المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية - الولد اليافع



أبوماجد
07-08-2002, 07:48 AM
التربية التعليمية
بينا سابقاً أن من المهم أن يحرص الأبوين على تعميق العبودية لله عز وجل في نفس ولديهما فينتهز الأب مثلاً فرصة تتقدم الأم بها الى ولده بشيء يحبه من هدية أو طعام أو كساء أو مال فيسأل ابنه: ما هو الواجب الذي يترتب على الولد تجاه أمه؟ ويأخذ بيده إلى معنى الشكر والاعتراف بالجميل ثم ينتقل الأب بولده إلى دائرة الشكر لله عز وجل فيسأل ولده عن رأيه بعينيه وهل هما غاليتان عليه وهل يمكن أن يوازيهما شئ في الوجود وكذا يسأله عن أذنيه ولسانه ويديه ورجليه حتى يتعمق في نفس الطفل الإحساس بقيمة هذه الجوارح ثم يطرح على ولده السؤال المناسب وهو:
من أعطانا هذه الجوارح؟ وكيف يمكن أن تكون حياتنا لو فقدناها؟ ويكون الجواب: أن الله هو الذي خلقنا وجاء بنا إلى هذا الوجود وخلق لنا أعضاءنا وجوارحنا وخلق الكون من أجله وسخر لنا وإذا كنا لا نرضى وقد قدمت لنا أمنا هدية إلا أن نشكرها، إليس جدير بنا أن نشكر الله على فضله وكرمه! وإذا كنا نفرد أمنا بالشكر لأنها هي التي قدمت لنا هديتها ولا نرضى أن نشرك معها الجاره فإنه جدير بنا وحقيق ألا نشكر إلا الله المنعم الواحد الحق.
يجب على الأب أن يغرس فكرة العبودية لله عز وجل بشكل عميق في نفس الطفل ويربط بين مظاهر الكون وفكرة العبودية حيث يقدم للطفل توازناً نفسياً رائعاً غير مباشر. ويغرس بالطفل سهولة المراحل التالية.
ازرع الخير فيهم
من أسباب الاعتزاز بالإسلام أن نختار أحد أسماء أبطال الإسلام كخالد بن الوليد أو حمزة بن عبد المطلب أو بلال أو صهيب أو عمر بن الخطاب فنكني أبناءنا بأحد هذه الأسماء ولا ننادي ولدنا إلا بذلك فلا يسمع مثلاً إلا: أقبل يا أبا عمار!، وخذ يا أبا عمار! وأذهب يا أبا عمار! وهكذا.. ونحن في هذه الكنية نسير على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كنى الطفل الصغير فقال له: (يا أبا عمير ما فعل النغير) فضلاً عن أننا نشعر الولد بشخصيته فإذا حدثناه عن سيرة من كنيناه باسمه فقد أغنينا معارفه وزدنا من اعتزازه بدينه وأبطال دينه.
نذكر الآباء بضرورة اصطحاب الأبناء الى الدروس حتى يتعلم ارتياد مجالس العلم ونحن لا ننكر أن هذا السن صغير على مجالس العلم ولكنه إذا أخذ في فترات مختلفة فقد يزرع ذلك في نفسه حب هذه المجالس والتعود عليها وقد يكون ذلك سبيلاً إلى استفادته منها في مستقبل الأيام فإذا ما رأى الوالد عزوفاً من ابنه عن مثل هذه المجالس فيحسن به أن يشجعه ويشد من أزره فإن لم يغن ذلك فلا بأس أن يغض الطرف عنه لأن هذه القضية ستأتي بشكل آكد في المرحلة التالية من عمر الطفل حين تتسع مداركه.
