الطالب في أي مرحلة من مراحل التعليم يكون في بداية العام الدراسي شغوفاً للتعرف على معلميه الجدد في المدرسة ، لأن ذلك يريحه نفسياً ، ويحببه في المعلم ، ويشبع بعض الفضول الذي بداخله ، لذلك تجد الطلاب يبادرون المعلم عند دخوله الفصل عليهم لأول مرة بالأسئلة التالية :
- مااسمك يا أستاذ ؟
- أي مادة تدرس ؟
- ممكن تعرفنا بنفسك ؟
هذه الأسئلة لا تشكل أي عبء على المعلم صاحب الخبرة الطويلة المؤمن بأنه صاحب رسالة ، بل على العكس تجده يسعد بهذه الأسئلة ويجيب عليها بكل أريحية ، لأنه يدرك بأن تعارف المعلم مع طلابه في بداية العام الدراسي ، عنصر هام من العناصر المساعدة على محبة الطلاب للمعلم ، وبتالي محبتهم لمادته واستيعابها ، لكن المشكلة تكمن في أغلب المعلمين المستجدين ، وهم لا يلامون في ذلك ، نظراً لقلة خبرتهم .
حيث يحرص المعلم المستجد عند دخوله الفصل على طلابه لأول مرة على فرض شخصيته عليهم بأي أسلوب ودون مراعاة لمشاعرهم .
فتجده يتصرف بأسلوب الحجاج بن يوسف عندما قدم للعراق والياً عليها ، حيث يدخل الفصل حاملاً عصاه مكشراً عن أنيابه واجماً وجهه صامتاً لا يتكلم في البداية ، وعندما يحاول طلابه التعرف عليه ، يرعبهم برده عليهم ، وربما يترك آثراً في نفوسهم يترتب عليه كرههم له ولمادته طوال العام الدراسي .
والغريب في هذا الأمر أنه يحدث لطلاب المرحلة الابتدائية في بعض الأحيان .

بما أننا في بداية العام الدراسي ، ومثل هذه التصرفات محتمل حدوثها في مثل هذه الأيام ، اعتقد بأن هذا الجيل الجديد من المعلمين بحاجة منا إلى نصيحة تساعدهم على تلافي مثل هذه السلبيات وغيرها .
وما أجمل هذه النصيحة عندما تأتي من أصحاب الخبرة في هذا المنتدى الذين امضوا باعاً طويلاً في التعليم ، وكانوا وما زالوا ممن يشار إليهم بالبنان علماً وعملاً وخلقاً ، وهم أمثال أبو ماجد وأبو سفيان والمعاصر وأبو عماد . . . . . . . وغيرهم الكثير .

وحبذا لو اقترنت النصيحة ببعض التجارب والمواقف الطريفة ، ليكون لها ابلغ الأثر في نفوس المعلمين .

هذا ونسأل الله العزيز القدير لنا ولكم التوفيق والسداد .