نبض الأنامل






سعد الرفاعي


وهل للطفل مدينة؟!

كم هو جميل أن يتوفر ترفيه للأطفال.. وجميل جداً أن يحقق هذا الترفيه متعة التعلم.. والأجمل أن يكون كل ذلك في مدينة مخصصة للطفل كتلك التي في دبي .. إن من يدلف مدينة الطفل في دبي ويشاهد محتوياتها وحسن تنظيمها بمساحاتها الخضراء التي تسر الناظرين سيهتف مشدوهاً: ليتني كنت طفلاً!! ليستمتع بما تحتويه من أقسام صممت خصيصاً لتحقق متعة التعلم واللعب والترفيه. يدخل الطفل إلى القبة السماوية فيشعر -حقيقة- أنه في مركبة فضائية تجوب الفضاء وتتيح الفرصة له ليتأمل في السماء وملكوتها والأجرام والمجرات.. ومشاهد الفلك.. أدركت مدينة الطفل النزعة الاستكشافية للطفل فخصصت مركزاً للاستكشاف يكتشف فيه أساسيات العلوم والمعرفة وكل ما له صلة بجسم الإنسان والماء والكهرباء بطريقة تفاعلية تجعل الطفل مشاركاً في المتعة والتعلم دون شعوره بأنه مدفوع ليتعلم؛ وكتكامل مع ذلك فقد خصصت مركزاً للقراءة والاطلاع.

مدينة الطفل لم تغفل السياق الزمني لحياة أبنائنا وارتباطهم بالعولمة؛ فخصصت قسماً للثقافات العالمية عبر تجارب مختلفة لأطفال يعرفون بثقافة البلدان والأقاليم التي عاشوا بها. وبالتالي فهي تعد الطفل ليكون ذا عقلية منفتحة وثقافة متنوعة تقبل الآخر المختلف وتتعايش معه وتحترم حضارته. لم تغفل مدينة الطفل أهمية تعريفه بمدينته وطبيعة نشاطاتها التي تؤدي إلى تعميق صلته بواقع الحياة؛ فخصت دبي (بتطورها ونموها) بجانب يعمق الانتماء والاعتزاز في آن واحد معا.
أعترف أن فكرة المدينة أسرتني حتى إنني نسيت أن أخبركم بأن مدينة الطفل المعرفية التربوية التثقيفية لم تنشأ من قبل وزارة التربية والتعليم أو وزارة الثقافة والإعلام؛ وإنما من قبل بلدية (و أكرررررر) بلدية دبي؛ وذلك لعمري هو البعد الحضاري للبلديات!!