ماذا يمكن أن يقدمه الوالد لأبنائه؟
قد يسهو الولد عن صلاته وقد يتهاون بها وهنا يبرز دور الوالدين كبيراً فإن الوالد إذا استيقظ صباحاً لصلاة الفجر وجب عليه أن يوقظ زوجه وأولاده ومن الخطأ والمحزن أن يأخذ الأب العطف والحنان نحو أبنائه بأن لا إيقاظهم. يحسن بالوالد أن يشرف على وضوء أولاده فيصحح ما أخطئوا فيه وبين لهم ما أنقصوا ويذكر لهم فضل الوضوء بحيث يختار الوقت المناسب لأخبارهم. دعوة الأبناء إلى طلب الأب منهم أن يصطحبونه الى الصلاة في جماعة. ويخض أبنائه على صلاة السنة. عليه أن يصحح لأبنائه صلاتهم ويراقب حركاتهم ليرى أن كانوا يحسنون الصلاة أم لا فإذا وجد خللاً أو نقصاً نبه إليه وبين لهم الأمر الصحيح. بعد الصلاة يجب على الأب أن يجلس مع أبنائه ويجلس أبنائه أمامه ثم يطلب منهم أن يقرؤوا من مصاحفهم ويصحح لهم ما أخطئوا في تلاوته ويسعى شيئاً فشيئاً وبالتدريج في بيان أحكام التجويد والتلاوة. لا بأس بإعطاء الأب مصحفاً لكل واحد منهم يشجعه على التلاوة ثم يعده بالأجر والثواب عند الله ويعده بهدية أو كتب أو ثوب أو ما شابه ذلك. يجدر بالأب أن يقرأ على أبنائه كل يوم إن استطاع حديثاً شريفاً ويشرح لهم معناه مبسطاً فإن لم يستطيع يومياً جعل ذلك غَبّاً أو حسب حالة أولاده وقدرتهم على الاستيعاب. ولا بأس بإدخال دروس السيرة النبوية وسير الصالحين لما فيها من بث النشاط في نفوس الأبناء. هناك من الأبناء الذين لم يتجاوزون العاشرة من يحفظ عشرة أجزاء أو أكثر من القرآن الكريم فلا تتهاونون في قدراتهم.
القاعدة التعليمية
يجب أن تبني قاعدة تعليمية عظيمة في منزلك أصولها لدى الطفل، وذلك بترغيب الطفل من القراءة والمطالعة بإهدائهم الكتب ولا سيما القصص المفيدة. ومن المؤسف أن نرى الآباء يحرصون في هذه الفترة على إحضار المجلات المصورة التي تصدر للأطفال في عالمنا العربي أكثر من حرصهم على تقديم الكتب المفيدة. ونقرر وبما لا يقبل الشك ونتيجة الاطلاع على هذه المجلات أن كثيرا منها سيئ التوجيه ولا يقدم كبير فائدة لأبنائنا من حيث الناحية الدينية والتعليمية والتربوية ويمتد ذلك الى القصص المصورة ولا سيما المترجمة منها.
ماذا نجني من فوائد القراءة والمطالعة لدى الصغار؟
أننا ننمي في أبنائنا حب المطالعة والقراءة هذا الحب الذي فقدناه بسيطرة الرائي (التلفزيون) و (الفيديو) على حياة اطفالنا. أننا نعود أبناءنا على اقتناء الكتب ونبذر في نفوسهم عادة تشكيل المكتبات وإقامة قاعدة ثقافية شخصية للطفل. أننا نشعر أبنائنا باستقلال شخصياتهم حين يحسون أن لهم كتباً خاصة بهم لا يشاركهم فيها الأهل. ويلعب التشجيع هنا دوراً كبيراً في إثارة الحماس لدى الأطفال لاقتناء الكتب والمحافظة عليها إذا نلاحظ أن بعض الأطفال يتصفون بالإهمال فلا يعطون الكتب حقها من العناية فتتمزق أو يلقى بها على الأرض أو على الرفوف دونما اهتمام.
يجب أن ننمي حب الحفظ إلى جانب حب القراءة. كيف يكون ذلك؟ هذه اقتراحات لتنمية حب الحفظ لدى الأطفال:
تطلب الأم من أبنها أن يقرأ لها شيئاً من الكتب وتنصت له.. وتشجعه على ذلك.
أن تطلب من أبنائها أن ينشدوا لها ما حفظوه.. وأن تفتخر بهم أمام ضيوفها وأهلها ولكن بتعقل ليس فيه إسراف.. بل تشجيعاً لهم.
أن يذهب بهم الى المكتبات لاختيار الكتب بأنفسهم وتسجيل ما يلفت أنظارهم على دفتر صغير يحفظونه عندما يخلو كلاً منهم بنفسه.. واستخدامها في موضوعات الإنشاء والتعبير بالمدرسة.
حفظ الأناشيد الإسلامية الحماسية التي تزكي فيهم الأخلاق الحميدة وتدفعهم إلى الاتصاف بها.

أبوماجد
07-08-2002, 07:49 AM
التربية الاجتماعية
لا يمكن فصل التربية التربوية عن الاجتماعية لأنهما يكملان بعض ولكن هناك أمور يجب التدقيق فيها:
على الأمهات عدم المبالغة في الدلال وأن تكف لسانها عن الألفاظ التي فيها مبالغة كبيرة في تدليل الأبناء لأن الطفل أصبح أوسع أدركاً ومعرفة للأمور ويجب أن يشعر بشيء من الاستقلال كما يجب أن نسير به نحو نمو شخصيته وسيرها نحو الكمال. لا يصح أن تعمد الأم إلى إشراك ولدها معها في سريرها بل يجب أن يكون له سرير منفرد في غرفة منفردة.. وحري بها إلا يدفعها بكاء الطفل أو تعلقه بها الى اللين ففي هذه المرحلة تترسخ في نفس الولد كثير من العادات ولاسيما عادات الخوف والجبن فإنه وبشكل عادي تماما يجب أن تترك الأم فرصة لولدها كي يتجول في البيت وأضواء بعض الغرف مطفأة كما أنه يجب ألا يترك له الضوء موقداً إذا أراد النوم بل يضجع في سريره ويغطي بغطائه ثم تطفأ الأضواء وتخرج الأم من الغرفة.
الكثير من الأمهات لا تتورع بالدعاء على أبنائها بشتى أنواع الدعاء الذي تقشعر له الأبدان من موت ودهس وتقطيع وإصابة بالسل والشلل!! وتسهو أمثال هذه الأمهات عن أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نهانا أن ندعو على أنفسنا أو على أولادنا لا يصادف ذلك ساعة إجابة من الله عز وجل فيحل البلاء على الأم أو الولد.
الكثير من الأبناء يخرجون للعب مع رفقاءهم أو أقرانهم ونحن لا نمنعهم من ذلك ولكننا نخشى أن يتعلم الولد من هذه المخالطة الكلمات البذيئة أو الأفعال الذميمة التي تسئ إليه ونحن هنا بين تفريط وإفراط فلا نمنع الولد منعاً باتاً ولا نترك له الحبل على الغارب بل يحسن أن نختار له أوقاتاً للعب وأن نختار له رفاقاً للعب وأن نختار له أنواعاً للعب فيتم ذلك كله تحت أشرافنا. كان بودنا لو نقول: اهبطوا الى مستوى أولادكم والعبوا معهم.. ولكن لكي نكون واقعيين فليس كل واحد منا مهيئاً لهذه الحالة.. وإنما نقول للآباء: حافظوا على مستوى أولادكم إذا لعبوا حتى لا يؤذي بعضهم بعضاً في أجسادهم أو أخلاقهم أو ألفاظهم. ولعل من أفضل الألعاب التي يمكن أن نعلم أولادنا عليها في هذه السن هي السباحة وذاك أمر يجب أن يتم بإشرافنا الكامل.. أو بأشراف المؤهلين لذلك ولكن لصحبة الوالد وتعليمه طعماً خاص لا يدركه إلا متذوقه.. فإذا ذهبنا في الأسبوع مرة أو في الأسبوعين إلى المسبح وأخذنا أولادنا معنا وأشرفنا عليهم فأننا نكون قد أدينا إليهم خدمة كبيرة مع اطمئناننا عليهم طمأنينة كبيرة.
