المجلس البلدي ورئاسة الدورة الثالثة


الامتعاض الذي قابل به بعض مواطني مدينة ينبع خبر ترشيح رئيس بلدية ينبع لرئاسة المجلس البلدي ليس له ما يبرره لعدة أسباب أهمها

أن الذين اختاروا رئيس البلدية لهذه الفترة الرئاسية هم أعضاء المجلس البلدي وهم من خيرة مواطني ينبع الذين اختيروا وانتخبوا من كافة أطياف المجتمع وهم حريصون على مصلحة المواطنين الذين انتخبوهم وطالما أنهم انتخبوه فأهل مكة أدرى بشعابها

الأمر الثاني أن المجلس البلدي ما زال منذ تأسيسه إلى اليوم عاجزا عن تحقيق الحد الأدني من مطالب المواطنين وذلك ليس لقصور في أعضائه وإنما لمحدودية صلاحياته وسواء أكان رئيسه هو رئيس البلدية أم أي عضو آخر فإن الأمر سيان ولكي أٌقرب المسألة فإنني أتساءل والكل معي

هل يستطيع المجلس البلدي أن ينفذ مشروعا أو يصدر قرارا ليس مدرجا في أجندة رئيس البلدية ؟ وبطريقة أخرى .. هل يمكن للمجلس البلدي أن يرفض قرارا أو يلغي مشروعا تقره البلدية ؟

الجواب .. بالطبع لا لأنه اتضح لنا بعد هذه التجربة الطويلة أن المجلس البلدي جهة استشارية ! إن شاء أن يأخذ رئيس البلدية برأيه أخذ وإن شاء أن يرفضه رفض دون أن يستطيع المجلس أن يفعل شيئا ! فهو ليس جهازا رقابيا كما توقع الناس أو كما كان ينبغي أن يكون .

وأذكر في بداية تكوين المجالس البلدية أن بعض أمناء المدن ورؤساء البلديات رفضوا ترشيح أنفسهم لرئاسة المجالس البلدية لأنهم أدركوا التناقض الحاصل بين أن يكون الموظف مراقِبا ومراقَبا في نفس الوقت وحمد الناس لهم هذا الصنيع وانبرى الكتاب والصحفيون يشيدون بهذا التصرف الحميد ونادى بعضهم بتعديل قوانين المجلس بحيث تتضمن شرطا يمنع رئاسة رئيس البلدية لها . لتتواءم مع المرحلة الجديدة من رقابة المواطنين

وحينها حلم المواطنون بأنهم سيستفيقون ذات صباح وإذا بالشوارع منظمة والأحياء مضاءة والحدائق منتشرة في كل جهة والمنح المستحقة مسلمة لأصحابها ثم صحوا من هذا الحلم وإذا الدنيا كما يعرفونها وإذا جلسات المجالس البلدية تكر وتمر دون أن يجدوا لها أثرا في واقع حياتهم
لماذا ؟ لأن صلاحيات المجلس البلدي محدودة جدا وهي لا تعدو المناقشة الروتينية وإصدار التوصيات الاستشارية التي لا تأخذ بها البلدية إلا إذا صادفت قبولا لديها
وحتى الأمور الاستشارية التي تحتاجها البلدية فإنها تشكل لها لجانا من خارج المجلس البلدي كما حدث مؤخرا في مشروع تسمية الشوارع

إذن في هذه الحالة فإن ترشيح رئيس البلدية لرئاسة المجلس هو الأنسب وهو الأصلح لأنه قد يخص المجلس ببعض القرارات التي تبعث فيه النشاط وتضخ في عروقه بعض الحياة فيبدو وكأنه هو من تبناها ونفذها كمثل مشروع تسمية الشوارع
لو تم تجييره بالكامل للمجلس البلدي



وللحديث بقية