[ALIGN=JUSTIFY]
بعض الذين تابعوا سلسلة انطباعاتي الشخصية عن الأستاذ عبد الكريم الحمدي ، من المحبين الذين لا يعارضون انطباعاتي وأمنياتي وجهوا لي اللوم في عدم اختياري التوقيت المناسب لنشرها ورأوا ، أن نشرها في هذا الوقت قد يشوش على الانتخابات الجارية وأنها قد تفتح بابا تأتي منه الريح وقد تفسر بالانحياز لمعسكر دون آخر .
ولهؤلاء الأحباء أقول : إنني في كل ما ذكرت لم أتعرض لآلية الانتخابات بشئ، ولم أتعرض للمعسكر الآخر بسوء ، بل أنني كتبت ما كتبت وأنا لاأعرف من هم أقطاب هذه المجموعة أو تلك . وما كان لي أن أذمهم أو أمدحهم بما لا أعرف ، إلا عبد الكريم الحمدي الذي ما قلت عنه إلا ما عرفت وخبرت ، وما شهدت إلا بما علمت ، ومسألة التزامن فقد جاءت من باب الشئ بالشئ يذكر .
والآن بعد أن انجلى الغبار واتضحت الرؤية ، واستعرضت رجال المجموعتين فإنني أشهد أنهم جميعا من خيرة الرجال ، ومن أصحاب المؤهلات والكفاءات ، ولا أستثني أحدا ، ولو لم يكونوا أهلا لمظنة الناس لهم بالخير لما رشحوا أنفسهم لهذا المنصب .
بيد أن هناك من الأسماء من يعلق بالذاكرة لمعرفتك به لا لتفضيلك له عمن سواه ، ويبرز من هؤلاء مع حفظ الألقاب :
علي بن عبد الرحمن بن جريد
فقد عرفته في بداية امتهاني التعليم ، زميلا عزيزا ، كنت في قرية الصويدرة ، وكان هو في الحناكية ، كنا نجتمع دائما وكان بيننا من المحبة والألفة مايكون بين الزملاء عادة ، ثم تجددت هذه العلاقة وتوثقت عراها عندما زاملته في مدرسة طارق بن زياد ، عرفت فيه كل صفات الرجولة الحقة ، وكل معاني الوفاء ، ولم تزل علاقتي به متصلة إلى اليوم ، لم تنقطع ولم تتغير في يوم من الأيام ، أحمل له الكثير من الذكريات الجميلة واحتفظ له بحسن العشرة ودماثة الأخلاق .
ماجد بركات الرفاعي
أحد طلابي النابهين ، ما زلت أذكر تفوقه ونبوغه واجتهاده الذي حصد به أعلى المؤهلات ، وما زال يحمل لي الكثير من الاحترام والتقدير ، وقد فرحت به كرجل أعمال ناجح ، كفرحتي بابني ، ورجل بمثل هذا النبوغ والاجتهاد والاحترام ، لاشك أنه جدير بأن يصل إلى أعلى المراتب ، وهو واصل إن شاء الله .
إبراهيم محمد سند بدوي
نائب المدير العام لشركة الحمراني فوكس البترولية مصانع خلط الزيوت وتصنيع الشحوم بينبع الصناعية.. رجل يحمل من المؤهلات أعلاها ، ومن الدورات أرفعها ، وهو من أسرة عرفت بالصلاح والتقوى ، فجل أفرادها يحفظون القرآن الكريم ، ويتولون إمامة المساجد .
وقد هيأ الله لي أن أزور شركته في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة تسلم مستر/ ستيفن عمله مكان والده د/ فوكس بعد بلوغه سن التقاعد ، مع زميلي الأستاذ عواد الصبحي ، وأجرينا معه لقاء ألقى فيه الضوء على المصنع ، وطبيعة عمله .. و لفت نظري في هذا اللقاء تمكنه من عمله وتواضعه وحب الموظفين والعمال له ، وأذكر أنني كتبت انطباعي عن هذه الزيارة عندما قلت :
أن هناك شعورا بالفخر يملأ النفس ويمتلك الوجدان ونحن نشاهد الشباب السعودي المدرب ، أثناء جولتنا بين أقسام المصنع يتعامل مع الآلات بكل حرفية تبعث على الثقة والتفاؤل ، ننقله لكم في هذه الصور لمشاركتنا الزهو والإعجاب ، وإزجاء الشكر وافرا لكل العاملين في هذا الصرح العملاق كبيرا وصغيرا ، ودعاءنا الخالص بمزيد من التوفيق والنجاح للجميع .
وما لم أذكره حينها أن جل هؤلاء السعوديين هم من أبناء مدينة ينبع ، ويكاد يكون أكثر المصانع استيعابا لأبناء البلد ، وهذه خطوة تحسب له وتحمد، والناجح في عمله ناجح في أي مجال .
وقد زاد إعجابي وتقديري للرجل عندما قرأت ما كتبه الصديق الشاعر ناصر ظاهر الحجوري عن حبه الخير وإسدائه المعروف لمن عرف ولمن لم يعرف ، فمثل هذه اللفتات الإنسانية هي التي تستميل القلوب وتسكن الأفئدة ، ورجل هذا ديدنه حري بأن يتسنم أعلى المراتب التي يمكن من خلالها أن يخدم مجتمعه بما جبل عليه من خلق كريم .

والرجال الذين لم أذكرهم رجال ، لا يمكن أن أغمطهم حقهم ، فالكثير يعرفهم ويعرف جهودهم في خدمة البلاد والعباد ، و جهلي بهم يضرني ولا يضيرهم بشئ .وأي رجل يصل منهم فإنه جدير بالوصول ، وسوف ندعو له بالتوفيق والسداد .



[/ALIGN]