يوسف العلوني - ينبع
الخميس 17/01/2013



في ظل سيطرة العمالة الأجنبية على المحال التجارية في محافظة ينبع يلفت الانتباه قطاع لم يخضع لتلك السيطرة وهو قطاع بيع مستلزمات الكهرباء، إذ إن التاجر السعودي له أوفر الحظ والنصيب في هذا القطاع، وهو ما دفعنا لأن نستقصي أسباب النجاح ونسبر أغوار إحدى هذه التجارب، التي تستحق التوقف والثناء لأحد العصاميين الذين اعتمدوا بعد الله على جهدهم حتى جنوا ثمار جهودهم.
إنه العم جمعة أبو الحسن من أولئك التجار الذين لم يمنحوا أسماءهم كغطاء للوافدين، ولم يعتمدوا على الأيادي الأجنبية في إدارة تجارتهم بل باشرها بنفسه حتى في هذه السن التي قاربت الستين عامًا تراه بعزيمة الشباب وحكمة الشيوخ متجددا في إدارته لتجارته ولا يقف عند طموح معين.

يتحدث عن تجربته فيقول:


بدأت قصتي مع التجارة منذ عام 1383هـ حينها كنت مع والدي -رحمه الله- في متجره الصغير في السوق القديم وبعد أن أنهيت دراستي لم ألتفت للوظيفة بل رأيت أن أدخل غمار التجارة كيف لا وهذا المجال لم يكن جديدًا علي فقد رافقت والدي -رحمه الله- في تجارته كنت أجد نفسي في هذا المجال على الرغم من أني كنت أسمع من الآخرين ما يكاد يكسر سواعد عزيمتي في التجارة فللأسف البعض من جهله يحقر هذا المجال ويظن خطأ أن التاجر هو إنسان فشل في دراسته لذلك انصرف لهذا المجال حتى يستطيع أن يعوض فشله في دراسته، مع العلم إني كنت الثالث على مستوى المملكة في الثانوية العامة بالإضافة لإجادتي التامة للغة الإنجليزية ومعرفتي باللغة الفرنسية ولو أردت الالتحاق بوظيفة في ذلك الزمان لالتحقت بخير الوظائف لكني لم أشعر برغبة في ذلك وانصرفت نحو التجارة وبحمد الله وتوفيقه لم أندم على هذا القرار إطلاقًا فها أنا اليوم كما ترى بفضل من الله أعد من أكبر التجار في محافظة ينبع بل وهناك موظفون يعملون في هذا المكان فأظن أني بدلًا من إشغالي وظيفة استطعت أن أوفر من خلال تجارتي فرصًا وظيفية للغير ولله الحمد.

وعن سيطرة العمالة الوافدة على قطاع التجارة وسبب نجاحه في الصمود أمام مد تلك العمالة يقول العم جمعة:

انتشار الأجانب في قطاع التجارة لم ولن يكون إلا من خلال بعض النفوس الضعيفة التي غلبت مصلحتها الشخصية على مصلحة الوطن والمواطنين فالأنظمة دقيقة وصارمة في هذا المجال ولا يستطيع العامل الأجنبي أن يعيث فسادًا بتلك الأنظمة إلا من خلال ضعيف نفسٍ منحه اسمه مقابل عائدٍ مادي زهيد، أما نحن فلم نعر أي اهتمام لأي مغريات بالراحة ولم نكترث بكل المضايقات التي نتعرض لها في مجال عملنا، فكلنا يقين بأن الرزق من الله والبركة فيما أحله الله.

وعن أسباب النجاح والصمود في وجه ذلك المد لتلك العمالة يقول جمعة :

بحمد الله جديتنا في العمل وحرصنا على تطويره ومباشرة تجارتنا بأنفسنا منحنا ثقة زبائننا والحمد لله أن تلك الثقة في ازدياد كذلك تضافر خبرتي في هذا المجال مع ما تعلمه ابني عبدالرحمن مما استحدثه العلم من طرائق جديدة في التسويق مكنتنا من المنافسة بل والتفوق ولله الحمد.

وعن عزوف الشباب عن قطاع التجارة يقول:
بحسب خبرتي ومعرفتي بهذا المجال أستطيع أن أقول الشاب السعودي أقدر على النجاح من غيره في قطاع التجارة لكن للأسف لم يع الشباب السعودي إمكانياته وكذلك التعليم الأولي الحالي لم يراع تعليم الدارسين مهارات التجارة بأي شكل من الأشكال لا نطالب التعليم بأن يكسب المتعلم في المراحل الأولية جميع مهارات التجارة والتسويق لكن لا يصح أيضًا أن يهمل هذا القطاع الفعال فليس كل مخرجات التعليم الأولي ستلتحق بالتعليم العالي فمن المفترض أن يكون لديه مهارات ولو بسيطة في كيفية المتاجرة.
أما وصيته للشاب الذي يريد خوض غمار تجارة التجزئة فيقول:



على الشاب ألا يعير اهتمامًا لعبارات الاستنقاص من بعض الجهلاء له وعليه أن يكون صبورًا مثابرًا مطورًا لذاته ولا يستعجل الثمرة وعليه أن يتتبع تطورات السوق ولا ينكفئ على ذاته بل عليه أن يكون ودودًا للآخرين ويتحلى بالصبر كذلك عليه أن يحدد له هدفًا ويضع خطة لإنجاز هدفه حتى يستطيع تقييم عمله وعليه أن يباشر عمله بنفسه ولا يحاول الخلود للراحة ولا يتخلى عن تجارته مهما كانت المغريات فعمله بنفسه تدوم ثمرته أما عمل غيره له فهو مقرون بوجود ذلك الآخر.