أكد أهمية الاكتشافات الأخيرة في تعزيز مكانة المملكة سياحياً

عبدالله نصيف يتساءل: لماذا متاحف المملكة خاويةً من الآثار؟


شقران الرشيدي – سبق – الرياض: قال أستاذ علم السياحة والآثار وعضو مجلس الشورى الاستاذ الدكتور عبدالله بن نصيف في تصريح لـ"سبق": "إن أرض المملكة غنية بالآثار التاريخية المهمة المغرية للاكتشاف والتنقيب، وهذا ما أكدته النشاطات التنقيبية التي تمت مؤخراً في شرق مدينة أبها، وفي المنطقة بين محافظة تثليث ومحافظة وادي الدواسر، التي كشفت عن وجود بقايا بشرية ومجسمات لحيوانات وأوانٍ صناعية يعود تاريخها إلى 9000 سنة قبل الميلاد، لحضارة إنسانية متقدمة جداً من فترة العصر الحجري".

وأكد نصيف لـ"سبق" أن منطقة الجزيرة العربية كما يعلم الجميع، هي محط أنظار الرَّحالة الغربيين منذ فترات قديمة لهذه الأسباب؛ فالمملكة لها جذور تاريخية وحضارية عريقة, ومساهمتها اليوم في بناء الحضارة الإنسانية ما هي إلا امتداد لمساهماتها التاريخية الموغلة في القدم؛ لذا فهي مؤهلة بدرجة كبيرة للسياحة كصناعة مساندة للاقتصاد الوطني، وإتاحة فرص العمل للشباب السعودي للعمل فيها.

ولفت نصيف إلى أهمية ما تبذله الهيئة العامة للسياحة والآثار من جهود في تعزيز هذا الجانب المعرفي المهم للمملكة، متذكراً أهمية ما قامت به الإدارة العامة للآثار والمتاحف سابقاً قبل أكثر من عقدين من الزمن في تسجيل وتسوير العديد من المواقع والتلال الأثرية؛ ما أسهم في المحافظة على هذه المواقع من الضياع والاندثار رغم ما يطولها أحياناً من عبث وتخريب صبياني غير مسؤول، إلا أنه يستغرب في الوقت ذاته، الإخفاق الكبير الذي صاحب البرنامج الخاص بإنشاء عدد من المتاحف المحلية والإقليمية في المناطق الأثرية البارزة في المملكة، في كل من العلا وتيماء والجوف ونجران والمنطقة الشرقية وغيرها، حيث نفذت فيه المباني وتم تأثيث وتجهيز هذه المتاحف وصرفت عليها ميزانيات كبيرة؛ لكي تستقبل ما يتم العثور عليه من آثار ومواد أثرية متنوعة لتعرض للجمهور؛ ليعرفوا تاريخ هذه المنطقة، إلا أنه وعلى الرغم من مضي أكثر من عقدين من الزمن على إنشاء هذه المتاحف لا تزال خالية وخاوية إلا من بعض الأدوات المسماة بالتراثية.

وطالب نصيف بالاهتمام أكثر بتراث البلاد وحضارتها؛ حتى تكون هناك بداية لنهضة أثرية شاملة، والحرص على عرض هذه الآثار المكتشفة حديثاً في المتاحف والمعارض السعودية المحلية، وكذلك الدولية؛ كي يعرف الجمهور أهمية المنطقة وتراثها العريق.