أهدي هذا المقال والذي كتبة الرائع قينان الغامدي في صحيفة الوطن إلى إخواننا موظفي أرامكو السعودية ....

قينان الغامدي
صبيحة يوم صدور الأمر الملكي بزيادة الموظفين 15%، بادر موظفو "أرامكو" إلى تهنئة بعضهم بعضا بالزيادة. وهذه التهنئة التي تبادلوها كانت طبيعية جداً، فلا أحد منهم كان لديه شك مطلقاً أنها تشملهم فهم يعرفون أن شركة "أرامكو" مملوكة للحكومة مئة بالمئة، وهذا السبب وحده يجعل أي موظف منهم، وأي مواطن منّا، يجزم أن قرار الزيادة يشملهم بصورة تلقائية، فإذا تجاوزنا هذا السبب على اعتبار أن موظفي الشركة لا يخضعون لنظام الحكومة من حيث الرواتب والمميزات الأخرى، فهي تعد الأفضل على المستوى العام، أقول إذا تجاوزنا هذا السبب، مع أنه لا يصح تجاوزه، فإن هناك سببا آخر يجعل إحساسهم وإحساسنا بأن قرار الزيادة يشملهم طبيعياً، بل وتلقائياً أيضاً، ذلك السبب يتمثل في أن شركة "أرامكو" هي - كما قلت أمس - "العائل الأول" للشعب السعودي كله، وليس معقولاً أن تتوزع الزيادات هنا وهناك، وهم يتفرجون، حتى ولو كانت رواتبهم ومميزاتهم هي الأفضل، إذ لا بد أن تكون هذه الرواتب والمميزات هي الأفضل، ولا بد أن تستمر لتكون على الدوام هي الأفضل، ولأنني سأحدثكم غداً لماذا يجب أن تكون رواتبهم ومميزاتهم هي الأفضل دائماً، دعوني أقول لكم الآن، إن تهاني هؤلاء الموظفين بعضهم بالزيادة ذبلت الآن، ومع مرور الوقت، بدأ الشك يكبر في نفوسهم أن هذه الزيادة لن تشملهم، وهو شك له ما يبرره أمام الصمت المطبق لإدارة شركتهم العليا، ولذا فهم يتوجهون إلى صاحب الأيادي البيضاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤملين أن يصدر أمره الكريم بحقهم الطبيعي في هذه الزيادة، وكثيرون منهم يتطلعون إلى نسبة زيادة أكبر، فهم جديرون، وهم واثقون أن المليك لن يدعهم "كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول"، فـ"عيس البترول" تعرف قيمته وأهميته ومكانته، وتعرف دورها العظيم في "إعالة الشعب" ولا بد أن تكون مكافأتها مجزية،