السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنك ميت وانهم ميتون........هذه سنة الحياة!!

جميعنا سنموت لكن ماذا قدمنا للحياة الآخرة...وهل صبرنا عن ملذات الدنيا ولهوها وهل قبضنا على ديننا..
القابض على دينه كالقابض على الجمر...في زماننا هذا!!
.................................................. .....

لقد ودعت الدنيا بعد مرض فتك بها..لقد صبرت رغم المعاناة..لا تحب الشكوى لغير الله..صابرة محتسبة..
فارقت الأهل والأحباب والأصحاب ..رحلت عن دنيانا إلى حياة آخرة..

لقد كانت خاتمتها جميلة تغبط عليها...صلت فروضها الخمس..بالرغم من أنها لا تستطيع حراكاً..
طلبت من أختها أن توضأها..
رأفت بحالها أختها وقالت لها لقد صليتي ..لكنها قالت لها لا والله لم أصلي حتى الآن تعالي وضيئيني..ثم صلت أخر صلواتها..وكان لسانها يلهج بذكر الله ..بين تسبيح وتهليل ....
رفضت في يوم الجمعة أن تاخذ المسكن..وصبرت على الآلام ..وكانت تقول قبل وفاتها حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل..ولما أحست بسكرة الموت قالت لاإله إلا الله محمداً رسول الله..ثم أغمضت عيناها وسلمت روحها لبارئها..
لم يشعر بها أحد ..كان إخوتها حولها ..ظنوا بأنها قد نامت..لكنها قد نامت نوماً عميقاً للأبد..

غسلتها المغسلة وهي تقبلها وتقول لماذا تبكون عليها إنها ريحانة إنها والله من أهل الجنة..
تبدو كأنها حية لم تمت..وكأنها نائمة..جسمها طري جداً ..ووجهها منيرجداً..وكأنها تبتسم..
فهنيئاً لها..والله لقد كانت في يوم الجمعة تلازم سجادتها ومصحفها تسبح الله وتذكره..وهاهي في يوم الجمعة رغم الألم ..لم يفتر لسانها عن ذكر الله..حتى ماتت..
فهنيئاً لها قد لاقت جزاء أعمالها الصالحة...

اللهم أرحمها وأسكنها فسيح جناتك...

إنا لله وإنا إليه راجعون

ربي أجرني في مصيبتي هذه واخلفني خيراً منها


محبكم:ابن عاطي