أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 12 من 19

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    702
    معدل تقييم المستوى
    21

    المؤاخاة بين العاطلين عن العمل وأصحاب الوظائف المتعددة في ينبع

    إن هذه القصة ليست من عندي أو أن أديبًا أبدعها ، أو معبر أحلام أوّلها،أو راسم على الورق رسمها،أو ناقش على صخور الجبال نقشها،أو هي لمخرج سينمائي مثـّلها، إنها قبس من منهج رسمه الحبيب ( صلوا عليه وسلموا فالله وملائكته يصلون عليه ) ، فسار عليه صحبه عليهم الرضوان ، فكانوا مثلاً أعلى في القول والعمل.
    أيها الأحبة : عندما أتي الحبيب صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً من مكة فإن أول عمل عمله آخى بين المهاجرين من مكة والأنصار في المدينة ، فآخى بين سعد بن الربيع وهو من الأنصار وعبد الرحمن بن عوف وهو من المهاجرين وكان عبد الرحمن عزباً عندما قدم المدينة فقال له سعد : علمت الأنصار أني من أكثرها مالاً ، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين ، ولي امرأتان فأنظر أعجبهما إليك أطلقها حتى إذا حلت تزوجتها.
    يا الله ما هذا !!! أي مثل في الأخوة هذا ؟! وأي رابط بلغ بهؤلاء القدوات كل هذا المبلغ ؟! يستعد سعد أن يتنازل عن نصف أمواله ويعقبها تنازل عن إحدى زوجتيه ليطلقها له ؟؟ هذه قصة واحدة وقصص أخرى مثلها لا تقلّ عنها نعجز أن نعلق عليها.


    تعالوا لندخل إلي موضوعنا ، في مجتمع ينبع يجد المتأمل صورتين متناقضتين بشكل يدعوا إلي العجب بل لعله يدعوا العجب نفسه إلي العجب منها !!
    الصورة الأولي
    شاب من شباب ينبع أنهي دراسة الثانوية العامة أو الجامعية يبحث هنا وهناك لعله يجد وظيفة يقتات منها ، يقيم بها ذاته ، ليبدأ منها حياته ، ثم يتزوج من بناتنا ، ليكونا لنا مجتمعًا محافظًا ، ينأى العنوسه وينبذ الرذيلة في زمن الإغراءات ، و كثير من شباب ينبع وأنتم قريبون من مجتمعكم تعرفون ظروف كثير منهم وعائلاتهم ، فليس لبعضهم عائل إلا ذلك الشاب الذي ليس لديه عمل ، فتجده _بمنأى عن عائلته _ أن اليأس قد حبسه ، والإحباط أحبطه ، آسال الحزن عليه ، وآلام الفراغين فراغ الوقت وفراغ اليدين ، أوهنت قواه الأوهام ، يهيم في أودية الأماني والآمال والأحلام ، الحزن له معه حكاية ، ولجرح المشاعر ألف رواية ورواية ، وحاذروا واحذروا وحذّروا من جرح المشاعر ، وانهجوا ما قاله الشاعر ولعله الشافعي (أو غيره) :
    لا خيل عندك تهديها ولا مال . . . فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

    هذه صورة ، الصورة الأخرى على النقيض منها ، فئام من مجتمع ينبع يعملون في وظيفتين !! وظيفة في الصباح ، أما في المساء فيتربع على أحد كراسي إحدى الجهات الخيرية أو الاجتماعية أو البلدية أو الرياضية ، ومثلهم رجل متقاعد من جهة عسكرية أو مدنية أو شركة مرموقة ، يصرف له راتب تقاعدي مجز ثم يلتحق بواحدة من تلك ليستدير على كرسيها ويدير ظهره لشباب مجتمعه فيأخذ راتبها عنوة ، ويغيّب وظيفة على شاب أولي منه بها ، وأحق بها منه ، ثم لا ينى يتشدق بالإخوة ويعطيك من معطر الكلام ومعسول المثاليات ما يتناقض مع واقعة وأحواله ، فيفتن السامع ليعمي عينيه عما ضيـّـعه على إخوانه!! ويدعي أنه يفعل ذلك خدمة لأبناء مجتمعة فيا أخى الفاضل دع عنك هذا أنت تقدم عملاً مقابل أن تأخذ مالاً !!
    ولو أن نظرة سريعة ألقيتها عليهم ، فستقع على أنه لا عمل خرافي يقومون به ، ولا شهادات وتخصصات نادرة حصلوا عليها ، فليس لديهم ميزه تميزهم إلا أنهم بوظيفتين وراتبين أو قل عن الثانية أنها مكافئة تلطيفًا!!.

    الإسلام قد عيّن رابط الأخوة فقال جل في علاه ( إنما المؤمنون إخوة ) وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله . . ) وحديث ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم . . . )
    فالأخوة لا تكون إلا بالإيمان يسبق الإيمان الاعتقاد ويعقبه العمل ، والعمل لا يستقيم إلا بالصدق والإخلاص وهذه لا تتأتى إلا بأن ما تحبه لإخوانك وما تحبه لنفسك سيان، وليس السبيل إليها بالقول دون العمل !!.
    يجب أن يغرس معنى الأخوة في نفوس المسلمين بصريح آي القرآن وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء بأفعاله، يجب أن تعلن قوانين المساواة والعدل أولاً لأنه منهج رباني أرتاضت النفوس على التخلق به .
    وراغبي التطوع والباحثين عن الأجر من الله فإن الباب على مصراعيه فاعمل جزاك الله خيراً بلا مقابل !! في أي مكان رياضي أو إجتماعي أو خيري أو بلدي أو صحي.
    إذن فليتنحى من يعمل في وظيفتين عن واحدة ليدع الفرصة لأحد شبابنا ليعمل.

    ختامًا أعرف أن هذا الموضوع سيغضب منه كثير من الأحبة والأصدقاء الأعزاء ، ولكن العزاء أن كلمة الحق دائمًا قاسيه أو غير مقبوله وموقفنا من موقف الشاعر :
    أمحضتك النصح الصريح وفي الحشى . . . . لودك نقش ظاهر وكتابُ

    ،.،.،
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الله الذبياني ; 26-01-2010 الساعة 01:02 PM
    وما فقد الماضون مثل محمد * * ولا مثله حتى القيامة يفقد
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    شعر حسان بن ثابت

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •