الشيخ القباني ؛؛ ’هذا الشبل من ذاك الأسد يرحمهما الله جميعا[aimg=borderSize=0,borderType=none,borderColor=blac k,imgAlign=none,imgWidth=,imgHeight=]https://i.imgur.com/8WlWnPQ.jpg[/aimg]




عندما تتشابه أحداث معينة وقعت في عصرين متباعدين يصف الكتّاب والنقّاد هذه الظاهرة بعبارة معروفة نرددها وهي عبارة : " التاريخ يعيد نفسه "
وان كانت هذه العبارة تعبيراً مجازياً لتشابه فلسفة حدثين وقعا في أزمنة مختلفة ، غير أنه لابد هنا من وقفة نتأمل فيها أو نتذكر شيوخنا وعلماءنا ، وبخاصة في هذا اليوم الذي ودعنا فيه الشيخ الفاضل محمد حامد القباني الى مثواه الأخير يرحمه الله ، وهو بلا شك علم من أعلام ينبع ورموزها، ولن تأتي على ذكر اسمه في كل مجتمع إلا وتكون تزكيته والثناء عليه حاضرة على كل لسان ، فكانت خدماته في سلك المحاكم وكتابة العدل شاهدة على تميزه واخلاصه ونزاهته ، وعندما قلت ان التاريخ يعيد نفسه فالفقيد يعتبر امتدادا للسيرة العطرة لوالده العالم الرباني حامد القباني رحمه الله الذي توفي عام / 1364هـ وكان لموته آنذاك أثر كبير في نفوس أهل ينبع بادية وحاضرة لذا فإن التاريخ ـ أيضا ـ يعيد نفسه ونتجرع فقده مثل ما فقد الأولون أباه ، وحتى عامة الناس فضلا عن خاصتهم يعرفون قيمة هذه الأسرة الكريمة ، وأتنذكر هنا الكسرة التي قالها شاعر ينبع الكبير محمد أبوشعبان رحمه الله في مرثيته بعد موت الشيخ حامد القباني
:

راح الذي كان نقدابه=يا اصحابنا في أمور الدين
يعلّم الناس بكتابه=ويظهر الحق للغاوين
كانت بلدنا على حسابه=لانعوز قاضي ولا مفتين
واليوم من بعد مغيابه=نبكي عليه السنة وسنين


وكثير منا يعرف قصة هذا العالم عندما تم اختياره من قبل الملك عبد العزيز ليتولي القضاء في ينبع وقررالملك بفطنته وفراسته بأن أحكام الشيخ القباني تحمل صفة القطعية الفورية بين كل القضاة لا تستأنف ولا ترفع إلى هيئة التمييز ، ولابد أن الحزن الذي خيم على ينبع قبل أكثر من سبعين عاما سيكون اليوم في نفوس من أحبوا ابنه الشيخ محمد حامد القباني صاحب العلم الواسع والخلق الحسن وما كان يحظى به من قبول اجتماعي لدى الناس ، فلا نملك الا الدعاء له بالرحمة والمغفرة وخالص العزاء لابنائه وبناته الذين كانوا بارين به وتحت أمره وطاعته ونسأل الله أن يجعله في عليين ويتقبله في الصالحين انا لله وانا اليه راجعون .