجتمعنا ولله الحمد إلا أن الأولى تملك منابر إعلامية لها انتشار واسع مما جعلها أعلى صوتاً من أختها .

ولا غرابه فالتطرف لا ينتج إلا تطرف وإن تغيرت المسميات أو تعددت الأسماء .

وسيبقى الحال والحرب سيجال حتى ينطق الصامتون العقلاء ويتحرك المسؤولون الحكماء في وقف نزيف الاعتدال ليصبح السائد في الإعلام والمنابر .

فالهيئة ليسوا ملائكة لا يخطئون وكذلك ليسوا شياطين لا يصيبون .

فيجب أن يفسح المجال لصوت الحق أن يسمع وللقلم النزيه أن يقرأ وللنقد الهادف أن يبقى . فيقال للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطئت وأن يكون الانتقاد للاصلاح الصادق لا لتحقيق اهداف شخصية او النصرة للتيار على الآخر

أما شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد نصت عليها أدلة واضحة جليه من القرآن والسنة وتعتبر من الركائز الهامة لتطبيق الإسلام كمنهاج حياة للمسلمين

وقد اولتها الدولة الاهتمام الكبير إذ انها تحكم بشرع الله دستورا ومنهجا وتخدم الاسلام داخليا وخارجيا (وليس هذا مجال تعداد إنجازتها فهي كثيرا ولله الحمد والمنة) .

وأمة الإسلام هي خير أمة أخرجت للناس لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله قال الله جل شأنه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [ آل عمران : 110 ]

ولعن الله سبحانه أقواماً لتعطيلهم هذه الشعيرة العظيمة حيث قال عز جلاله (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [المائدة : 78-79]

إن الأفعال والأقوال تعطي مؤشرات على النوايا يصعب تجاهلها.

فمن شاهد نافذة مكسورة في مبنى ودعى لإصلاحها ليكتمل البناء فقد دعى إلى إصلاح .

ومن دعى إلى هدم البناء لأن النافذة مكسورة فقد دعى إلى إفساد .

( عز الإسلام قائم لا يضره تخاذل المسلمين ولا تطاول الأعداء )


مفلح عشق المنفوري
MUFLEHASHQ@GMAIL.COM