[align=center]أمن الطرق وطريق ينبع [/align]

المدينة /عبدالغني بن ناجي القش

كم كان سرور أهالي الينبعين عظيما بافتتاح المرحلة الأولى من الطريق الجديد المؤدي إليهما، وهم يثنون على كل من كان سببا في افتتاح ذلك الطريق خيرا ويثمنون لهذه الدولة المجيدة هذا الاهتمام غير المستغرب بكل ما من شأنه القضاء على معاناة المواطن مهما كانت التكاليف وبغض النظر عن العقبات.

ولكن تلك الفرحة لم تكتمل وبقيت بعض المعاناة مع هذا الطريق. ويتمثل ذلك في غياب أمن الطرق عن هذا الطريق، ومع هذا الطريق وتلك المعاناة تدور رؤى اليوم فأقول:

* بدايةً هذا الطريق كان يمثل أمنية تحققت، وحلما كان يراود الأهالي؛ فالطريق القديم قضى على كثير من الممتلكات وأزهق العديد من الأرواح وذلك لكثرة تعرجاته وصعوبتها ووجود العديد من الحيوانات السائبة فيه مما أدى إلى تفاقم الوضع فيه، فلوزارة النقل والمواصلات الشكر والدعاء الخالص بان يوفقهم الله لإكمال ما بقي من هذا الطريق.

* من المعلوم أن النظام الدولي يوجب وضع محطات وقود وذلك بمسافة تتراوح بين 30 و 50 كم، ولكن السالكين لهذا الطريق الجديد لا يرون وجودا لأي محطة وقود ، ومع أن الطريق يمتد لمسافة تصل لأكثر من 150 كم لكنه يخلو من وجود أي محطة وقود، وهو ما يثير الدهشة ويبعث على التعجب!.

* في ظل هذا الوضع الجديد كان المفترض أن يكون لأمن الطريق دور يتواكب والأخطار المحدقة بسالكي هذا الطريق، فمركبة تعطّلت وأخرى نفد وقودها وثالثة تعرضت لحادث سير... وهكذا. إلا أن المؤسف هو الغياب التام لوجود مثل هذا الدور الأمني المهم وبخاصة في هذه الحالة التي تتطلب وجود عدد كبير من دوريات أمن الطرق لمعالجة أي حالة.

* كان الأولى بإدارة أمن الطرق أن تعالج أمرا كهذا بوضع مواقع مؤقتة لها على امتداد هذا الطريق، فالسالكون لهذا الطريق ربما احتاج بعضهم مساعدة من نوع آخر ( استعلامية أو صحية أو غير ذلك)، وهذه مسؤولية هذه الإدارة التي غاب دورها عن هذا الطريق بشكل كامل .

* رغم ما يعانيه كل من يسلك هذا الطريق من وجود الحيوانات السائبة على امتداده، إلا أن المؤسف أن كل من يتعرض لشيء من هذا القبيل يقع في حرج شديد ويعاني معاناة قاسية فحتى المواقع الإسعافية غابت تبعا لغياب دوريات امن الطرق، وهم في الواقع يشكون حالهم ويتمنون من القائمين على هذه الإدارة سرعة الاستجابة للقضاء على معاناتهم..

* أدى غياب دوريات امن الطرق إلى زيادة السرعة من قبل بعض سالكي هذا الطريق وهو ما أوقعهم في العديد من الحوادث، والعجيب أن ساكنا لم يتحرك؛ فالمفترض عند وقوع حادث ما، هو أن يدرس وتستقصى الأسباب التي أدت إلى وقوعه، لكن يظهر أن ذلك لم يؤخذ به بعد فأنت ترى الحادث يقع وتعرف أسبابه والمؤسف هو بقاء تلك الأسباب، وهذا واقع حتى في داخل المدن، ولكن نظرا لان الحديث عن الطريق فإن المفترض بإدارة امن الطرق هو محاولة القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الحوادث ومن أهمها السرعة الزائدة عن الحد، ولا شك أن غيابها عن أي طريق سيؤدي تبعا إلى ذلك وقديما قيل ( من أمن العقوبة أساء الأدب) والله من وراء القصد..