هل تعلم ماذا فعلت بمصير هذا الطفل؟ لا أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل في كل طبيب لا يقوم بواجبه بشكل سليم، لم نفهم بالبداية ما معنى شلل دماغي، وما معني ضمور خلايا الدماغ وما معنى أن يكون ذوي احتياجات خاصة----- لكن وضعنا في عين الاعتبار أنا ووالده أننا يجب أن نرعاه الرعاية الصحيحة وان نعطيه كل محبتنا وان نعطيه كل رعايتنا---- فوضعناه في أفضل المراكز وشاركناه في كل مرحلة من مراحل حياتنا وخصوصا الاجتماعية---- فهو فرد كباقي الأفراد ----- والطفل والحمد لله في حالة تحسن الآن ---- ولكن إصابته قبل ستة شهور تشنجات وهى عبارة عن نوبات صرع، رأيت فيها طفلي ينهار من جديد، ولم اعلم ماذا يحدث له، وصرت ابحث عن طبيب للأعصاب من مستشفى إلي مستشفي، ومن غرفة إلى غرفه داخل المستشفيات، وحين وجدته قال لي خذي موعد بالمستشفى الخاص بالوافدين----- فسألت الطبيب ماذا يحدث للطفل اجبني؟ فلا حياة لمن تنادي فوضعت له واسطات للدخول عنده، ولما أتى دوري أراد تحويلي إلى شخص أخر، وأنا في أمس الحاجة لسماعه فرفضت، وعندما دخلت لم يراعي ما تأثير الكلام السلبي الذي قاله عن طفلي علي ---- فهو مجرد طبيب خالي من أي إحساس أو مشاعر بسبب مشاغله أو بسبب التزامه بالدوام لا أكثر ----- لا يراعي أحاسيس الأمهات ولا يعطيهم الأمل ----- بل هو شخص لا يريد القيام بواجبه بذمه وضمير ----- وهو في رأيه انه طفل غير قادر على العطاء فهو مشلول فكريا وحركيا (فماذا أيها الطبيب لو كان لديك طفل مثل طفلي ؟ هل ستعامله بنفس الطريقة أيها الطبيب الرحيم؟؟
وهل يعلم بقيه الأطباء ماذا يعني هذا الطفل بالنسبة لامه ؟هل يعرفون انه مجرد طفل مريض بطيء التعلم يحتاج إلى فترة أطول من الطفل العادي للتعلم ------ فكل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم المهارات والذكاء والإدراك، وإنما يحتاجون إلى رعاية كالرعاية التي وجدتها في هذا المركز الذي لدى كل معالج من المعا لجين الأخلاق في البداية والضمير، وحبهم لرؤية هذا الطفل يتعافى فإذا كان هذا حال الأطباء فما رأي المجتمع بهؤلاء الأطفال الذي يبقى مصيرهم مجهول؟؟ فامنحوهم الفرصة لتتعرفوا عليهم...

مسك الختام:
نشكر الأخوة الكرام على كلماتهم و على مشاركتهم معنا في باب ضياء الأمل في مجلة حطة، و أتمنى من الله أن يشفي أبناءنا و بناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، و أن يلهم أسرهم الصبر و السلوان.....فهذه صرخات الآباء و الأمهات، بما قد حوى نار الحزن و الغضب في صدورهم، راجين من الناس و المجتمع من حولهم الإحسان لهم، لا الشفقة عليهم... و أتمنى و من كل قلبي...أن لا يمر هذا الموضوع مرور الكرام على القارىء و على المطلع عليه، بل علينا جميعا أن نحس بهم، و نرأف لحالهم، لأنهم أبناء المجتمع، و إخوتنا، و هم بحاجة إلى أكثر من يد واحد لدعمهم..
و السؤال المنطقي في المؤسسات ----- هل ستلقى صرخات و شجون أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون و يتألمون و يحترقون من الداخل الإجابة و الاستجابة؟
وهل ستلتفت الدور و المؤسسات و المراكز التعليمية و الوزارة و الأطباء لهذه الصرخة، من أجل الإمعان في التفكير بتعليم و تقديم ما يمكن تقديمه العلاج الوفير لهذه الفئة المحرومة من حقها؟
وهل من خلال هذه الكلمات سيفكر أفراد المجتمع من جديد، و سيسعون إلى تغيير نمط تعاملهم مع هذه الفئة؟؟؟
آمل و من كل قلبي...أن لا يفشل أولو الأمر و الجهات الخاصة و المسؤولين في الإجابة على هذه التساؤلات!!!!
المصدر - مجلة العلوم الاجتماعية