أقيم مساء أمس الأحد 21/ صفر/1428هـ اللقاء السابع للديوانية الثقافية بمدينة ينبع الصناعية ـ نادي حي الفيروز بحي (7 ) وكان ضيف الديوانية الأديب الشاعر الأستاذ/ إبراهيم عبد الله مفتاح حيث توافد كبار الشخصيات والمدعوون وعلى رأسهم سعادة محافظ ينبع/إبراهيم السلطان ، وسعادة مدير عام الهيئة الملكية بينبع المهندس/ عقيلي خواجي ..



المهندس يوسف الحجيلي يرحب بالحضور


وكان الترحيب بالجميع كالعادة من المهندس/ يوسف الحجيلي نائب المدير العام الذي اعتذر عن تأخير موعد الديوانية أسبوعا عن موعدها المقرر بسبب ارتباطات المسؤولين في الهيئة بزيارة سمو الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية لينبع ، وقدم شكره للضيف وتمنى أن تتواصل اللقاءات وأن تخطو الديوانية من المحلية خطوات أوسع وأشمل ، وأشاد بتنوع حلقاتها وضيوفها ما بين الشعر والأدب والثقافة إلى التراث والتاريخ والإدارة ..


الأستاذ/ بسام عبد الله يماني يقدم الضيف الشاعر الأديب إبراهيم مفتاح

بعد ذلك أمسك بزمام اللقاء الأستاذ/ بسام عبد الله يماني مدير الكلية الجامعية ،،وقدم تعريفا ونبذة عن ضيف الديوانية الشاعر الأديب الأستاذ/ إبراهيم مفتاح ، وعرج على التراث والاهتمام به باعتباره يمثل حياة أجيال ، وخلاصة تجارب . وفي معرض حديثه وبما أن الضيف ينتمي للبيئة البحرية ومن جزيرة ( فرسان) بالتحديد فإن الناس إذا ذكروا البحر تداعت إلى الأذهان صور شتى ، ورؤى مؤثـرة ، وأحــلام عريضة ، ونوه بالارتباط العميق بين التراث والبحر وفرسان وإبراهيم مفتاح ..
لذلك فسيكون الحديث هذه الليلة عن فرسان وتراثها سيكون عنوان اللقاء:
( أنا وفرسان تــراث وأشجان ) .
ثم كانت الكلمة للضيف الأستاذ/ إبراهيم مفتاح الذي بــدأ بشكر القائمين على هذه الديوانية وباستضافته لهذا اللقاء ، وسعادته أن يكون في ينبع بين أهلها ببشاشتهم وإكرامهم ومحبتهم وعشقهم للأدب والتاريخ والتراث.
كانت البداية تعريفا بجزيرة فرسان من الناحية الجغرافية والتاريخية باعتبارها أكبر جزيرة في البحر الأحمر . ثم عرّج على مهنة الغوص التي كان يمتهنها أهل فرسان ، وبعدذلك استعرض المناسبات الشعبية التي تقام هناك كموسم الحريد ، والطيور المهاجرة إلى جزيرة ( قمـّاح ) ومنها تواصل رحلتها إلى دولة زائير ، وشرح مناسبة ( الشدة) التي تقام في أعراس فرسان واستعرض ذكرياته وطفولته في قريته ( قصار) مستشهدا بقصيدة نظمها عن تلك القرية يقول في مطلعها :

[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا قصار الأمس حلم طاف بي =عندما جئتك أشكو تعبي
عندما جئتك عمراً ضائعاً= وتجاعيد زمان مجدب
وسمت من حرقتي أفياؤها= ومحت خطوي وذكرى لعبي
ساءلتني نخلة باسقة =كنت يوماً في جناها اختبي
أو ما زلت كما كنت فتى =في بقاياك شقاوات صبي
تمتطي ساقي إذا جاء الضحى = وصباحاً كنت تجني رطبي[/poem]

ثم ذكر بعض الشخصيات المشهورة في فرسان ، وتعرض لفرسان عندما كانت منفى للمجرمين والسجناء المبعدين من المدن الأخرى في منتصف الستينيات الهجرية حتى ألغى ذلك الملك فيصل يرحمه الله عام / 1385هـ
وللحق كان الأستاذ/ إبراهيم مفتاح لبقا في حديثه ، حاضرا بأسلوبه الشيق ولغته العربية الفصحى ، وحضوره الذي لا يمله المستمعون إليه ..
وقبل الختام علق سعادة محافظ ينبع وقدم شكره للضيف وطلب منه أن يسمعنا بعض قصائده الشعرية ..فأومأ إليه صديقه اللواء / إبراهيم الشهري وكان بجانب المحافظ وطلب من الشاعر قصيدة قالها قبل عشرات السنين أثناء زيارة الأمير نايف بن عبد العزيز لجزيرة فرسان وكان الشاعر يحفظ جزءا منها فأعجبت الحاضرين بما حوته من مطالب واحتياجات فرسان صاغها الشاعر بأسلوب ممتع ورائع وهو يعتز بها كونها كانت بعد الله سببا في تحقيق الكثير من مطالب أهالي فرسان .وفي الختام طلب منه مقدم اللقاء الأستاذ / بسام يماني أن يسمعنا قصيدة بعنوان :
( ما لم تقله المرايا) وهذا مطلعها :


[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

أشـعل مدادك يكفـي حبرنـا الـــــورمُ = ومـا بـه تتخـم الأوراق والقلـمُ
أشـعل مدادك وجه الصحـو منطفـــئ = وغادة الشعر ثكلـى والحـروف دمُ
أشـعل – فديتك – ركضاً وجه صافنـــة = تسـتقدم الصبـح ليـلاً حين تقتحمُ
أشـعل – فديتك – جرحاً طعم حرقتـه = نـارٌ تمـرد فـي أحشـائهـا الألـمُ

وختمها ببيتين جميلين :

هـذا سـؤالـي جريح فوق طاولـتي = وللغرابـة فـي أحشـائـه وحـمُ
هـل يصـدق المتنبي فـي مقولتـه = " يا أمة ضحكت من " حالها " الأممُ " [/poem]

وحيث أن الوقت مر سريعا فقد ختم الشاعر اللقاء بأحدث قصائده التي ألقاها قبل أيام في معرض الكتاب الذي أقيم بالرياض وهي بعنوان: (إليك يا رياض الثقافة)




[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تأنَّقي ودعيني منك أقترب =إليك يحلو السرى والليل والعتبُ
تألقي والبسي بيتا وقافية =وبيت شعر إلى الصحراء ينتسبُ
رياضُ جئتك مشحونا بأسئلتي =وفي شراعي موج البحر يضطربُ
في راحتيكِ تمامُ الحرف ألوية =وفي ثراك.. نما التاريخ والأدبُ
على ترابك ميعاد لباسقة =وفي سماك تدلى شعرها السحبُ
صبي لنا أحرفا خضراء مورقة =في فيئها ينبت الزيتون والعنبُ [/poem]

ثم دعــي الجميع لتناول طعام العشاء الذي أعد بهذه المناسبة .