إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

المملكة العربية السعودية ... من الدول التي يضرب بها المثل في الأمن و الاستقرار الداخلي، كيف وهي من قامت على كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، و لا يخفى على احد بأن ديننا الحنيف جعل من أهم أولوياته حفظ الضروريات الخمس ( الدين والنفس والعرض والمال والعقل ) كما أمر هذا الدين العظيم بالمحافظة على الدماء المعصومة وذلك من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما " ..

المملكة حفظها الله حققت إنجازات عظيمة في مواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن للمواطنين والمعاهدين ...

لكن ما نشهده في الآونة الأخيرة من تزايد أعمال الخطف والتحرش بالأطفال والنساء والتعدي على الممتلكات الخاصة بشكل يدعو للاستغراب، يدعو إلى أن تتكاتف الجهود من رجال الأمن والمواطنين الشرفاء للحد من هذه الجرائم و ضبطها لئلا تتفاقم و تصبح السيطرة عليها يوما ما معدومة، وقد ذكر الدكتور سعود المصيبيح " مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية " بعد أحداث تفجيرات الأمن العام من قبل الإرهابيين ان المواطن أيضا مستهدف من قبل العمليات الإرهابية .. لكن ما يدعو للاستغراب بأن جرائم الخطف و السرقات و تهريب المخدرات زادت بشكل ملحوظ جدا ولا اعلم ما السبب؟.





[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]قبل رمضان الماضي شهدت الرياض هزة ضخمة...[/grade]
بعد التحرش الحاصل في نفق النهضة من قبل أربعة شباب بفتاتين رغبن بممارسة رياضة المشي في منتصف الليل! .. كانت تلك المشاهد المقززة رسالة إلى رجال الأمن و الأسرة و الفتيات أنفسهن بأن هناك خلل أمني يحتاج إلى وقفة صادقة من رجال الأمن و المواطنين ولابد من تكاتف الجهود لوضع حلول أمنية تحد من تفاقم الجريمة في شوارعنا التي تتحول تدريجيا إلى شيكاغو و لوس انجيليس أخرى حيث العصابات والجرائم والسرقات التي تتمتع بها شوارع أميركا دولة السلام والديموقراطية .. بعد مرور سنوات و مع التغيرات الحاصلة هل سنجد عصابات شبيهة بالعصابات الأميركية (Florencia 13 ) و (38th street gang ) تثير الرعب في نفوس المواطنين وتقوم بخطف الفتيات والأطفال بنية اغتصابهم أو تهريبهم خارج البلاد للاستفادة من أعضائهم أو استغلالهم في تجارة الرقيق .

المهم أن جريمة نفق النهضة هزت الرياض ..

و هزت معها مشاعر الرجال و النساء الذين استنكروا هذا الفعل المشين الذي تنكره الفطرة السليمة ...

طبعا هناك الكثير.. من عمليات الخطف التي تذهل العقل وتجعل الحليم حيران، ومنها على سبيل المثال فتاة العزيزية التي خطفت قبل عدة أشهر وتم تهريبها إلى عسير، بالإضافة إلى حالات خطف لفتيات امتدت لساعات من أمام المشاغل أو بعد الخروج من المدرسة و بعدها يتم رميهن لتعاني الفتاة كابوسا يلازمها مدى الحياة وعذاب نفسي لا تمحوه الأيام ..



ننتقل من العاصمة الرياض إلى محافظة الخرج ..التي عثر احد هواة صيد الطيور في احد الكهوف القريبة من مزرعة التوضحية هيكل بشري، ومع كشف الطبيب الشرعي وأخذ عينة ( DNA ) لتحديد الهوية أتضح انه لامرأة تبلغ من العمر ( 17 ) عاما ومقتولة منذ ( 6 ) سنوات، كانت الجثة ملفوفة بشرشف مربوط من الجانبين ومتحللة بالكامل، وقد ربطت الجهات الأمنية بين وجود هذه الجثة وقضية فتاة من نفس منطقة " الخرج "، اختفت قبل ست سنوات وعمرها سبعة عشر عاما ولم يتم العثور عليها إلى يومنا هذا.



ننتقل من محافظة الخرج إلى محافظة بريدة .. لكن الحادثة هذه المرة مختلفة ..

فالبراءة تنتهك ...

والمخطوف طفل ..

خالد العميريني طفل يبلغ من العمر سبع سنوات من منطقة القصيم ومن محافظة بريدة تحديدا، خُطِف من أمام منزله ولم يتم العثور عليه إلا بعد سنة وتسعة اشهر ... ياااه سنة وتسعة اشهر !!

بالله عليكم أين كان هذا الطفل طوال تلك الأشهر، ومع من ؟!.



الآن جاء دوري ...

اسمي ابتهال سلطان المطيري ..

عمري ثلاث سنوات من محافظة المجمعة تم خطفي يوم الإربعاء الموافق 7/3/1427ه في الساعة الواحدة و النصف ظهراً.. حملتني تلك اليد المجهولة إلى حياة جديدة، وجوه مرعبة مخيفة

ما فيها ماما و بابا ..

أخذتني إلى عالم مجهول ..

لا اعلم أين أنا ..

ولا اعلم هل أنا في عداد الأموات أم الأحياء ..

أريد أمي ..

أريد أبي ..

