بسم الله الرحمن الرحيم




كنت أستمع إلى برنامج الثامنة للأستاذ داوود الشريان ذات مساء .. وكان حديثا عن المرضى النفسيين ومستشفيات الصحة النفسية في المملكة العربية السعودية وقد اتفق المتحاورون على وجود نقص واضح وفاضح في مستشفيات الصحية النفسية في المملكة وحتى مستشفى الصحة النفسية في الطائف أكبر مستشفى في المملكة والذي بلغ عمره ستين عاما يعاني من نقص الخدمات ويعيد بعض المرضى إلى ذويهم قبل اكتمال علاجهم يل يقذف بالكثير من نزلائه إلى الشوارع علاوة على سوء معاملة النزيل وجمعهم فيما يشبه الحظائر وقضاء حاجاتهم رجالا ونساء في دورات مياه لا أبواب لها وتصرفات تتنافى مع أي اعتبارات إنسانية .. وهذا بشهادة مدير المستشفى الذي كان مشاركا في اللقاء



هذا القصور هو الذي جعل الكثير من المرضى النفسيين يتسكعون في الشوارع وينامون في العراء ويتعرضون لخلق الله بالأذية ويعرضونهم للخطر .. ومحافظة ينبع ليست بمنأى عن أخطارهم فقد بتنا نشاهدهم في كل شارع وسكة وكانوا سببا في ارتكاب كثير من الجرائم التي قرأناها وسمعنا عنها .


وما نسمعه من إنشاء وشيك لمستشفى يجمع شتاتهم ويتولى أمورهم ويحفظ الناس من شرورهم هو ضرب من الأمل المستحيل فهناك أكثر من سبعة عشر مستشفى للصحة النفسية موزعة في محتلف مدن المملكة ولكنها لا تؤدي دورها وغير مشغلة بسبب نقص الكوادر الطبية والبشرية والمعدات والمرافق


والبشرى .. أنه نما إلى علمي بما يشبه التأكيد
أن هناك فكرة تولدت لدى سعادة محافظ ينبع المهندس مساعد السليم و سعادة مدير القطاع الصحي بينبع بضرورة إيجاد حلول سريعة لإحتضان هؤلاء المرضى وتقديم الرعاية والعلاج لهم وذلك بإنشاء جناح في أحد المستشفيات الخاصة وكان الإختيار قد وقع على أحد المستشفيات الخاصة بأن يفتتح قسم متكامل للصحة النفسية بكامل أطبائه وممرضيه وإدارييه وأدواته ومرافقه بحيث يستوعب جميع المرضى النفسيين في ينبع وما جاورها وقد تم التنفيذ واكتمل القسم وفق المواصفات المطلوبة في مثل هذه الحالات .


هذه الدعوة من سعادة محافظ ينبع ومن مدير القطاع الصحي مفعمة بكل ما يبعث الأمل والتفاؤل ومغلفة بكثير من الحس الوطني لدى المسؤول الإنسان هي الخطوة الصحيحة والسريعة للقضاء على هذه المشكلة وعلى كثير من المشاكل المماثلة.


ولأنه يهمنا استمرارها ونجاحها فإننا نأمل أن توضع الآلية المناسبة لحصر هؤلاء المرضى وتجميعهم وإيوائهم قبل الشروع في المشروع لأن بعض أو كثير من ذوي المرضى لا يستطيعون تحمل أعباء مستشفى خاص تكاليفه حتما مرهقة لذوي الدخول المحدودة ولذلك فالأمل بأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها أو تتولى جهات خيرية هذا الملف ..

وإذا نجح يعمم في جميع مدن المملكة فرجال الأعمال اليوم شركاء في المسؤولية الاجتماعية ويستطيعون الاضطلاع بدورهم إن دعوا لذلك بما يحقق المواطنة الصالحة



كما نأمل ألا تقتصر هذه الجهود على مجال الصحة النفسية فقط بل تتعدى ذلك إلى الكثير من احتياجات المواطنين الصحية كمستشفى النساء والولادة ومستشفى الأطفال وغيرها

وحقوق الفضل والاعتراف بالجميل محفوظة لسعادة محافظ ينبع وفقه الله وأعانه على إكمال المشروع