في ساعة متأخرة من الليل دق جرس الهاتف ، فتناولت السماعة وإذا بصوت يمليني هذه الكسرة ...
كفـــي بـكا واستكفـي نــوح.......يا قلوب مالك معه صــــالح
لا توسعين الجروح اجروح.......ولا تعمقيـــنه مع الجـــارح
ويطلب مني التعليق عليها ، والإبحار معها في اتجاه عودة الرديح إلى لياليه الخالدة ، فطلبت منه مقابلتي صباحا على عنواني عنده ، بدعوة دعني أنظر إليك أتفرس ملامحك لمعرفة صدق توجهك .
ولأعلق بعدها بأكثر من حاسة ــ السمع والبصر ــ وهو ما يعمد إليه حديثا كأسلوب من الأساليب الجيدة المتبعة في الوصول إلى حقيقة ما .
ولأقرأ في خطوطه قول الشاعر :
ولي من طموحي عناء كبير........أســاريــر وجهــي بــه ناطــقــه
وجاءني في الموعد ، فأدركت ما يرمي إليه ، وبما أسمح لنفسي التعليق عليه بالقول ..
ليت أنـّا تعيـــــدنا الأسبــــاب........المســــاء الجميــــل والأحبــــاب
وانتهت المقابلة ، ولا أدري مدى قناعته ، ولكن الشيء الذي عرفته وأدركته أنه خرج متمما بالقول ..
عازف وشـــاعر وبحـــريه..........من دونهم ما يتكامل لعـــب
بالعون حــــــاله كماليــــــه..........نريـــدها بالمصـــافى حــب
بعد أن ترك رسالة موجهة حـمـّـلني أمانة الوصول بها ، وطلب مني التصريح لا التلميح ، وقد كفاني الشاعر الكبير نزار قباني مشقة إيرادها وأجدها ملخصة في ثنايا بيته الخالد ..
أنا مع الحب حــين يقتــلني........متى تخليت عن عشقي فليس أنا