القحطاني استخدم حبلا لانتشال أسرة


بحرة تدافع عن أضرارها في وجه الأمانة




انقشعت السحب السوداء عن سماء بحرة وتراجعت البحيرات الصغيرة وجفت الشوارع وكشفت عن قصص الاستبسال في الضاحية الجنوبية. المتضررون جمعوا شتات مفقوداتهم ولملموا أحزانهم ليستخلصوا الدروس والعبر من كارثة الأربعاء، يترحمون على من رحل ويدعون بالشفاء لمن أصيب ويواسون من فقدوا ممتلكاتهم.
الشاب زامل فيصل القحطاني عرض حياته للخطر لإنقاذ إمام مسجد أفغاني وعائلته «كنت أسير قرب جدار منزل خالي لإجلائه وإخراجه وزوجته وأطفاله، كانت حالتهم لا تدعو للقلق فسمعت نداء استغاثة لأرى الأفغاني وأطفاله تحت خط السيل الخطير، كان الرجل يصرخ ويستغيث وبجانبه طلفتان أكبرهما في السنة الثانية وأصغرهما في شهرها السادس، كان منسوب المياه يرتفع شيئا فشيئا وبات الموت أقرب إلى الأسرة الأفغانية فانتشلتهما واحدا تلو الآخر بواسطة حبل، وبقيت الرضيعة تحت دائرة خطر الغرق وانتشلتها من بين أمواج السيل واخترت سطح منزلي سكنا لهم.
عبدالرحمن القحطاني يروي قصته: «كنت وأسرتي مجتمعين في فناء منزلنا الصغير في جنوب بحرة، نستمتع بالطقس الربيعي ندعو الله الغيث والمطر. فجأة دهمت منزلنا السيول من وادي كتانة، فكتب الله لنا حياة جديدة بعد أن نجونا بأنفسنا من الموت غرقا».
مجري عبدالله، زامل ناصر، فرج عبدالله وحسن جمعان من سكان الحي الجنوبي في بحرة المجاهدين انتقدوا افتقار المنطقة إلى العبارات، كونه سببا محوريا في الكارثة التي أحاطت بالمنطقة، وأشاروا في حديثهم لـ«عكاظ» أن غالب مدينتهم تحول إلى كومة تراب وبقايا أنقاض تحيط بها الرمال الزاحفة من كل جهة. وبلغ عدد الوفيات اثنين، ومن حسن الحظ أن المدارس كانت في عطلة، ولو كان الأمر غير ذلك لتضاعف عدد الضحايا ووصل المئات.
عمر زامل يقول إنه رأى «أبو شوكت» والد الشاب الغريق في سيول الشهر الماضي مستمسكا بجدار منزله يقاوم الموت وسارع إلى إنقاذه قبل أن تجرفه قوة التيارات المائية.
سعد مقبل، سعود القحطاني، عائض المعنى ومنصور سعود قالوا: «الضرر البليغ تمثل في محورين المطر والسيل الداهم الذي اجتاح منازلنا وخلف الخسائر في الأرواح والمواشي، وتصريحات بعض مسؤولي أمانة جدة عن عدم وجود أضرار في بحرة. أما حزام فهيد القحطاني فقال: «أسكن مع أسرتي في منزل جنوب بحرة المجاهدين، وعندما اشتد المطر وسالت الأودية دخلت المياه المتدفقة إلى دارنا من كل ناحية، فاستغثت بالجيران الذين هبوا لإنقاذنا وأخرجونا إلى بر الأمان قبل أن ننقل بواسطة الدفاع المدني إلى شقة إيواء في الكيلو 11».