"الوئام"ترصد أولى أيام العام الدراسي الجديد في المملكة
الطائف - سعود الدعجاني
دق جرس المدارس مؤذناً بانتهاء العطلة الصيفية، وبدأت قوافل المعلمين والمعلمات في التحرك إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد، وسط آمال ومخاوف وطلبات ما تزال مستمرة. في هذا العام يسافر مئات المعلمين عبر الصحراء ليتابعوا أعمالهم في مدارس تبعد مئات الأميال عن مساكنهم، فيما يهنأ "المحظوظون" بمؤسسات تعليمية على بعد أمتار من منازلهم. "الوئام" رصدت أحلام المعلمين و مشاكلهم لهذا العام الدراسي الجديد، فرغم تطمينات وزارة التربية والتعليم إلا أن الكثير من الشكاوى لا تزال عالقة.

المستويات.. حلم لا يمكن الاستغناء عنه
تتفجر مشكلة المستويات والدرجات الوظيفية كل عام، حيث ينتظر المعلمون والمعلمات بفارغ الصبر العام الدراسي الجديد، ليعرفوا موقعهم على الخريطة الوظيفية. بعضهم تتحقق أحلامه بالترقية، وآخرين لا يسعفهم الواقع. من هؤلاء عبد العزيز الجمازي أحد المعلمين في المملكة، يطالب عبد العزيز بـ"إعطاء المعلمين والمعلمات حقوقهم الوظيفية الكاملة، التي يكفلها النظام العام" ويضيف "ليس من المنطق أن تتساوى خمس دفعات في الرواتب، فضلا عن زيادة المعلم غير التربوي عن المعلم التربوي المؤهل للقيام بمهام أكثر صعوبة".
وكانت تصريحات إعلامية منسوبة لوزارة التعليم قد أكدت أن الدرجات الوظيفية ومطالب الترقي قد أغلقت بشكل كامل، وهو الأمر الذي نفاه صالح الحميدي مدير الشئون المالية والإدارية بالوزارة، في تصريحات صحفية مضادة حيث أكد أنه "لم يتضرر أحد المعلمين أو المعلمات من تطبيق المادة 18- أ" التي ثار جدل كبير حولها في الوسط التعليمي.
كما تحدث العديد من المسئولين عن حقوق المعلمين منهم سليمان بن عواض الزايدي عضو مجلس الشورى، حيث قال في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام إن" المعلمين الذين يطالبون بالأثر الرجعي لتحسين رواتبهم ، أصحاب حق، حيث أن تعيين المعلم الجامعي التربوي ابتداء يكون على المستوى الخامس، بينما يبدأ المعلم الجامعي غير التربوي حياته المهنية من المستوى الرابع، وهذا تشريع معتمد بأمر ملكي لا يلغيه إلا أمر ملكي مماثل".
كما طالب الشيخ صالح آل طالب - أمام وخطيب الحرم المكي الشريف - في إحدى خطبه بإعطاء المعلمين والمعلمين حقوقهم ليقوموا بدورهم على أكمل وجه. رغم ذلك لا تزال مشكلة المعلمين والمعلمات عالقة.

التأمين الصحي.. مطلب دائم
يعتبر التأمين الصحي من مطالب المعلمين والمعلمات الدائمة، ويعتبرون المراكز الصحية التي تقدم الرعاية الأولية لهم غير كافية ، يقول المعلم سامي المحمد "يجب أن يكون للمعلمين والمعلمات تأمين صحي شامل، وذلك لن يتم إلا بإنشاء مستشفيات مخصصة لمنسوبي وزارة التعليم أسوة بما تفعله القطاعات الأخرى التي تهتم بالجانب الصحي للعاملين فيها، فموظفي التربية والتعليم أكثر تعرضاً للضغوط والمتاعب ".
وكان وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، قد كشف لصحيفة "عكاظ" أن الوزارة تدرس بالفعل تطبيق التأمين الصحي على جميع المعلمين والمعلمات بالتنسيق مع وزارة الصحة، حيث يمثل منسوبي وزارة التعليم 60% من المواطنين في المملكة.