أريد أن أعود إلى بيتي اركض والعب مع إخوتي ..

ماما بابا تعالوا خذوني ..

خلاص ثاني مرة ما راح اطلع برا ..

وما راح آكل آيسكريم كثير ..

علشان ما يعورني حلقي ..

و ترتفع حرارتي ..

ماما بابا أنا أحبكم كثير ..

كثير مرة مرة ..

آسفة..

على الإطالة ..

دوري انتهى في هذه السلسلة الأليمة والمرعبة ..

لكن نهايتي لم تكتمل ..

فلا تتركوني وحدي ..

ولا تنسوني من دعائكم ..


سأدعكم مع تغريد لتذكر لكم تفاصيل المطاردة التي تنتظرونها بشوق ..

ابتهال المطيري ..

ابتهال حبيبتي .. الله يرجعك لأهلك سالمة من كل شر ..

حسبنا الله و نعم الوكيل في من كان السبب ..

طبعا بعد تلك الحوادث، تنتظرون تفاصيل المطاردة...

هذه الحادثة وقعت يوم السبت الماضي لإحدى السيدات في مدينة جدة ..

تقول السيدة ... خرجت من المحل التجاري في حدود الساعة العاشرة و النصف صباحا و برفقتي ابنتي الصغيرة، اتجهنا نحو السيارة وركبناها وبعد مدة ونحن متجهين للبيت ذكر لي السائق ان إحدى السيارات تطاردهم بشكل مريب، تقول فإذا هي سيارة صغيرة رصاصية اللون و يقودها رجل من ذوي البشرة الداكنة و شكله مخيف ..

قلت للسائق اذهب لتلك الصيدلية التي كانت بطريقنا .. وعند وقوفنا بجانبها، نزلت من السيارة برفقة ابنتي ودخلت إلى الصيدلية .. وتظاهرت بأنني أرغب في الشراء، بعد دقائق خرجت من الصيدلية وهممت بركوب السيارة فاخبرني السائق بان السيارة ما زالت موجودة تقول شعرت بخوف شديد بعدها أمسكت بيد ابنتي ودخلت للصيدلية مرة أخرى، واتصلت بزوجي ولم اخرج منها حتى جاء .. خرجنا سويا ولم تكن موجودة تلك السيارة ولا ذاك الرجل ...

وقد سألت زوجها هل هناك أي مشاجرة بينه وبين احد الأشخاص أو سوء تفاهم فأجاب بالنفي التام !!

بعد تلك القصص الحزينة و المخيفة، برأيكم ما السبب في ازدياد عدد الحوادث بهذه الصورة المرعبة؟





* الروايات الجنسية والتي تحولت إلى موضة فمن غازي القصيبي إلى تركي الحمد إلى عبده خال .. وأخيرا رجاء الصانع ، المشكلة أن هذه الروايات كُتبت من أشخاص يمثلون بلاد الحرمين الشريفين!، و حروفها رخيصة تجذب الشهوة قبل العقل .



* القنوات الفضائية و دورها في دغدغة قلوب الشباب والتي يمتلك اغلبها رجال أعمال من الجنسية السعودية ... أم هي صحافتنا المحلية، و دورها الكبير في دغدغة قلوب الشباب و ذلك بإظهار صور النساء متبرجات بمناسبة و غير مناسبة، حتى بات الشاب ينظر إلى صورة المرأة وكأنها تناديه.

* إهمال الأسرة، وعدم اهتمامهم بأبنائهم فالشاب تائه في الشوارع والاستراحات من غير رقيب ... أم هي الفتاة و طريقة لبسها للعباءة بشكل غير محتشم والذي لا يؤدي المقصد من فرضية الحجاب وهو الاحتشام وعدم إبراز مفاتن المرأة، إلى ذلك نرى فتيات صغيرات بوضع مزري بقصد " الموضة والتمدن " .

* البطالة .. فالشاب لا يجد فرصة عمل ليكسب الربح الحلال ويهتم بنفسه ومستقبله ويبحث عن شريكة عمره التي تغنيه عن الوقوع في الحرام.

* إهمال من قبل بعض رجال الأمن، وعدم إدراكهم لأهمية موقعهم في البلد وان الثغرات الأمنية ستؤثر سلبا في ازدياد عدد حالات السرقة والخطف للأطفال و الفتيات ..

* أم أن هناك عصابات تريد زرع الرعب في البلد .

* أم ان المجرمين من السعوديين، والعمالة الأجنبية تمردت بعد التراخي في تطبيق الأحكام الشرعية، وعمل الدعايات بعد كل حادثة قتل للضغط على أهل القتيل للتنازل عن حقهم في تطبيق شرع الله والاكتفاء بالدية، وما حدث في قضية فتيات النهضة، واغتصاب الطفلة ذات الأربع سنوات، والخادمة التي تسببت في قطع أصابع طفلة وتشويه جسدها والاعتداء على فتاة مقيمة في احد الأسواق الشعبية " البطحاء " في ضوء النهار وتمزيق ملابسها أمام العالم لهو خير دليل على ذلك.

* أم ضعف الوازع الديني، وعدم الإلتفات لأوامر الله سبحانه بالمحافظة على مال وعرض أخيه المسلم وما سيفعله به سيكون دين في رقبته في الدنيا أو بالآخرة.

* أم ان { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } .

أم ماذا؟