نعم سعادة وكيل الأمانة: إنها مجرد سحابة


ويا ليته سكت





يقول سعادة وكيل أمانة مدينة جدة الأستاذ عبدالله كتبخانة إن (ما حدث في جدة كارثة طبيعية تحدث في كل دول العالم بلا استثناء) ونحن معه في نصف القول وعكسه تماماً في نصفه الآخر. نحن سعادة الوكيل لن نحاكم السماء ولا السحب ولا الأمطار ولن نعترض أبداً على القدرة الإلهية في الكارثة التي لا يد لنا فيها ولا حول ولكننا، وبالحرف المليان، نحاكم كوارث البشر الإدارية. وقد لا يكون سعادته ومن حوله من الكبار إلا جزءاً نسبياً من المشكلة التي يتحمل سوادها الأعظم كل من ركب ذلك الكرسي الدوار من الأمناء السابقين ومن وكلائهم: غفر الله للسلف وبارك في الخلف.
أولاً، سعادة الوكيل، أما القول بأنها كارثة وطبيعية فذاك جزء من حصة التعبير المقبولة كدرس في الإنشاء، ولكن القول إنها تحدث في كل دول العالم أو جلها، فاسمح لي أن نأخذ معكم حصة في القواعد والإعراب. هذه ليست كاترينا ولا تسونامي ولكنها سحابة شتاء ثقيلة بعض الشيء، ومع هذا فهذه السحابة لم تكن بأثقل من سحب لندن وباريس وجاكرتا وكوالالمبور ونيودلهي وبرازيليا وفولتا العليا والسفلى وبيونج يانج والمالديف ونيويورك حتى أم درمان السودانية. ولو أن – القواعد – هكذا، سعادة الوكيل لكنا نحتفل كل يوم بانهيار مدينة وسقوط أخرى والسباحة الحرة في ثالثة قبيل الظهيرة. ثم إن نصف هؤلاء من أبناء المدن تلك على خطوط العرض ودوائر الطول لا يمتلكون نصف المليارات التي تحدث عنها مدير مشاريعكم الموقر قبل عامين وليس في موازناتهم نصف الملايين التي رصدت من أجل مشروع صرف صحي اكتشفنا بشهادتكم أن ثلاثة أرباع هذه المدينة لا تعرف مواسيره. لا توجد مدينة في الدنيا تضع فضلاتها في بحيرة صناعية إلا هذه العروس وفي الاسم بعض المفارقة ليبقى السؤال المر: كم مر على مشاريع هذه المدينة من الملايين وأين ذهبت وكم صرف منها وأين الفارق؟ السؤال الذي يحسم كل الأسئلة: كم عمر هذه البحيرة وكم أميناً ووكيلاً مر على الكرسي وهي في شرق المدينة؟