على الوالدين أن يقيموا علاقات متوازنة مع أبنائهم وبين أبنائهم وهذا يقتضي: العدل فيما بينهم فلا يفضل واحد من الأولاد على الآخر سواء أكان ذكراً أم أنثى والعدل هذا أساس من أسس التعامل مع الأولاد في الإسلام. أن شعور الولد انه مفضل لدى أبوية أو أحدهما على أخوته يجره إلى الاستكبار على أخوته وسوء التعامل معهم والتشوف عليهم كما أن هذا التصرف من الأبوين يزرع العداوة بين الأولاد حيث يحس المفضل عليه بالغبن والظلم ويرى في أخيه المفضل ظالماً له ولما كان الله قد أقام أركان السماوات والأرض على العدل فقد زرع فكرة العدالة في نفوس الناس الأمر الذي دفع إلى إقامة المحاكم وتفريع المبادئ والقوانين وإقامة العقوبات والسجون وحين يرى الولد أخاه أو أخته ظالماً له فإنه يحس بالكراهية نحوه وتنمو هذه الكراهية مع الزمن وتكون وسيلة لحصول الخلافات بين الأخوة فتنقطع أواصر المحبة وتقطع الرحم وتتفكك الأسر وتنهار.
أزرع الأخلاق الحميدة في نفوس الأولاد من صدق ومحبة وأثره وإخلاص وأمانة وكرم، في سبيل ذلك يجب تدريب الأولاد على هذه الخصال فلا يجوز لأحد من الأبوين أن يكذب على أحد من أولاده مهما كانت الحال بل يجب أن يفهمه أن الصدق صفة هامة من صفات المؤمن وأنه لا يكذب ويجب أن نحمل الجرأة الملائمة لنقول بما نعتقد دون كذب أو مواربة أو نفاق أو نصمت إذا كنا لا نريد أن نفصح عن آرائنا ولا نغالي إذا قلنا إن خصلة الصدق تدخل في كل سلوك الإنسان لذلك كان الحرص على تعليم أبنائنا الصدق من الأمور الضرورية.

أبوماجد
07-08-2002, 07:50 AM
ولكن كيف نزرع كل هذا؟

أن زرع المحبة بين الأبناء يكون بوعظهم وإرشادهم وإعطاء بعضهم بعض الهدايا ليقدمها إلى أخيه أو أخته مع الحرص على المساواة والعدالة وتكون الأثرة دليلاً على ارتقاء الخلق وسمو النفس ونظام التعاون والزكاة والصدقة في الإسلام الذي هو من أهم أركان استقرار المجتمع الإسلامي إنما يبني على عمق فكرة الأثرة في نفس المؤمن وهذه الفكرة تزرع في الطفل منذ نعومة أظفاره فنطلب من ولدنا ذكراً أو أنثى أن يقدم شيئاً من طعامه إلى زميلة في المدرسة أو أخيه ونعطيه بعض المال إذا مررنا بأحد الفقراء ونطلب منه أن يسلمه لهذا الفقير ونذكره بفضل الله علينا وأن يغدق علينا من نعمه وأن هناك محرومين كثيرين جدير بنا أن نمد إليهم يد المساعدة وأن نؤثرهم ببعض ما نملك اعترافاً بفضل الله علينا حيث أعطانا وحرم غيرنا.
علم أبنائك ودربهم على الأمانة: لا بد من أن نحثهم عن قيمة الأمانة ديناً وعقلاً واجتماعياً.. وأن نبين رأي الإسلام في الأمانة والعقاب على سوء الأمانة فيه وبيان روعة المجتمع الذي تسود فيه الأمانة ويجب إلا نقصر معنى الأمانة على عدم أخذ ما لا يحق لنا من الأمور العينية بل يجب أن نتوسع في معناها فنتحدث عن الأمانة في التوحيد والأمانة في الوضوء والأمانة في الصلاة و في العلم.. الخ. يجب أن نعير هذه القضية عناية خاصة فنترك مثلاً بعض النقود في متناول أيدي الأولاد ونراقبهم لنرى هل يمدون أيديهم إليها؟ فإن صنعوا بينا لهم خطأهم وشرحنا لهم ما ينتظرهم من عقاب الله سبحانه وتعالى.. ثم موقف المجتمع القائم على الشك والاحتقار وسوء السمعة وانعدام الثقة كما نبين لهم ما ينتظرهم من عقاب عند الله عز وجل وأن لم يمدوا أيديهم أثنينا عليهم ومدحناهم واهتبلنا فرصة اجتماع الأهل أو الأصحاب فذكرنا أولادنا بالأمانة أمام الأهل والأصحاب لنبعث الفخر في أنفسهم وندفعهم إلى التمسك بالأمانة والافتخار بها.
