إخواني الكرام
على خلفية ما كـُتب هنا عن جمعية رضوى الخيرية النسائية وأنها توزع المعونات التي وصلتها مؤخرا بالواسطة إلى غير ذلك مما ذكره المتداخلون ...
أرجو أن تتسع صدوركم لما سوف أقوله وأنا أعلم أن كل عضو كتب في هذا الموضوع ينطلق في كتابته من حبه للمواطنين ورغبته في أن تصل هذه المكرمة لمستحقيها على الوجه الأكمل ، وإذا كانت هذه رغبتنا كأعضاء ونحن بعيدون عن العمل التطوعي وغير مدركين للآلية التي يتم بها فإنني أجزم أن العاملين أو العاملات في هذا المجال أكثر منا حرصا وتقصيا بحكم مسؤوليتهم التطوعية التي نذروا أنفسهم لها رغبة في خدمة المجتمع وسعيا لمنفعة أفراده ، وكل خير أو مكرمة ترد إليهم لا شك أن لهم الدور الأكبر في وصولها عن طريق التعريف أولا ثم الإشراف والمتابعة والتوزيع ، ولو لم يكن لهذه الجمعية اسم موثوق به لما وصلت إليهم هذه المكرمات والمعونات ، ولذلك فإننا يجب أن نربأ بأنفسنا عن أن نطلق التهم جزافا دون تثبت فوجود الزحام أمام بوابة الجمعية ، أو وجود بعض السيارات التي تحمل بعض الأرزاق وتذهب بها إلى بعض الجهات أو حتى وجود محتاجين لم يحصلوا على حصتهم ليس مبررا بأن نصم القائمين عليها بعدم العدالة في التوزيع لأن الزحام مع وجود مكرمة كهذه يسعى الكل للحصول عليها أمر طبيعي ، ويدخل فيه من يستحق ومن لا يستحق بما يصعب أمر القائمين عليها في المتابعة والتقصي
وإنه لمما يحز في النفس أن يقوم شخص بعمل تطوعي يهدف من ورائه الخير للبلاد والعباد فيتعرض للتشكيك في نزاهته والطعن في ذمته .. وهو لا يريد جزاء ولا شكورا من أحد ولكنه أيضا لا يريد أن يتعرض للقذف والتشهير فهذا أمر في منتهى القسوة ولا يعرف وقعه إلا من جربه ، ونحن قوم في مجملنا مولعون للأسف الشديد بإلصاق التهم بكل من يتصدى لعمل عام دون مقابل فالتهمة الجاهزة دائما أنه لو لم يروم فائدة أو يسعى لمصلحة لما قام بهذا العمل المجاني ومن يقول بهذا الكلام غابت عنه حتما كل القيم الإنسانية والمبادئ الشريفة التي ينظر إليها بعض الناس على أنها أغلى من المال ويجدون في القيام بها راحة ومتعة ، فما أجمل من أن تمسح دمعة يتيم أو تدخل الفرحة على قلب أرملة أو مطلقة أو تأسو قلب منكسر أو تتعهد بالرعاية فقيرا هذا هو ما يدفعهم للقيام بهذه الأعمال لا ما يجنونه من ورائها من مصلحة بل أنهم لا يجنون إلا التعب والمعاناة والتعرض لألسنة الجحود .. وأخشى إن استمررنا في هذا السلوك ألا نجد من يقوم بعمل تطوعي تجنبا لما يناله من أذى وعندها سيتعرض فقراؤنا ومساكيننا ومعوزونا لأذى أين منه الأذى الذي ينالهم من عدم الحصول على معونة بسبب الزحام فهذه إن فاتتهم هذه المرة فسينالوها في مرات قادمة والخير موجود ومتصل إن شاء الله .. ولكن إن أغلقت الجمعية أبوابها وعزف المتطوعون عن القيام بأعبائها فمن ذا الذي سيوصل لها التبرعات ومن ذا الذي يخصها بالمكرمات .. إننا بهذا نجني على أنفسنا وعلى المحتاجين منا وسوف نبوء بالذنوب من جراء القذف أولا ثم من جراء حرمان المستحقين حقهم من أموال الميسورين
إننا يجب أن ننآى بأنفسنا عن هذا .. ولو أن ذلك حدث فعلا وهذا وارد لحالات معدودة لا يمكن أن تكون مقياسا عاما فإن عرض هذا الأمر لا ينبغي أن يتم عن طريق المنتديات وإنما هناك جهات مختصة بهذا الشأن يذهب إليها المتضرر ويثبت حالته وينال حقه بطريقة أولى من هذه الطريقة
و لا بد في هذا المقام من الإشارة إلى التوضيح الذي وردنا من إدارة جمعية البر والخدمات الخيرية بينبع بأنها غير معنية بهذه المكرمة وأن أمر توزيعها ليس منوطا بها ، وبهذا برأت ساحتها من هذه الإشكالية وهو أمر نحمده لها ونشكرها عليها وقد عرضناه في الرابط السابق .. ولكن الاتهام الآن اصبح موجها ومنحصرا في جمعية رضوى للخدمات الخيرية وأنا أرى عدم صحته وكثير غيري ، ولكن هذا لا يكفى ، كنت أتمنى لوقامت إدارة جمعية رضوى بتوضيح موقفها بإيضاح مماثل كما فعلت جمعية البر .. إذ لا يكفي كمحتسب أن تقوم بما أنت مقتنع به فقط بل لا بد من أن تدافع عن موقفك وتنفي عنه التهم وتوضح من تصرفاتك ما ينفض غبار اللبس ويقطع ألسنة المتقولين
أما جمعية رضوى للخدمات الخيرية فقد زرتها عرضا مع زميلي الأستاذ أبو سفيان عندما رافقنا سعادة مدير تعليم البنات الأستاذ حامد السلمي وهو يتفقد استعدادات حفل التوعية الإسلامية وكانت فرصة لنا لأن نتجول في مرافق الجمعية ونطلع على ما تحويه من مرافق وإمكانات والدهشة تمتلك حواسنا من روعة ما نشاهده .. و الشاهد في هذا المقام والذي لفت نظرنا حقا أن القائمات على الجمعية قد سجلن شكرهن لرئيسة الجمعية في لوحة فنية رائعة يعترفن فيه بجهودها ويسألن الله لها الأجر والثواب ، وعندما سألنا الأستاذ عبد العزيز القرافي مساعد مدير تعليم البنات عنها أثنى عليها بما تستحقه وقال عنها كلاما طيبا وأبدى لنا من إخلاصها وحماسها ومتابعتها للأعمال الخيرية ودعمها لها وتبرعاتها الكثيرة ما دفعنا جميعا إلى أن ندعو لها ونتمنى لها التوفيق وكذلك قال الأستاذ سعد أحمد قروان كلاما مثل ذلك والأمة لا تجتمع على باطل ولذلك لا ينبغي لمن هذا ديدنه أن يكون جزاءه منا الجحود والنكران أو القول دون تثبت لا في هذا الموضوع فحسب ولكن في كل أمر مشابه
المفضلات