عودة الى يوميات الرحلة:
ثم دخلنا سوق السويق وبحثنا عن الدكاكين القديمة لعلنا نجد مايذكرنا بالحجاج وما ذكروه عن بضايع ينبع, ولم يخيب السوق آمالنا ,دخلنا المحل الأول وهو كبير وبه كل مايخطر على البال مما يحتاجه المسافر والمقيم وخاصة الاشياء الشعبية و ينفرد ببضائع نادرة منها أواني بأحجام عجيبة تكفي البعير كاملاً..وأعشاب طبية مجففة من ضمنها ثمر المقل (الدوم ) ويقول البائع انه يستخدم لعلاج الضغط, وهناك ادوات الطبخ والسكاكين القديمة وأطرف ماعنده براقع بدوية بأشكال مميزة.حتى الربابة والسمسمية


ثم مررنا دكان قديم جداً رأيت وجه صاحبه فلم أتمالك الا ان اوقف السيارة واذهب للسلام عليه…انه شيخ كبير ذو ابتسامة جذابه ودكانه شعبي صغير جداً لكنه حافل بالبضائع المميزة..


سألته
-ياعم وش الشي المميز عندكم في ينبع
-عندنا مشهور الحنّأ والملوخية والعسل والتمر
-حناء؟
-حناء يجون يشترونه من جدة
بالطبع اشترينا لأهالينا من هذا الحناء المشهور…و شاهدت كسر يابسة صفراء فسألته :وهذي وشهي؟
-قُط
-نعم؟
-قط
-مافهمت؟
-انتم الشروق تسمونه “بجُل”
-آه عرفت انت تقصد أقط وبقل
-نعم
ضحكنا على اختلاف النطق هذا..
-ليش لونه مصفر كذا؟
-الغنم ماتاكل رعي ..شعير وعلف (أعجبتني صراحته)
-والعسل كيف
-أحسن عسل… عندنا عسل جبل رضوى
-بكم؟
-ذكر مبلغ كبيراً جداً فتركنا موضوع العسل
-وش عندك بعد من انتاج ينبع؟
-تمر برني

-وبسرعة جلب علبة تمر 14كيلو وذقنا منها فأعجبنا
-أخاف ان أسفله غير أعلاه
-بسرعة الشباب قلب علبة التمر
-هاه شوف كيف!
-الحقيقة منظر التمر وطعمه كانا رائعين فاشترينا من التمر وودعنا هذا الشايب اللطيف الذي نسينا أسمه للأسف

-الله يزوجك يا عم!
-لا ياولدي خلاص!! بس ادعوا لي بطولة العمر
-الله يطول عمرك على الطاعة!
——–
مثل الحجاج فيما مضى خرجنا من سوق ينبع بأكياس عديدة من الحناء والملوخية المجففة وتمر البرني وابو محمد كاد ان يقضم كسر يابسة ظنها اقط لكن البائع قال انها علاج للغنم
اما الحناء فقد اخبرتنا الأمهات حفظهن الله انه ممتاز وأفصل حناء عرفنه وهذه الشهرة قديمة ذكرها المقدسي من القرن الرابع حين عدد خصائص كل اقليم وما يتميز به فقال ومسان ينبع وحنائها. والمسن كان يقطع من جبل رضوى.
اما تجربتنا للملوخية المجففة فهي عادية,وبالنسبة للتمر البرني فقد صار تمرنا اليومي لباقي الرحلة وفي الرياض وفضلناه على السكري, والحق انه تمر فاخر من الدرجة الأولى وهو يشبه تمر الصقعي لكنه ألذ وقوامه علكي وبارد على الكبد.
بحثنا عن اثار قنوات خرزية (فقار) كنت شاهدتها قرب السويق بقوقل الأرض لكن لم استطع مشاهدتها على الواقع لكثر العبث في المكان والمخلفات.
, ثم أكملنا تجوالنا ونمر ببيوت مهجورة وقرى داثرة والحقيقة ان بلاد ينبع تشبه بلاد الأفلاج في كثرة اثار الحصون والمزارع المهجورة والبيوت المتهدمة والعيون اليابسة ونفس الذي قلناه عن الأفلاج ينطبق على ينبع فكل هذا يدل على 1-بلاد خصبة ومياه وافرة. 2- فتن وتطاحن بين القرى والحكام عبر القرون.

تتابع المحل في حالة ينبع النخل قد يؤدي الى جفاف العيون وهلاك الزرع
———————
سلكنا طريق معبد يخرج غرباً واللوحة تشير الى قريتين هما مدسوس والبقاع.
مدسوس قرية مهجورة لكن اثارها تدل على مجد سابق وازدهار قوي وليس لدينا معلومات عن تاريخها الا أن الجزيري عدها مأهولة في عهده (القرن العاشر)


اهم مكونات الاثار:قلعة خماسية على رأس الجبل تعطي منظر شامل لكامل المنطقة


اثار لنظام مائي محكم بنيت القنوات فيه من الحجارة المدورة الملونة برص دقيق بدون مونة,ويبدو ان المياه كانت تقسم الى سواقي ثم تتوزع على المزارع وهناك اثار خرزيه لكنها مندفنة


قضينا وقتاً طويلاً في هذه القرية المهجورة التي تستحق الاهتمام من قبل هيئة الاثار .كان الوقت بعد الظهر حين ناقشنا خطتنا لهذا اليوم,وان كان الحجاج يقضون 3 ايام راحة في ينبع فإن ظروفنا لا تسمح بمثل هذا ومن الواضح ان ينبع تستحق رحلة خاصة ونحن ملزمين ان نكمل أهداف رحلتنا وهو تتبع درب الحج المصري فآن لنا ان نودع ينبع النخل الى حين.
كان اعضاء الفريق مجمعين على ان يكون الغداء سمك طازج مشوي والبحر قريب مطبقين قول الشاعر

تلفي قراقيره بالعقر واقفة
والضب والنون والملاح والحادي
وفي ينبع البحر حققنا هذا بسمك مشوي طازج قبل ان نواصل المحطة الحجاج القادمة وهي “بدر” نسأل الله العون.
يتبع ان شاء الله


فريق الصحراء في 14-12-1430
أحمد محمد الدامغ,زياد السعيد,سعد السليمان,سامي بن عبدالمحسن وكتب البحث عبدالله عبالعزيز السعيد


This entry was posted in درب الحج المصري. Bookmark the permalink.