كيف تتصرف مع سلوك الأبناء ?
كثيراً ما يلاحظ أن الأولاد حين يلعبون يؤذي بعضهم بعضاً.. أما لانتشار روح العدوانية عند بعضهم أو لمحاولة التسلط وفرض الشخصية والرأي ومثل هذا السلوك الاجتماعي غلط. ويجب إصلاحه وإنما يكون ذلك عن طريق المراقبة الدقيقة للأولاد حين لعبهم فإذا ما رأينا خطأ نبهنا عليه وحاولنا إصلاحه.
استخدم قاعدة (قلب المواضع)! يجب علينا أن نبين قاعدة جيدة في التعامل وهي قاعدة قلب المواضع بمعنى أن نطلب من أبنائنا إذا صنعوا عملاً ما وأرادوا أن يعلموا فيما إذا كان خالياً من الخطأ أم متلبساً به فإنه يحسن بهم أن يجعلوا أنفسهم مكان الطرف الآخر ويجعلوا الطرف الآخر مكانهم فإن وجدوا أنفسهم راضية بالوضع الجديد فمعنى ذلك أن سلوكهم حسن ولا غبار عليه أما إن كرهوا الأمر فمعنى ذلك أن تصرفهم غلط ويجب أن يعدلوا عنه. وهذه القاعدة ليست وقفاً على الأبناء فقط بل أننا نستطيع أن نطبقها على أنفسنا في كل سلوك يشكل علينا في معاملاتنا مع الآخرين. راقب سلوك الأولاد لان المراقبة بهذا السن هامة وتجعلنا نتدخل في كل تصرف خاطئ سواء كان ذكراً أم أنثى فنصحح ما أعوج وننبه على ما لا نرضى ونرسم الطريق الصحيحة التي يجب السير عليها.. ولكن المراقبة يجب أن تكون دون مبالغة.. وبعيداً عن الشد و الصراخ.
عزيزتي الأم.. عزيزي الأب لاحظوا سلوك أبنائكم في حديثهم إلى من هو أكبر منهم سناً من أم أو أخوة أو أهل أو أصدقاء فأنه من الضروري أن نعلمهم الشجاعة الأدبية والجرأة الشخصية ولكن مع الأدب الشديد وحسن التعامل فلا يحدقون في وجوه من هم أكبر منهم سناً أو قدراً، ولا يرفعون أصواتهم أمامهم، ولا يشيرون بأيديهم أو يضربون بأرجلهم تعبيراً عن انفعالهم أو عدم رضاهم. علم أبنائك طريقة التعامل مع الضيوف: أشرح لهم كيف نستقبلهم ونرحب بهم ونجيب على أسئلتهم بما لا يكشف أسرار العائلة ولا يفضح أمورها الداخلية كما يصنع كثير من الأولاد الذين تحلو لهم الثرثرة فيتكلمون بكل شئ يعلمونه أمام غيرهم وكم من البلايا قد أصابت كثيراً من العائلات من مثل هذه الثرثرة. علم أبنائك أن يحسن إكرام الضيف بكل أدب فأن أطراف الآداب الاجتماعية يمكن أن يلم بها الطفل شيئاً فشيئاً حتى يدركها. من حسن السلوك وضروراته تعليم الأبن سماع كلام والدته وإجابة طلباتها قبل أي مطلب آخر بمنتهى الرضى ودون تأفف أو تأخر وهذا عادة يتطلب تدخلاً مباشراً من الأب لتوجيه أبنه أو ابنته نحو حسن الاستجابة لطلبات الأم والالتزام بحسن الأدب في التعامل معها. ولكن احرص أن يقع منك تناقض حيث يطلب كلاً منكما طلباً يخالفه الطرف الآخر فيقع الولد بالحيرة وبالطبع فإن مثل هذه الحال كثيراً ما تحصل في مجتمعاتنا.. فكونوا حذرين في الوقوع في مثل هذا التناقض.. ولكن لو حدث كيف يتصرف الأب: الأحرى أن يبادر الأب الى تغطية هذا التناقض ويفضل أن تترك الفرصة لتنفيذ طلبات الأم لأن الأم أكثر التصاقاً بابنها أو ابنتها طوال النهار واحتكاكها بهما أشد لذلك كان من الضروري أن تعطي الأم دور الأفضلية دون أن نشعر أبناءنا بأية صورة من صور هذا الخلاف.
