[mark=#FFFF00]صوت ينبعي يناشد «الصحة»[/mark]


عندما كنت طفلاً في مسقط رأسي (ينبع البحر) اعتاد جدي «حامد بن محمود بن عبدالرؤوف الخطيب» رحمه الله، أن يصحبني معه كل صيف إلى قرى «ينبع النخل» المعروفة بكثرة نخلها، وينابيع مياهها الجارية، وكرم أهلها، وشهامتهم، ومروءتهم.
انقطعتُ عنها طويلاً، لكنني لم أستغن عن «التمر البرني» انتاج قرية هي حبيبة إلى نفسي (العيص) افُتتح بها خلال شهر جمادى الأولى من هذا العام مستشفى عام، بلغت تكلفته (30) مليون ريال (صحيفة المدينة، 23/5/1429هـ، ص2)، أما «ينبع النخل» فقد أصبح نخلها أعجازاً خاوية، ورغم ذلك فأهلها متشبثون بأرضهم، ومرتبطون بها، ومن ثم فهي في حاجة إلى تنمية مستدامة.
وزارة الصحة -كما قال المواطن حمد مبارك العلوني-: «أنشأت مستشفى في ينبع النخل، وتم الانتهاء فعلاً من بنائه، وأصبح جاهزاً تماماً لبدء العمل وخدمة المواطنين هناك» وهو يشكرها على اهتمامها بتوفير خدمات الرعاية الصحية، ويقدر جهودها في هذا المجال، ولكنه يتساءل: «إلى متى ينتظر أهالي ينبع النخل بدء تشغيله؟ وهل يطول الانتظار أكثر من هذا؟ وهل يتحقق الحلم ويصبح حقيقة على أرض الواقع؟» (صحيفة المدينة 21/5/1429هـ، ص24) مشيراً إلى أن المستشفى «بحاجة إلى الكوادر الطبية المتخصصة، والأجهزة والمعدات الطبية» وهذا -كما قال-: «يرفع المعاناة عن مواطني ينبع النخل، الذين هم في أمس الحاجة لبدء هذه الخدمة، ورعايتهم صحياً، بل لخدمة القرى الكثيرة المجاورة».
في السنوات الأولى من أعمار طلاب الابتدائية، يتعلمون أن «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى» وهو ما ينطبق الآن على مرضى ينبع النخل فهم «يعانون بالفعل من النقص الحاد والخطير في الخدمات والرعاية الصحية، ويتعرضون لمواقف قاسية وغير إنسانية، عند وقوع أي حالة طارئة لأي منهم».
أضم صوتي إلى صوت المواطن «العلوني» الذي ناشد وزير الصحة معالي الدكتور حمد بن عبدالله المانع أن « يستجيب لندائنا هذا، ويأمر ببدء العمل الفعلي لمستشفى ينبع النخل، ودعمه بالكفاءات الطبية المتخصصة، والأجهزة المطلوبة» وأثق أن معاليه والمسؤولين في وزارته كافة، سيجيبون على تلك التساؤلات، بوصف الوزارة مسؤولة عن وضع سياسة تأمين المتطلبات الصحية للمدن والقرى السعودية، وما «ينبع النخل» إلا واحدة منها. وبهذه المناسبة أذكّر وزارة الصحة -فإن الذكرى تنفع المؤمنين- بأن مرضى الفشل الكلوي في ينبع البحر، مازالوا في انتظار إنشاء المركز، الذي تبرع به رجل الخير، والبر، والإحسان الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، فأحوال أولئك المرضى تسوء، وغسيل كلاهم غير متوافر هناك، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
فاكس 4543856-01
badrkerrayem@hotmail.com

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة