[align=center]لا أجد هدفاً واضحاً أو مبرراً مقنعاً أو سبباً بيناً أو عذراً مقبولاً حيال ما يقدم عليه بعض الأئمة والمؤذنين من أعادة الصف الأول ومكان أداء الصلاة إلي الجزء الأخير من المسجد ، فيتحاشر الناس مساحة ضيقة والمسجد رحب واسع ويتضايق المكان بالمصلين والله جعل في المسجد متسعاً ووسعاً
تنتهي الصلاة فتود الخروج فكل المنافذ موصدة ، هذا يؤدى السنة الراتبه أو يتنفل ، وصفوف تؤدي ما فاتها من الصلاة مع الإمام ، وتلك جماعة متأخرة تغلق جانباً من المسجد ، ولا تكاد تصل إلي باب الخروج إلا بشق الأنفس وربما مررت بين يدي مصلِ أو تساهلت بطفل يؤدي صلاته ، أما الأمام - اسم الله عليه - صاحب الفكرة أو المواقف عليها فإنه يخرج مع الباب الأمامي للمسجد المخصص للدخول إلي المنبر! فهو يرى – فيما يرى النائم ! - أن في حجز الجزء الأمامي محافظة على فرش المسجد مدة أطول ، فإلي جانب أنه يكسب المحافظة على فرش المسجد - على حد زعم الزاعمين مثله – فإنه لا يعدم الإضرار بالمصلين فيحجب عنهم الهواء البارد ويحشرهم في مساحة ضيقة .

صليت في أحد مساجد محافظة ينبع وقد أرجع الإمام الصفوف إلي الجزء الأخير من المسجد ، فنال المصلين الحر (والغمت) حتى أنني رأيت أحد كبار السن في الصف الأول ما أن سلم الإمام حتى أخذ يجفف عرق وجهه بعمامته ولو عصرها لقطرت ! ، فأدرت بصري إلي الصف الثاني فإذا الوجوه تتندى ، حتى أن أحدهم ضخم الجثة يتصبب العرق منه صبا ، والأجواء الرطبة اللاهبه هذه الأيام تعرفونها ، المسجد فيه من المكيفات الجديدة ما يكفيه والصف الأول - الأساسي - قد جهز بساندات الظهر، وبقربها بردات الماء ومواضع المصاحف مهيأ على أحسن ما يكون من حال ، ولكن ينتفي الإنتفاع منها بأفكار غريبة وتصورات مجهولة.
عندما تؤخر أيها الأمام الفاضل المصلين إلي الجزء الخلفي ما الفائدة هنا من تشغيل مكيفات المسجد وهي على بعد عشرات الأمتار ، كيف يصل التبريد إلي أقصى المسجد بنفس درجة البرودة ، فيما أيهما الأنفع لو كان الصف الأول والثاني والثالث على بعد ثلاثة أو أربعة أمتار من أجهزة التكييف أم على بعد عشرات الأمتار؟؟
للأسف الشديد يهوى بعض الأئمة ويشاركهم مؤذنوهم التضييق على المصلين بحسن نية حتماً ، فضلاً عما يعرضونه للمسجد من مخاطر بتلك التمديدات التي تفتقد لأدني وسائل السلامة فالأسلاك مكشوفة على امتداد عشرات الأمتار ، ومكبرات الصوت تنقل هنا وهناك وتحرك ثم يقال بأنها تعطلت ، تعطلت من ماذا؟!
زودت بعض المساجد المؤخر فيها الصف الأول بمراوح كهربائية وتبدو التمديدات الخطيرة وبعضها تصدر أصوات مزعجة حيث تتلامس ريش المروحة إطارها الحديدي فتظل تزنزن في أذنك حتى يتصدع رأسك فتنتظر انتهاء الصلاة بسرعة.

أيها الأحبة ربما هذه الفكرة جيدة في ظروف وأحوال معينة وهي لا تصلح في كل حال وفي أي مكان ، فهي أجدى في الشمال والجنوب لبرودة تلك الديار ولكنها لا تنفع في الوسطى للحرارة والجفاف والغربية للحرارة والرطوبة ، ومن الممكن أن تؤدى في المساجد ذات الأحجام الصغيرة ولكنها لا تصلح في الجوامع الكبيرة في ظل هذه الارتفاعات الكبيرة لسقف المسجد التي يضيع فيها التبريد.
المحافظة على فرش المسجد من الممكن أن تكون بطرق أخرى كتغطية الفرش بالمشمع أو أي نوع آخر ويزال وقت الحاجة .




اللهم لا تكل أمورنا لمن لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
[/align]