بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة معارضة لقصيدة الشاعر الأندلسي الوزير أبي الوليد أحمد بن زيدون النونية في التشوق إلى محبوبته ولادة بنت المستكفي الأموي والتي مطلعها :
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا ** وناب عن طيب لقيانا تجافينا
أرى الرياض
يا من تذكر شوقاً رمل يبرينا ** وحن في لحظة الذكرى لدارينا
أنا إلى نجد الفيحاء تجذبني ** لواعج الشوق في أفياء ماضينا
أرى الرياض لها في القلب منزلة ** دنيا تتاخم في أمجادها دينا
يا باسم البرق من أنحائها لمعت ** أنواره أشرقت منها دياجينا
مواسم الغيث هل حلت مواعدها ** تسقي رياض الحمى فيها وتسقينا
فينبت الشيح والقيصوم مزدهراً ** وتزهر الأرض ورداً أو رياحينا
ويا نسيم الصبا إن جئت منتشياً ** بالله أن تحمل الريا لوادينا
لعل ريح الخزامي من جوانبها ** يأتي لنا حاملاً عطراً ونسرينا
وأعذب الماء يجري في خمائلها ** أضحى بطول النوى مشروبنا طينا
ويبرز المصمك العالي ببنيته ** عجلان في بابه أبقى براهينا
عبد العزيز الذي قد عاد مفتتحاً ** يجوب في عتمة الليل الميادينا
يقول في فجر يوم قد أضاء له ** موروث آبائنا يبقي بأيدينا
الملك لله رب العرش خالقنا ** وثم عبد العزيز الصقر والينا
أتى سعود وأوفى فيصل سلفاً ** وخالد بعده فهد مضوا فينا
واليوم في طاعة الرحمن يجمعنا ** حمى أبي متعب طابت ليالينا
أدامه الله للإسلام قاطبة ** تضمنا كفه والله حامينا
أبناء عبد العزيز الفذ أجمعهم ** على جناح العلا كانوا شياهينا
وفي سنى الشعر أعشى عدت أذكره ** منفوحة خلدت أشعاره حينا
صناجة صوته عذب ينغمه ** ويملاً الكون تطريباً وتلحينا
مع المحلق وافانا له خبر ** جاءت به صفحة التاريخ تبيينا
بالحول لم تبق بنت وهي عازبة ** لهن قد أقبل الخطاب راجينا
أقول والشوق تضنيني لواعجه ** لمن غدا حبها يسبي الملايينا
يا قبلة الشرق في علم وفي أدب ** تبقين للدين والدنيا عناوينا
المفضلات