عبدالله الفارسي - جدة

وأنا في المرحلة الابتدائية كنت أتذكر صوته المجلجل عبر المذياع لينقل لنا صوت الشعر ، وبعض المحاورات الشعرية لابرز الشعراء ، في القرى والهجر الجميع يعرف هذا الصوت الاذاعي الشهير محمد بن شلاح المطيري ، وفي المدن يعرف الكثير ملامح وتقاسيم وجه هذا الرجل الذي لم يقاتل من أجل الشعر حتى غرس في ذاكرة الجميع صوته وشكله بما يقدمه من ملامح القرى والبادية ليس على مستوى الشعر فقط ، وانما في اتجاهات متعدده ترصد العادات والتقاليد وتربط الحاضر بالماضي التليد .
ابن شلاح خدم الساحة طوال الـ( 4) عقود الماضيه، وخدم التراث واثراه واكتسب من خلاله شهرة واسعة أضفت على برامجه الشعبية خصوصية متفردة لا يشبهه فيها سواه ، وعلى الرغم من ذلك فهو شديد الحرص على هذه الخصوصية ، ومنافح عن رؤاه وتصوراته ومنهجه الذي يسير فيه .
قابلت الفقيد صحفيا ، وقابلته في العديد من المناسبات ووجدته كما هو بشوش الوجه نقي السريرة ، يملك من الصراحة ما يدفعه الى المواجهة ، لاسيما في مايتعلق بالشعر ، فهو يمتلك فيه خبرة تراكمية كبيرة تجبرك على احترام رأيه . .. (شعبي) رصدت تجربة ابن شلاح مع الشعر والبرامج الشعبية والصعوبات التي واجهته والمواقف المحرجة التي تعرض لها وخرجت بهذه الاراء .
البداية (من البادية )
بدأت المشاركه بالاذاعة والتلفزيون منذ تأسيس برنامج ''من البادية'' بالاذاعة السعودية كمشارك مع مؤسس برنامج من البادية بالاذاعة في ذلك الوقت مطلق مخلد الذيابي - رحمه الله - وكانت تلك البداية في عام 1377هـ ،وكنت احد الشعراء المشاركين بهذا البرنامج بعد تطور البرنامج من عشر دقائق إلى ثلاثين دقيقة فأربعين دقيقة إلى ساعة ثم اصبح يذاع مرتين في الاسبوع الواحد، اصبح الأستاذ مطلق لا يستطيع ان يقرأ الرسائل نظرا لكثرة ورودها على البرنامج، وكنت أشارك مع مطلق حتى ترك البرنامج - رحمه الله - فأسند إليّ المهمة في عام 1388هـ كمقدم للبرنامج، وفي نفس العام أسند إليّ أيضا تقديم البرنامج التلفزيوني الشعبي ''مضارب البادية''. وبدأت بتقديم البرنامجين حتى الوقت الحالي.

[ALIGN=CENTER]مقتطفات من المنشور عن الشاعر ابن شلاح يرحمه الله[/ALIGN]