[frame="4 80"]
سعادة المهندس علاء بن عبد الله نصيف
الرئيس التنفيذي بالهيئة الملكية في ينبــع رعاك الله وحفظك من كل سوء
سلام عليك ورحمة من الله وبركاته ،،، وبعد
أهنئك بحلول الشهر الكريم جعلنا الله وإياكم من الموفقين فيه ومن المقبولين بالعمل الصالح ، والقول الطيب ،،
بدون مقدمات ولا تلميحات أحدثك حديث القلب للقلب عن امتناع المركز الطبي بينبع الصناعية من قبول المرضى الذين يأتون من محافظة ينبع ، وبحسب ما سمعنا أن هذا الإجراء صادر بناء على تعليمات منك شخصيا ،، فاعلم علم اليقين حفظك الله أن كل التبريرات التي تساق لهذا المنع لا يقتنع بها أي شخص ناهيك عن المريض الذي أجبره المرض على مراجعة المستشفيات والتردد عليها فلا يجد في رحاب مستشفاكم إلا الجفاء والرفض ، فما أصعبها من لحظة يأتي فيها المريض للمستشفى الذي يرتاح له ويؤمل فيه العلاج الشافي بعد مشيئة الله فيجد أن ملفه قد أغلق وتحول إلى حالة ( الكاش) والسبب أنه من مواطني محافظة ينبع وساعتها يشعر المريض بالألم يعتصره وليس لديه حيلة حتى لو سرد لكم قائمة السموم والتلوث والغازات التي تنبعث من مصانع الهيئة ومنشآتها والملزمة قانونيا بتحمل أضرارها التي تؤثر على صحة المواطنين القريبين والمحيطين ؛؛ فمواطنو ينبع لا يطالبون بمكرمة من مسؤولي الهيئة الملكية إذ أنّ علاج المواطن السعودي تكفلت به الدولة كحق من حقوقه الطبيعية مثل التعليم وسائر الخدمات ،،
يا سعادة المدير التنفيذي أنت العارف بنتائج هذا القرار وأنت الذي تعرف كيف تستطيع تجاوزه إن كان أمرا من غيرك ،، فقد صدرت أوامر سابقة بضرورة معالجة مواطني ينبع في المركز الطبي كان هذا قبل استكمال مستشفى ينبع العام ، فمن هي العقلية الذكية التي نبشت في أوراق الماضي وقراراته لتكتشف أن هذا الأمر ليس له امتداد زمني ، وهو مرهون بانتهاء مبنى مستشفى ينبع ،، ولكن هذا الذي قادته أفكاره لهذا النبش السيء لم يساعده تفكيره وإنسانيته أن يضع نفسه مكان المريض المحتاج للعلاج ولم تسعفه أفكاره بأن يعرف كم من المصاريف سينفقها هذا المريض الغلبان لو اضطر لمراجعة المستشفيات الخاصة ،،
أيها الرئيس : الكل يعرف أن المركز الطبي ليس تابعا لوزارة الصحة ، ولكن هل مواطنو محافظة ينبع ليسو تابعين لهذا الكيان ولهذه المنطقة ــ ثق بالله لو أن المريض وجد علاجا واستقبالا واهتماما في مستشفى ينبع العام لما تحمل المشوار وجاء يطلب ما يفتقده في مستشفى ينبع الذي تتردى خدماته وتسوء إدارته يوما بعد يوم ، ولو طبقنا هذا الإجراء بالمنع فسنجد المستشفيات العسكرية والأمنية أيضا هي الأخرى تمتنع عن قبول الحالات التي تكون خارج نطاق خدماتها وسيكون العبء ثقيلا على من يحتاج العلاج ويبحث عنه فلا يجده ،،
سعادة الرئيس ونحن الآن في شهر عظيم فيه تقبل الدعوات ، وتستجاب الرجاءات فلا تجبر مواطنا تثقله معاناة المرض من رفع يديه يدعو على كل من تسبب في حرمانه من حقوق العلاج ،، يا سيدي الفاضل أنت من عائلة كريمة وأسرة عرفت بالفضل وقضاء الحوائج فلا تجرك الأنظمة والتعليمات الروتينية لتكون سببا في مأساة إنسان تحاصره هموم المرض وآلامه ولا يجد أمامه ملجأ إلا أن يرفع يديه بما يجيش في صدره ،، فكيف لو وضعت نفسك مكان هذا المريض وقد سدت في وجهك الأبواب ،،ألم يكن بالإمكان أن تغض الطرف عن هذا الأمر كما فعل من كان قبلك ، وما الذي يمنعك من أن تبذل الجهد المضاعف بتقديم اقتراح لتوسعة المركز وزيادة طاقته السريرية ليتمكن من خدمة كل محتاج واستيعاب كل مريض إذا كانت الأسرّة قد ضاقت بالمرضى ، ليتك تخلص النية في هذا المسلك لتنال رضا الله وتنعم بدعوات المحتاجين للعلاج فإذا تحقق هذا كم ستجني من الأجر والثواب ومن دعوات صالحة ، وكم من الفرح ستدخله وكم من الابتسامات التي تراها على وجوه الداعين لك ، ساعتها تكون قد آثرت ما عند الله على ما يفرزه عناد الرؤساء والمتصارعين على الأوامر والتعليمات والتبريرات الغير منطقية ،،،
يا ابن نصيف أنصف أهل ينبع فالمرض كربة مؤلمة والرسول الكريم يقول :
( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور
تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ... )
أسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يلهمك الرشد والصواب وأن يريك الحق ويرزقك اتباعه وألا يجعله ملتبساً عليك فتتبع الهوى إنه هو السميع العليم .
[/frame]