[frame="1 80"]يقول أمير الشعراء أحمد شوقي


بك يا ابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
بنيت على التوحيد، وهي iiحقيقة نادى بها سقراط والقدماء
وجد الزعاف من السموم لأجلها كالشهد، ثم تتابع الشهداء
ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادي النيل والعرفاء
لما دعوت الناس لبى عاقل وأصم منك الجاهلين نداء
أبو الخروج إليك من أوهامهم والناس في أوهامهم سجناء
ومن العقول جداول وجلامد ومن النفوس حرائر وإماء
فرسمت بعدك للعباد حكومة لا سوقة فيها ولا أمراء
الله فوق الخالق فيها وحده والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر، والخلافة بيعة والأمر شورى، والحقوق قضاء
الاشتراكيون أنت إمامهم لولا دعاوى القوم والغلواء
داويت متئداً، وداووا ظفرة وأخف من بعض الدواء الداء
الحرب في حق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء
والبر عندك ذمة. وفريضة لا منة ممنونة وجباء
جاءت فوحدت الزكاة سبيله حتى التقى الكرماء والبخلاء
يا من له عز الشفاعة وحده وهو المنزه، ما له من شفعاء
عرش القيامة أنت تحت لوائه والحوض أنت حياله السقاء
تروى وتسقى الصالحين ثوابهم والصالحات ذخائر وجزاء
ألمثل هذا ذقت في الدنيا الطوى وانشق من خلق عليك رداء؟
لي في مديحك يارسول عرائس تيمن فيك، وشاقهن جلاء
هن الحسان، فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء
أنت الذي نظم البرية دينه ماذا يقول وينظم الشعراء؟
المصلحون أصابع جمعت يداً هي أنت، بل أنت اليد البيضاء
ماجئت بابك مادحاً، بل داعياً ومن المديح تضرع ودعاء
أدعوك عن قومي الضعاف iiلأزمةٍ في مثلها يلقى عليك رجاء
أدرى رسول الله أن نفوسهم ركبت هواها، والقلوب هواء؟
متفككون، فما تضم نفوسهم ثقة، ولا جمع القلوب صفاء
رقدوا، وغرهم نعيم باطل ونعيم قوم في القيود بلاء
ظلموا شريعتك التي نلنا بها ما لم ينل في رومة الفقهاء
مشت الحضارة في سناها، واهتدى في الدين والدنيا بها السعداء
صلى عليك الله ما صحب الدجى حادٍ، وحنت بالفلا وجناء
واستقبل الرضوان في غرفاتهم بجنان عدن آلك السمحاء
خير الوسائل، من يقع منهم iiعلى سبب اليك فحسبي [الزهراء]




[/frame]