حياك الله أخي نجم الشمال
شرفتني بقراءتك للموضوع المتواضع ، ثم زدتني شرفاً بالتعليق عليه ، فرفع الله قدرك ، وزادك فطنه وتوفيقا.
أخي الفاضل لا يخلوا مجتمع أي مجتمع مما قلت ، وهي ظاهرة مزرية بدت تأخذ في الاتساع عندنا ، والواقع أن تلك المشاحنات تنطلق غالباً من الوسائل الإعلاميه و المفترض بل اللازم عدم الخوض فيما لا ينبغي أن يخوض فيه إلا العقلاء من الرجال ، كي لا تتقد نارها ويؤجج أوارها ، فالأسباب تبدأ يا صاحبي هكذا بالتوجه إلي إشعال الأمر المتناهي في البساطة عبر تلك الوسائل الإعلاميه بحجة السبق أو إظهار الحق وما إلي ذلك ، ويقوم على تلك مندفعون لا يزنون الأمور بميزان الدين فالعقل ثم حب الخير بين الناس وسلامة المجتمع مما يطال أفراده من ضغينه جراء صنيعهم، فما ظنك إن تصدّر لإدارة تلك الوسائل والبث فيها صغار الأسنان والعقول ، ما هي النتيجة بظنك ؟؟
أمور يضحك الجهال منها . . . يبكي من عواقبها الحليم

أخشى أن نفقد ذلك الرجل الينبعي البسيط ، وأخشى أن تكون التعاملات بين أبناء مجتمع ينبع تتجه نحو هتك قيم هذا المجتمع المتآلف ، ومس صبغته التي تنطلق في البساطة ، ومساس تلك الروح الجميلة ، وما تلك إلا تبعه من تبعات استخدام نعمة التقنية الحديثة في غير مسارها الأنسب ، وهي التي أخذت تمتد مداً قصياً ، وتتسع اتساعاً واسعاً على غير انضباط وحسن تقدير ، ففرض الواقع الافتراضي الذي أضحي يحيط بالمرء عبر هذه المشاركات الإلكترونية ما فرض ، و أضفى حياة أخرى يجد بها الوالج إليها مصلحة نفسه ، وينأى بها عن الواقع الحقيقي وما يفترض أن يكون عليه.

على كل حال مازالت الأمور في ظني بخير ولكن بوادر تلوح ومعطيات مشاهده بحاجة إلي مستنبط يستدرك عبر الأدوات العلمية والطرق الممنهجة ما يحتاج إلي إستدراك ، ويقرأ الواقع الإجتماعي وما طرأ عليه ، ويبلج دواعي الاعوجاج لإعادة استقامته لئلا نفقد ذلك الرجل الينبعي البسيط الذي يمتاز بالروح المرحه ، أما سمعت القصة ، القصة التي ذكرها الشيخ حمد الجاسر رحمه الرحمن في كتاب " من سوانح الذكريات " والتي تجلى صورة الرجل الينبعي البسيط في ذلك الوقت والتي هي مدار حديثنا هذا
سأل ينبعي رجل آخر قدم من مدينة اصطنبول :
اصطنبول فيها منارة ؟ فأجاب فيها منارة
وفيها زبارة؟ نعم ، فيها زبارة
وفيها بنبور؟ وفيها بنبور
وفيها قطيرة ؟ نعم وفيها قطيرة .

فقال السائل الينبعي : اصطنبول ينبعك والسلام !!.

السلام نبثه للجميع ..