تحريم ما أحل الله


بقلم الكاتبة / د. حياة محمد البسام

أتت إليَّ ابنتي لمى وقالت لي (يا ماما اسمعي ما تقوله اختي أمل ان المعلمة قالته لها) قلت وماذا قالت المعلمة؟ قالت لي اسمعيه من أمل استدعيت الصغيرة وقلت لها:أمل ماذا قالت لك المعلمة؟ قالت (الابلة تقول نحن الطالبات اذا شفتِ أمك تتكحل اسحبي منها الكحل وقولي لها المعلمة تقول هذا حرام واذا شفتِ أمك تتزين قولي لها هذا حرام، واذا ارادت ان تلبسك تنورة او بنطالا قولي لها لا ، هذا حرام.... وسردت عليَّ ابنتي التي لم تتجاوز سنتها التاسعة مجموعة من المحرمات التي افتت بها المعلمة الفاضلة على الرغم من ان المعلمة كانت تلبس تنورة).
وقفت امام هذا التصرف الذي بدر من المعلمة وألقته على الطالبات الصغيرات اللواتي لا يميزن الحلال من الحرام وهن في حاجة الى تعليم، يضاف الى ذلك ان كلام المعلمة لا تشوبه شائبة وهو مصدق من جميع هؤلاء الصغار.
الا تعلم انها ارتكبت خطأً وخالفت الشرع العظيم الذي أمرنا بطاعة الوالدين وان القرآن الكريم قال(فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لها قولاً كريما) فقامت بتشجيع الصغيرات على معارضة والديهن وغرست فيهن بذرة العقوق والعصيان.
أليس الاجدر بها ان تستفيد من وقت الدرس بالشرح والترديد وتعليم التلميذات ما هو مفيد لهن وافهام الطالبات محتوى المادة بدلاً من سرد قائمة المحرمات التي تمليها على الطالبات.
الغريب في الأمر ان الكثير استسهل كلمة حرام وان مسألة التحريم والتحليل تترك للمختصين والذين درسوه على اصوله من ذوي العلوم الدينية.
كم اتمنى من وزارة التربية والتعليم ان تهتم بهذه المواضيع ومنع من نصّب نفسه مفتياً وترك مهمته الاساسية.
وفق الله الجميع