الأطفال يعبرون عن غضبهم أحياناً بطريقة غير لائقة
الرباط: خديجة الطيب

يؤكد العلماء أن ذاكرة الأطفال من القوة بحيث تستطيع أن تختزن كل ما تمر به من أحداث ومواقف وعبارات وكلمات رغم عدم قدرتهم على تمييز أو تفسير تلك الأحداث أو العبارات وهو أمر يجب الانتباه إليه في مواضع التربية حتى لا نفاجأ بجيل يجيد عبارات الشتم أكثر من غيرها والتي قد يلتقطها من الشارع أو المدرسة وأحيانا من البيت.
والخطورة هنا تتمثل في أن تلك العبارات قد تكون من لوازم الطفل وتستمر معه في مختلف مراحل حياته وهو أمر قد يوقعه في الحرج ونظرة المجتمع السلبية إليه.. والسبب في ذلك هو أن الطفل يردد في البداية هذه الكلمات دون إدراك، لكنه عندما يلاحظ وقعها السلبي على الأهل فقد يستخدمها باستمرار من أجل لفت الانتباه إليه، ويتطور الأمر إلى استعمالها كأسلوب للتنفيس عن الغضب والشعور بالإحباط الناتج عن عدم القدرة على إنجاز العمل أو الحصول على ما يريد.
وذكر الباحث الاجتماعي نور الدين العلمي أن فرحة الوالدين ببداية نطق أطفالهم لكلماتهم الأولى تدفعهم أحيانا إلى المبالغة في ترديد الكثير من الكلمات والجمل أمامهم والتي يكون بعضها أحيانا غير لائق على اعتبار أن الطفل لا يعي معناها وأن الأمر هو مجرد محاولة لدفعه وتدريبه على النطق.. لكن الخوف بعد ذلك أن يستمر الطفل في ترديد تلك الكلمات وتصبح محاولة منعه عن ذلك أشبه بمن يزيد النار حطبا. لذلك فإن الوقاية خير من العلاج ومن الأفضل أن نقلع عن هذه العادة السيئة قبل أن نفقد السيطرة على تصرفات الأطفال ونفشل في تطهير ألسنتهم من الكلام البذيء.
ونصح الباحث أولياء الأمور بالانتباه لهذه المشكلات وعلاجها في مراحل عمرية متقدمة حتى لا يدمن أطفالهم عليها. مشيرا إلى أن طريقة العلاج تختلف حسب المرحلة العمرية التي يعيشها الطفل فإذا كان في سنواته الأولى فمن الأفضل أن نبعده عن مصادر هذا الكلام وإذا تجاوز السنوات الثلاث فمن المهم أن نفهمه بأسلوب بسيط معنى هذا الكلام ونظهر غضبنا من ترديده له، وننصحه بالإقلاع عن قوله باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب كالحرمان من هدية وتشجيعه بشيء يحبه، وحين يعاند ويرفض الاستجابة، على الأهل أن يصبروا على طباع ابنهم ولا يلجأوا إلى الضرب والتعنيف لحل هذه المشكلة وهنا يمكن أن نقص عليه بعض الحكايات التي تقدم موعظة وهكذا.
ولفت إلى أهمية أن تكون الأسرة والمدرسة قدوة جيدة للطفل ومن المهم أيضا أن نشجعه على الاستقلال بشخصيته وعدم تقليد الآخرين وأن نوفر له البدائل للتعبير عن شعوره فأغلب الأطفال يستخدمون هذه الألفاظ كأسلوب لتفريغ الغضب الذي يشعرون به.