الزوجه الثانيه

--------------------------------------------------------------------------------




بادر أحد اصدقائنا منذ عامين بخطوة شجاعة قياسا بالوضع السائد لمعظمنا (اقصد المتزوجين ممن لديه زوجة واحدة) الا ان صديقنا العزيز اخذ على عاتقه دخول خانة التعدد والارتباط بزوجة ثانية وكلمح البصر تزوج وبلمح البصر ايضا عرفت زوجته الاولى وابناؤه بذلك الزواج ولم يكن يقصد او يخطط صاحبنا لابلاغهم لكن الظروف والصدف كان لها دور في ذلك, وبالتالي تجاوز صديقنا شوطا من مهمة صعبة وشاقة كان وكنا معه نحسب لها الف حساب, ورغم ان الامور سارت على افضل مما يشتهي, ولم يواجه مشاكل معقدة من او مع زوجته الاولى أوابنائه مع مرور الوقت, ومع احتفاله بالعام الاول من الزواج, المحت له الزوجة الثانية برغبتها في الانجاب, فوجد صديقنا نفسه غيرمحسود امام امر لم يكن يرغب فيه, فهو على مشارف الخمسين وهي سن يراها متقدمة ولا يرغب في ان يربي اطفالا, وبالتالي دارت بينهما نقاشات ومفاوضات (كتلك التي تجري في فلسطين المحتلة) تارة يكون الاهمال والتطنيش هو سيد الموقف وتارة نجد ان المفاوضات على وشك الانهيار والطلاق حاصل لا محاله, ولا ملامح في الافق بأن الزوجين على وشك الوصول الى حل سلمي غير بناء سور نفسي (كالسور الاسمنتي الذي تبنيه اسرائيل) قد يتبعه الطلاق والذي هو ابغض الحلال الى الله ولا نريد ايضا طلاقا في المحادثات بين ابناء الشعب الفلسطيني حتى لا تتعقد الامور.
هو يعلم جيدا انها لن تتنازل عن غريزة الامومة حتى وان صبرت عنها لبعض الوقت, لكن لامفر امامه فاما الانجاب او الطلاق ويا دار مادخلك شر (البحر امامكم والبر خلفكم) مع الاعتذار للمقولة الشهيرة, فهل ستولد الدولة الفلسطينية, او تجمد المفاوضات (الطلاق) والعودة الى الوضع السابق.
لم اكن لأ توقع بأن صديقي كان سيتغلب على الموقف بسهولة فلقد تنازل ورفع الراية البيضاء ورزقت الزوجة بطفل جميل, ولا اعتقد ان من يرغب في الزواج بثانية بقصد المتعة الا ان يحسب ويتحسب لمثل هذه المواقف ويأخذ خبرات من المفاوض الفلسطيني في كيفية الصبر على مواجهة نارين, فاما الرضوخ لطلب الزوجة, والا فانه غير عادل وظالم لنفسه ولها, وهذا هو حال الاسرائيليين فهم غير عادلين وهم ظالمون قاهرون لشعب باكمله لكن لن يطول الامرحتى تولد الدولة الفلسطينية.