رغم حجم المساعدات الحكومية الأمريكية لبرامج تربوية تهدف للحفاظ على عذرية الفتيات وتعرف باسم "برامج العفة"، فإن نسبة الحمل وسط الفتيات لاتزال مرتفعة حيث كشفت مدرسة عليا في ولاية أوهايو الأمريكية عن حمل 13 % من طالباتها.

وتأتي الأرقام الجديدة التي كشفت عنها هذه المدرسة وسط تساؤلات الخبراء التربويين والأهالي حول العلاقات الجنسية التي تتم داخل هذه المدارس دون أي فاعلية لبرامج "العفة" التي تعمل للتوعية والحفاظ على عذرية الفتيات.

وأشارت إحدى الطالبات إلى "الحماس الجنسي" الموجود لدى طلاب المدرسة مما يؤدي إلى قيام هذه العلاقات وحدوث الحمل بعد ذلك.

وبحسب ما نشرت صحيفة محلية في أهايو، تركت حالات الحمل أثرا سيئا على الفتيات كما يفهم من كلام الطالبة مونيكا سيلبي التي ستنشغل هذا العام بحملها أكثر من التحضير للعام الدراسي،" أبكي كل يوم وألوم نفسي كثيرا"، قالت الطالبة البالغة 18 عاما والحامل منذ 6 أشهر.

ويتأتى حزن هذه الطالبة من كونها ستحضر الدروس وقد انتفخ بطنها فضلا عن التفكير بالولادة كما صارت جزءا من الإحصاءات حول الحوامل في المدرسة حيث وصلت النسبة إلى 13 % أي 64 طالبة حاملا من أصل 490 طالبة في المدرسة.

وأثارت هذه النسبة العالية من الحمل في مدرسة Timken Senior High تساؤلات الخبراء وعائلات الطالبات، فيما إذا حصل المراهقون على ثقافة جنسبة مناسبة وطرق لمنع الحمل في ظل الفشل في إقناع الطلاب والطالبات بالحفاظ على عفتهن.

وقال جي غرين، رئيس قسم الإصلاح التربوي في جامعة "أركنساس" لصحيفة The Repository المحلية أن هذه المدرسة قد تكون صريحة جدا حيال هذه القضية بينما مدارس أخرى ليست بهذه الصراحة ولكن تبقى هذه مسألة واسعة الإنتشار والتداول.

وكان الباحث جي غرين نشر دراسة العام الماضي كشف فيها عن حصول نسبة الحمل بين فتيات المدينة أكثر من الضواحي حيث بلغت 20 % في المدينة مقارنة مع 14 % في الضواحي.

وتلقي بعض الأمهات مسؤولية ما يجري على عاتق المدرسة حيث قالت جوان هينتون، التي لديها ابنة عمرها 16 عاما وهي حامل في الشهر الثامن، إن النظام التربوي للحفاظ على عذرية الفتيات غير كاف. وقالت جوان إنه يجب الإعتراف بوجود العلاقات الجنسية وإذا أردنا لبرامج العفة أن تعمل يجب منح المراهقين الواقي الذكري أيضا.

إلا أن هذه الأم لا تبرر العلاقات الجنسية بين المراهقين مشيرة إلى مراقبتها لابنتها طوال فترة مكوثها في المنزل، فيما ذكرت ابنتها راشيل أن العديد من الطلاب لديهم "حماس جنسي" ولكن يحتاجون معلومات حول منع الحمل خلال العلاقة الجنسية.

وكانت حكومة الرئيس جورج بوش منحت 32 مليون دولار لوكالات خاصة في أوهايو منذ عام 2001 من أجل دعم برامج الحفاظ على عذرية الفتيات.