أمن المدراس
ويلفت المعلم المحمد لغياب تأمين بعض المدارس . مطالباً بوجود أفراد أمن لحراسة المؤسسات التعليمية خاصة "في أيام الاختبارات، حيث تنتشر حوادث الاعتداءات ضد المعلمين وممتلكاتهم، كما تشهد المدارس أحداث عنف بين الطلاب أنفسهم مما يتطلب وجود رجال أمن للتدخل فالمعلم مسئول عن جوانب تربوية ولم يؤهل للتعامل مع حالات العنف كما أنه يعاقب فيما لو استخدم يديه في بعض المواقف " ويستشهد بحوادث عديدة شهدتها المدارس في المملكة مثل الاعتداء الذي تعرض له معلمي مدرسة المرامية الثانوية من قبل طلابهم ".


التقويم المستمر .. خطوة للخلف
يعتبر بعض المعلمين والمعلمات نظام التقويم المستمر خطوة للخلف في العملية التعليمية التي تشهد طفرة جديدة في المملكة، فهو " يخضع للذاتية ويتسبب في فقدان الطالب للجدية ويفقده مهارات الكتابة .. التقويم المستمر مرهق للمعلم ولايفيد الطالب كثيراً " يقول إبراهيم المشعان . اما التربوي خالد المالكي فيرى بأن التقويم المستمر " لايطبق جيداً في مدارسنا، والمعلم لايحظى بتأهيل كافي لكي يمسك بزمام عملية التقويم .. والبيت لايستوعب الأمر جيداً فقد تعودت الأسر على المتابعة فترة الامتحانات فقط ". كما طالبت المعلمة ندى بإلغاء نظام التقويم المستمر لأنه "يسبب دمارا معرفيا للطلاب ويدفعهم لإهمال الدروس" حسب وجهة نظرها.

النصاب .. التحضير .. الاحترام .. كثرة التعاميم
وتطالب المعلمة ندى وزارة التربية مراعاة عدة أمور منها "النظر في نصاب المعلمين والمعلمات، وإعادة هيبة هيئة التدريس" وتمنت أن يكون دفتر التحضير "مطبوع من قبل الوزارة ويوزع مع الكتب للمعلمين على أن تعده لجنة تطوير المناهج حتى تتضح الفكرة التي يريد المعلم توصيلها للطلاب في كل درس، وتكون هناك خانة يضع فيها المعلم تقييمه للدراسة، وفي نهاية العام ترفع الدفاتر للجنة للإطلاع عليها".
أما المعلمة الدانة سعود، فقد وجهت شكواها لمحور مختلف، تقول الدانة "لا بد أن تعامل الوزارة المعلمين باحترام، وأن تكف عن استخدام لغة التهديد في بيانتها خاصة، وعدم نشر هذه البيانات في الصحف، فضلا عن إعادة حقوق المعلمين المهدرة خاصة سنوات البند والدرجات المستحقة، والتي لم تترجم على أرض الواقع".

النقل الخارجي و"مدارس الإيجار"
طالب عدد من المعلمين بإنهاء قضية المباني المستأجرة وحل قضايا المعلمين والمعلمات في محيط الوزارة لا خارجها وقال المعلم عبد الله الأحمري " على الوزارة إنهاء التعامل مع المباني المستأجرة التي لا تصلح للعملية التربوية ، كما عليها حل مشاكل المعلمين في محيط الوزارة لا خارجها".
أما المعلم حسين الأسمري فقد طالب بالعودة لنظام رغبات التعيين السابق، بدلا من النقل الخارجي الذي "يشتت جهد المعلم، ويؤثر دون شك على حياته، وبالتالي على ما يدرسه للطلاب" وأضاف الأسمري " يجب أن تكون المفاضلة بين الرغبات متاحة للجميع، وهذا يتطلب إسقاط شرط الأقدمية، فضلا عن ذلك يمكن الاعتماد على تقييم الأداء الوظيفي للسنة الحالية للمعلم، وليس السنة السابقة".

في أولى ساعات العام الدراسي الجديد، تنطلق دعوات وأمنيات المعلمين والمعلمات في المملكة، للبحث عن حلول حقيقية في قطاع التعليم الذي اعترف المعلمون والمعلمات بأنه "يشهد طفرة حقيقية" رغم أن أوجه القصور لا تزال تعطل المسيرة.