قم بتدريب أبنائك
للعلاقات الاجتماعية آداب يلزم المجتمع أفراده بها وهذه الآداب في معظمها مستقاة من الإسلام فإن من الخير الكبير أن نعطي هذه الآداب حقها من العناية وأن ندرب أبناءنا عليها: الإسلام يأمرنا بغسل أيدينا قبل الطعام وغسلها بعد الطعام فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من غسل يديه قبل طعامه وبعده فهو في سعة من رزقه). هو قطعة من حديث رواه: أحمد والترمذي ومالك وابن ماجه. فهل هناك اعظم من أن ننظف أيدينا مما علق بها من أوساخ وجراثيم قبل أن نجعلها في طعامنا أو ندخلها أفواهنا فنأمن بذلك الأمراض ونتحلى بالنظافة! أمرنا أن نأكل بيدنا اليمنى تكريماً للطعام الذي هو هبة من الله ومنَِّة، وبه تقوم الحياة ونهانا أن نأكل بيسرانا ولا سيما أن اليد اليسرى تكون أكثر ملامسة للأقذار وخاصة عند دخول المرحاض فإن رأينا أبناءنا يأكلون دون غسل أيديهم طلبنا منهم تنظيفها وإن رأيناهم يأكلون بيسراهم أمرناهم بالتيامن.
نهانا الإسلام عن المبالغة في الأكل حتى لا نصاب بالأمراض والتخمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ملأ أبن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه) (قطعة من حديث رواه: أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم). فأن آنسنا من أولادنا ميلاً إلى الشره في الأكل بينا لهم ضرر ذلك وأنه سبيل إلى البدانة وتفشي الأمراض في الجسم. فعلى الأبوان إلا يعطوا أبنائهم الأطعمة بعضها وراء بعض ودون نظام أو توقيت أو حاجة فترى الولد لا يكاد ينتهي من طعامه حتى ترى في يده أصابع الموز فإذا انتهت جاء دور ألواح الشوكولاته فإن تقضي عليها تصدرت قطع البسكويت يديه فإذا فرغ منها كان للسكاكر نصيبها وتحدث بعد عن المرطبات والعصير والمجمدات ثم المكسرات وهكذا ترى طاحونة الفكين لا تكاد تهدأ عن الطحن وكأنه معمل أن توقف خسر.!! إن مواقيت الطعام معروفة وعلى الأغلب ثلاثة فإذا أكل الولد في هذه المواقيت لا يعطي من الطعام إلا حاجته حين يحين الوقت التالي فأن الولد إذا تركت يده على الطعام نشأ بطناً شرهاً وأتعب أهله بمطالبة فإن قصروا عليه في مطالبه فقد يعمد إلى السرقة في سبيل ما يريد وفي ذلك خطر كبير على أخلاق هذا الولد.
علم أبنائك أن يسمي الله ويبدأ بيده اليمنى.. ويحمده بعد الانتهاء.
علم أبنائك آداب الجلوس فإذا كان مع من هو أكبر منه لم يجلس حتى يجلس الكبار ويجلس حيث ينتهي به المجلس ولا يمد رجليه ولا يجعل أحدهما على الأخرى ولا يجعل نعله قبالة وجوه محدثيه.
علم أبنائك آداب الكلام وآداب الشرب فلا يشرب واقفاً إلا لحاجة ويشرب على ثلاث دفعات ولا يتنفس في الكأس ولا ينفخ نحو الماء ويمص الماء مصاً ولا يخرج صوتاً حين الشرب ويسمي الله عند بدء شربه ويحمده عند انتهائه.
