أخي / أبو زهرة : أولا شكرا للمتداخلين ؛ أستاذنا وشاعرنا / مصطفى زقزوق وللأخ العزيز / مشعل الشريف وأنا أؤيد ما رجحه أديبنا الشاعر / مصطفى زقزوق حيث أنني أحفظ هذا البيت كما أوردته في سؤالك وبالأخص في شطره الثاني :
( ولكن أخلاق الرجال تضيق )
ومن المعروف أن ( الأخلاق ) هي التي غالبا ما تضيق أما (الأحلام ) فهي متسعة جدا عند كل الناس غنيهم وفقيرهم وهذا ما يرجح صحة البيت بالأخلاق وليس بالأحلام ..
ومن خلال البحث وجدتُ أن البعض يستخدم لفظة (الأحلام ) لتخدم موضوعا هو يقصده ، ولكن في المراجع المعتمدة المؤكد هو كلمة ( الأخلاق )
وهذا ما نجده في كتاب ( المفضليات) وهو من أجمل الكتب الشعرية ؛ عُرفت بالمفضليات نسبةً إلى جامعها المفضل الضبي المتوفى سنة 164هـ ، وكما ورد فيه فإن مجموع شعراء المفضليات 67 شاعراً منهم 47 شاعراً من، شعراء الجاهلية و14 من المخضرمين و6 من الإسلاميين ، ومن ضمنها قصيدة عمرو بن أهتم بن السعدي التميمي وهو شاعر مخضرم وفد مع وفد قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أصغرهم، فأجازه كما أجاز كبارهم، وستجد جواب سؤالك ضمن هذه القصيدة التي نظمت بلغة راقية جدا :
[poem=font="Simplified Arabic,6,#001CFF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="solid,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

أَلاَ طَرَقَتْ أَسْماءُ وَهْـيَ طَـرُوقُ=وبانَتْ على أَنَّ الـخَـيالَ يَشُـوقُ

بِحاجَةِ مَـحْـزُونٍ كـأَنَّ فـؤادَهُ=جَناحٌ وَهَى عَظْماهُ فَهْوَ خَفُـوقُ

وهانَ على أَسماءَ أَنْ شَطَّتِ النَّوَى=يَحِـنُّ الـيهـا وَالِـهٌ ويَتُــوقُ

ذَرينِي فإِنَّ البُـخْـلَ يَا أُمَّ هَـيثْـمٍ=لِصَالِحِ أَخلاقِ الرِّجـالِ سَـرُوقُ

ذَرينِي وحُطِّي في هَوَاى فإِنَّـنِـي=علي الحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفِيعِ شَفِيقُ

وإِنِّي كريمٌ ذُو عِيالٍ تـهِـمُّـنِـي=نَوَائِبُ يَغْشَى رُزْؤُها وحُـقُـوقُ

ومُسْتنْبِحٍ بعدَ الـهُـدُوءِ دَعْـوَتُـهُ=وقد حانَ من نَجْم الشِّتاءِ خُفُـوقُ

يُعالِجُ عِرْنيناً مـنَ الـلَّـيلِ بـارداً=تَلُـفُّ رِياحٌ ثَـوْبَـهُ وبُــرُوقُ

تَأَلَّقُ في عَيْنٍ منَ الـمُـزْنِ وادِقٍلهُ=هَيْدَبٌ دَانِي السَّحَـابِ دَفُـوقُ

أَضَفْتُ فلم أُفْحِشْ عليهِ ولـم أَقُـلْ=لأَِحْرِمَهُ: إِنَّ المكـانَ مَـضِـيقُ

فَقلْتُ لهُ: أَهلاً وسهلاً ومَرحـبـاً=فهذا صَبُـوحٌ راهِـنٌ وصَـدِيقُ

وقُمتُ إِلى البَرْكِ الهَواجِدِ فاتَّقَـتْ=مقاحِيدُ كُومٌ كالـمَـجَـادِلِ رُوقُ

بأَدْماءَ مِرْباعِ النِّـتـاجِ كـأَنَّـهـا=إِذَا عَرَضَتْ دُونَ العِشارِ فَـنِـيقِ

بِضَرْبةِ ساقٍ أَو بِـنَـجْـلاَءَ ثَـرَّةٍ=لهَا مِن أَمامِ المَنْكَـبَـيْنِ فَـتِـيقُ

وقامَ إِليها الـجَـازِرَانِ فـأَوْفَـدَا=يُطِيرَانِ عَنها الجِلْدَ وَهْيَ تَفْـوقُ

فَجُرَّ إِلينا ضَرْعُها وسَـنَـامُـهـا=وأَزْهَرُ يَحْبُو لِـلـقـيامِ عَـتِـيقُ

بَقِيرٌ جَلاَ بالسَّيفِ عنـهُ غِـشَـاءَهُ=أَخٌ بإِخاءِ الصَّـالِـحِـينَ رَفـيقُ

فَباتَ لَنَا منها وللِضَّيْفِ مَـوْهِـنـا=شِوَاءٌ سَمِينٌ زَاهِـقٌ وغَـبـوقُ

وبَاتَ لهُ دُونَ الصَّبَا وهْـيَ قَـرَّةٌ=لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَـاءِ رَقِـيقُ

وكلُّ كَرِيم يَتَّقِي الذَّمَّ بـالـقِـرَى=لِلخَيْرِ بينَ الصّالحـينَ طَـريقُ

لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْـلِـهَـا=ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجـالِ تَـضـيقُ

نَمَتْنِي عُرُوقٌ من زُرَارَةَ لِلْعُـلَـى=ومنْ فَـدَكِـيٍّ والأَشَـدِّ عُـرُوقُ

مكارِمُ يَجْعَلْنَ الفَتَـى فـي أَرومَةٍ=يَفَاعٍ، وبعضُ الـوالِـدِينَ دَقِـيقُ[/poem]