رابعا: من سنتين الى ثلاث سنوات:
من سنتين الى ثلاث سنوات.
أصبح الطفل الآن متفتح الذهن يجدر بنا أن نبدأ في تحفيظه بعض سور القرآن الكريم كالفاتحة والكوثر والعصر.. الخ. ولا يستهين أحد بقدرة الأولاد الصغار على الحفظ فإن الواقع المشاهد يدل على أن لدى الأولاد قدرة كبيرة على الالتقاط والحفظ تفوق الكبار وقديما قيل ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر ). ويدخل في هذا الباب تحفيظ الطفل بعض الأناشيد الدينية التي تذكر بالخالق وهي بحمد لله كثيرة ومتداولة مثل: ( الله رب الخلق، أمدنا بالرزق ) ومثل ( من علم العصفور أن يبني عشاً في الشجر، الله قد علمه وبالهدى جمله )... الخ. يجب علينا أن لا نشك في قدراتهم على الحفظ ثم نترك لهم فرصة كثير من الأغاني التافهة أو السيئة.
لا يفوتنا أن نشير الى أمر مهم جداً وهو أن الطفل يحب القصص ويميل إليها ميلاً شديداً وهذه القصص يمكن أن تكون أوعية لكثير من المفاهيم والمثل التي تنتقل إلى الأطفال انتقالاً هادئاً وترسخ في نفوسهم وأذهانهم. ومن المؤسف أن كثيراً من الأمهات أو الآباء إذا أرادوا أن يقصوا على أبنائهم حكاية تجر النوم الى عيونهم حكوا لهم قصة عن الجني أو البعبع أو الغول وقد يحرص الآباء أحياناً حرصا أكيدا على سرد مثل هذه القصص السخيفة المخيفة وذلك لتخويف الصغار ودفعهم إلى النوم. أن سرد مثل هذه القصص جريمة كبيرة يرتكبها الآباء في حق أبنائهم لأنها تزرع الخوف في نفوسهم وتجعل هذه النفوس مرعوبة معتزة وتنشأ على ذلك شخصيات مصابة بالجبن والفزع والخوف تخشى من الظلام وتخاف الخروج في الليل من غرفة الى أخرى أو النوم وحيده في غرفتها وتراها تتخيل في كل ما تراه صوراً خيالية لتلك المفاهيم المخيفة ( غول، بعبع، كلب، دب ) فإذا نامت استيقظت من نومها فزعة تصرخ وتصيح وتبكي مسببه لنفسها وأبويها مشكلة يعسر التعامل معها وتتكرر كل يوم تقريباً. ولا يخفي على أحد لو ترك الآباء والأمهات أبنائهم للتلفزيون وما يحمله من أفلام مرعبة تخيف الكبير قبل الصغير فأنه يبث فيهم بذور الخوف والقلق. فليتق الله أصحاب تلك الأفلام والوالدين في أبنائنا فليس هناك خسارة في الدنيا أعظم من أن نخسر أولادنا فيصبحوا شخصيات مهزوزة مرعوبة طرية هشه! البديل: أن نروي لأطفالنا قصص خفيفة عن الحيوانات الأليفة كالدجاج والأرانب والعصافير والطيور فنربط الطفل بمجتمعه وبأمور مشاهدة ونحرص على أن نجعل هذه القصص ذات أهداف دينية وخلقية.. ويمكن أن ننطلق الى قصص أطفال مروا في تاريخنا العربي الإسلامي والى قصص الأنبياء و الصحابة تلك القصص التي تبعث روح العزة والفخر والصبر في سبيل الله والتضحية وتزرع مكارم الأخلاق ومبادئ الإسلام. على الأب أن يصطحب أبناءه الى المسجد ويجعلهم بجانبه حتى تتحقق نفس الغاية. ولا يخفى أن هذه الممارسة تترك في نفس الصغير أثراً عميقاً لا يزول..وأن يعلمه أدب الدخول الى المسجد والحرص على نظافة بدنه والمكان الذي يصلي فيه.. ويعلمه كيفية احترام بيت الله وعدم الإزعاج والصراخ. يصبح الطفل في هذا السن مؤهلاً أن يرسله والديه الى الحضانة ولكن وللأسف نرى أن البعض من الآباء والأمهات يحرصون على إرسال أبنائهم الى المدارس الأجنبية لتعليمهم اللغة وهذا مطلب دنيوي فقط يدفع في سبيله المال والجهد ولا يخلو هذا الحرص من ضرر كبير على الولد قد ينتبه له الأب أو لا ينتبه. ولا يخفى على أحد أن غالبية هذه المدارس تبشيرية غايتها محو العقيدة الإسلامية من نفوس الناشئة.. لا بأس بإدخال الأبناء الى المدارس الوطنية وهناك روض ومدارس افتتحت مؤخراً تعني بالعقيدة الإسلامية وبتدريس جيد للغات الأجنبية وذلك ليفوتوا الفرصة على الجمعيات والمدارس التبشيرية.