كما يجدر بنا أن نعلمه آداب السير في الطريق حيث يسير هادئاً متزنا ناظراً أمامه مفسحاً ولا يصرخ ولا يصخب ولا يقفز ويساعد من يحتاج المساعدة من مريض أو أعمى أو مسكين ولا يتخطى الإشارات الحمراء ولا يتجول بين السيارات المسرعة ولا يعاكس السير ولا يلعب بين السيارات. علمه أن أراد الدخول الى البيت كان عليه أن يقرع جرس الباب بلطف.. وأن أراد الدخول الى الغرف أن ينتظر حتى يفتح له أو يؤذن له بالدخول بعد قرع الباب.. علمه أن ذهب الى أحد من أهله أو أصحابه إلا يقرع بابهم بخشونة أو بالاستمرار على دق الجرس عليه أن يكون ذلك بلطف وأن ينتظر حتى يفتح له وان يسلم على أهلها بصوت معتدل فإن كانت خاليه سلم على نفسه والملائكة بقوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ودعا بدعاء دخول البيت.
علم أبنائك أن يخلع كلاً منهم حذاءه في مدخل الدار فلا يدخل به الى الغرف وأن يضع كتبه بكل ترتيب في مكانها من المكتبة أو المنضدة وأن يستبدل بملابس الخروج ملابس البيت ويعلق ما خلعه منها على المشجب بكل أناقة وترتيب ثم يعمد إلى غسل يديه ووجهة بالماء والصابون لإزالة ما علق بها من أوساخ الطريق وأقذار المدرسة. إذا حان وقت نومه نهاراً أو مساءً، أمرناه أن يتجه إلى سريرة بنفسه وعلمناه كيف يدخل سريرة ويتدثر بغطائه وعلمناه أدعية النوم شيئاً فشيئاً ويوماً بعد يوم حتى يحفظها جميعاً ولا نحاول أن ننام بجانبه ولا أن نجعله ينام إلى جانب أمه أو أخوته ولا نترك النور مولعاً كما أنه لا يجوز مطلقاً وفي سبيل أن نجعله ينام ما يعمد إليه بعض الأهل من إخافة الولد والقول بأن البعبع أو الجن أو الشبح قد حضر ليأكل من لم ينم والذي لم ينم سوق يسرقه الحرامي!!

أبوماجد
07-08-2002, 07:50 AM
بين الحب والخوف والرهبة والرغبة
هذه قضية هامة جداً فأن كثيراً من الأهل يظنون أنفسهم يحسنون صنعاً حين يعمدون إلى ترهيب أولادهم فإذا صنع الولد أمراً قالوا له: إن الله يحرقك في جهنم.. وغيرها من الجمل.. ويكررون تلك الجمل كلما أرادوا توجيهه.
احذروا: إن المسلم يجب أن يعيش بين الحب والخوف والرغبة والرهبة فلا يصح أن نقدم من صفات الله تعالى أنه شديد العقاب وننسى صفة الغفور الحليم والرحيم وأنه لمن المفضل أن نقول للولد: إذا صدقت فأن الله يدخلك الجنة التي هي خير مرتع حيث يحظى الإنسان بكل ما يشاء ويريد من نعيم فهناك المكان الرغيد والعيش الهانئ وأساور الذهب والفضة وملابس السندس والإستبرق وأنهار العسل واللبن... الخ. وإذا كذبت فأن الله سيدخلك ناراً حامية، تشوى الوجوه وتحرق الأجساد وتوقد بالحجارة والبشر... الخ.
إن تربية الطفل منذ صغره على حب الله تعالى الذي أنعم على عباده بما آتاهم من دين ينظم حياتهم ونعم يعيشون بها من عيون ينظرون بها وآذان يسمعون بها وأيد يستعملونها في معاشهم وأرجل يمشون بها ولسان يتذوقونه به... الخ. ومن هذا الحب يجب أن تنطلق الطاعة لله لأنه جدير بها فهو الخالق المربي والمتفضل والمنعم ومن الطاعة يحظى الإنسان بالسعادة في الدنيا وبالسعادة في الآخرة ومن المعصية يعاقب الإنسان بسوء الحياة في الدنيا وبعظيم العقاب في الآخرة.