يا إدارة الهيئة الملكية هذه اللوحة تستفز مشاعرنا


هذه المناطق المأهولة بمبان ومصانع وشوارع وأسواق مدينة ينبع الصناعية كنا نعرفها جرداء لا يدب فيها بصيص من حياة إلا في مواسم الأمطار بقصد زراعة ( الحبحب ) أو لاستخراج الملح من ( العذيبة ) التي لا يعرفها سكان ينبع الصناعية ولم يسبق أن سمعوا بها .


وعندما صدر الأمر الملكي بإنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع في عام 1395هـ وتأسيس مدينة صناعية حديثة في مدينة ينبع استبشرنا خيرا وعلقنا على ذلك آمالا عراضا وفرحنا بالقادمين الذين سيحيلون هذه الصحاري التي يأكلك فيها الذئب إلى جنان وارفة فأسكناهم من وجدنا على ضيقه وشاركناهم أسواقنا على قلتها وأسقيناهم من مائنا على شحه وانتظرنا الخير على قدوم الواردين .


وما أن تكشفت الأمور شيئا فشيئا حتى أدركنا أنه يفصل بيننا وبين التنمية المرتقبة مسافة تسعة عشر كيلومترا وأن تطور المدينة الوليدة وازدهارها لن يتجاوز حدودها بحال من الأحوال . وأن المدينة الفقيرة ستزداد فقرا وأن الفرق سيبدو واضحا لعين كل عابر .. وكنا نظن أن هذا لا يرضي إدارة الهيئة الملكية وأنها سوف تلتفت لواجبها في تنمية المدينة الأم الرؤوم التي احتضنتها بعد أن تنتهي من خططها واستراتيجياتها .


ساءنا هذا التجاهل فحاولنا لفت النظر وطالبنا بالنهوض بالمدينتين كجزء من واجب تنموي اجتماعي وحضاري ولم نجن إلا العقوق والإهمال وكان جزاءنا أن منعوا مرضانا من العلاج في مستشفيات الجارة التي استقبلناها بفيض من البهجة والسرور






ولكن لم نتوقع في يوم من الأيام أن تقوم إدارة الهيئة الملكية بوضع لوحة في مواجهة القادم من ينبع البحر تفتخر فيها بأربعين عاما من الفرق .. وتعترف أنها هي التي صنعته ! ماذنبنا إذن ؟


نحن لدينا مسؤولون مخلصون ولدينا مواطنون محبون لبلدهم استطاعوا على قلة ذات اليد وشح الموازنات ونقص الموارد أن يصنعوا من الفسيخ شربات وكان همهم أن يردموا الهوة بين البلدتين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا حتى لا يدرك أحد الفرق ! ولو كانوا يملكون معشار ما تملكه إدارة الهيئة الملكية لاختصروا هذا الفرق إلى النصف أو يزيد !


فهل من العدل أن تعيرونا بما لا يد لنا فيه ؟

اتقوا الله وأزيلوا هذه اللوحة فإنها تستفزنا وتدينكم