................... دخيل الله بن مازن القبساني ...........................

وأعزف على وتر المشاجاة مقطوعة من النغم القديم تقرر حالة من التقارب الوجداني خلدت من القليل الكثير لشاعر تمرد على كل الذين ينظرون للكسرة ويكتبون عنها هو دخيل الله بن مازن القبساني .
يجسدها صورة لأحاسيس الأحاسيس ، وشعر المشاعر المرهفة ..

يا من فقلبي رسم له سـاس........ما غـــيرهم حي يشقيـنـا
القـلب للقـلب يعـطي ماس.........لـو إنـه البعــــــد ناحيـنا

ظل ذلك النغم المتفرد يكتب نفسه في ذاكرة الحس بالكسرة وسطر خلود حرفه على الشفاه المحبة لها .
في ليلة السؤال .. كيف يشق الهوى حجب النفس ليصل إلى شغاف القلوب ؟.. يسأله الكرنب ..
كيف الهوى سار له مسلك ....... يسعى المسا والصباح يطوف
والقــلب محجــوز ومــدرك.......بين العضا والضلوع صفوف
ليلغي مسألة الظن فيه إلى اليقين ..
ما آظن يخفــــى على مثلك.......الله خـلقــلك نــظـر وتشـــوف
إن كان مــاهي طبيعــة لــك.......يجري مجاري الدما فالجوف
صرخ ساعتها طبيب المدينة .. من علم هذا البدوي بالدورة الدموية .. لولا عبقرية البادية وفطنة (السويق) من ينبع النخل قريته التي ولد ونشأ فيها شاعرا ملأ جنبات الكسرة برقة معانيه وانطلاقة حرفه على مساحة شكلت في مضمونها القاسم الأكبر لرواج الكسرة وسريانها ..
شأنه شأن مجموعة من الشعراء العباقرة .. لم يمهله الموت توفي وهو في ريعان شبابه .. يذكرني بأبي القاسم الشابي من تونس ، والتيجاني بشير وإبراهيم الحجي ، أتعبته غربة الروح يختصر معاناتها ..

الكـــــل فــي ديــرتــه راقـي........وآنــا غــرامــي مــعــنــيني
ما ادري من العمر وش باقي........حتى الأمــل فيه يكفـــــيني
ومن ذلك قوله ..
لا وابي إلا نــحــو وانــحــــيت.......وبعـــد الملايـــــــم تنــاحيــنا
ونّــــوا وانا مثـــــلهم ونــيــــت......ومــن البــكــا كلنا ازريـــنــــا

رحلة مع الحرف سافرها الكثيرون ممن وقفوا على شعره .. ولعالم من الكسرة اجتمعت فيه خصيصة القوة وظاهرة التطريب ..
أبحر معه هنا وعلى مساحة اعتذر معها عن الإيجاز حوله لألم غربة شعره وشتات ما تناثر منه إبحارا لا أوفيه ...