المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : )( روايات أنثى مختلفة الفصول )(



بنت الرفاعى
03-03-2010, 04:32 PM
شاء الرحمن أن يجعلني فتاةً متمدنةً تقطن المدن المتطورة بنياناً والمتشتتة ترابطاً ..
لـ فصولي تشعبات ٍ مختلفه .. ولـ أمنياتي معالم أخرى ..




رواياتي صغيره و إهتماماتي صغيره ...!



....


..




الخيمة :




http://vb.qlbe.com/uploaded/69639_11249842352.jpg









تمنيت أن أكون فتاة بدويةً ألتحف رمال الأرض دفأً وأفترش الحصيرة كي أختبئ بين سعفاتها وأحشو فراغاتها بأمنياتٍ جريئةٍ بالنسبة لي كأن أرتاد مدرسةً وأمسك طبشوراً وقلماً وأقف بإحترام أمام معلمتي ..
أحلامي لا تتعدى امتدادات الصحراء البنية ..
جـُبـِلتُ على القوة و تحمل جفاء الشمس وجفاف الصيف وكبرياء الماء وقساوة برد الشتاء ..

الكوخ :


http://vb.qlbe.com/uploaded/69639_11249842807.jpg







تآكلت أمنياتي بصدأ أفكاري البدائية حتى استقرت هنا .. أريد الريف لي ملجأً وأمناً .. أطوي آمالي تحت عجلة الدراجة الهوائية وأسير مع حريتي البريئة ألتقط حبات التفاح المترامية أرضاً وأطلق بسمة فرح ٍفي الهواء النقي حتى تنتشر بين حقول اللوز والجوز وتتعلق بأغصان أبت أن تلامس الأرض شموخاً ولن تلامس السحب إحتراماً للسماء ..
أرمي همي في تلك البحيرة الزرقاء .. أجلب الماء من العين ومن البئر وأنتظر أبي ليأتيني بالغذاء من بيع الحطب ..
وأكبر حلم لي أن تأخذني الورود لعالمها الملون وتـُسكـِنني في قلبها الصغير كي أكبر بها مياسماً وأقلاماً وأنضج سبلات وبتلات .. أنثر رحيقي ورائحتي الوردية الطيبة لكل من يـَعبُرني ويشتـَمـّنِي ويهز عودي المتناسق .. وأن أكبر بين دروب الأمل وأزداد طولاً يوما بعد يوم مع أشجار الأرز والذره ..

تعلمت من صفةٍ غريبة تخص شخصاً مقرب ..
أن أرى نفسي وغيري بعين الكائنات الكبيرة أو الصغيرة أو الغير مرئيه .. كأن أرى نفسي بعين سحابة تغطيني أو من داخل قنينة عطر أو من ثقب باب أو أن أرى الأرض بعين قطرة ساقطة عليها على سبيل المثال ..

ماذا لو كنت أنا ذلك العنصر المرئي و غير المرئي .. بالتأكيد سيكون لحياتي منحى آخر ..



القفص :




http://vb.qlbe.com/uploaded/69639_11249844148.jpg










كـ عصفورةٍ تشتاق لمداعبة أسوار هذا القفص المقفل ..
همها الأوحد وجود عناصر حياتية تكفيها قهر الجوع واختناق الحياة ..
فلا داعي لأن أختلط بالشر والخير وأكتشف معالم البشرية الا من وراء حجاب ..
أنتظر صباحاً بقرب شريكي الوحيد لا أن أتفنن في إختياره كـ باقي بنات حواء البشريين .. يرانا الجميع كأسطورتين كتب عليهما ممنوع الإقتراب .. ولن أحتاج لإبعاد عين وحسد الكائنات البشرية عنا ..
ولن تعنيني حرية بلهاء تغريني و تقتلني بعيدا عن قفصي وعنه ..
كل ماأحتاجه تجديد الريش بنفضه عن جناحي الملون وانتظار إيماءة شريكي ليعلمني الطيران داخل حدود مملكة صغيرة لايهمني حجمها في عين الرائي بقدر حجمها بعيني أنا ..

ليتني العصفورة و القفص ..!

بنت الرفاعى
03-03-2010, 04:39 PM
قطرة الماء :



http://vb.qlbe.com/uploaded/69639_11249845070.jpg








سهلة التراكيب قوية العناصر والروابط .. شفافة من غير أحقاد .. عميقه .. أتكيف سريعاً ولا أدع نفسي رهينة كسر وجرح وخدش ..
أبدو سائلةً منسابةً مقابل حر انتقادات الصيف اللاذعه ..
متجمدةً وقويةً في وجه مصائب الشتاء ..
قد أجرح بأطرافي من يكسرني بطريقةٍ مشوهةٍ لا تليق بسمو شفافيتي ..
متبخرة عند غليان عدوي ..
ومتكثفة المعالم عند طمع برودة ورطوبة من حولي بي ..
ومتساميةً عندما يتوقع مني الكثيرون البكاء فأكون أكثر صلابة دون المرور بحالات الضعف المهترئ ..
كل الفوائد عندي ولا أترك مكاني الا عند حفر صخور الجميع بتأثيراتي ..




ليتني القطره ..!

المعلم
04-03-2010, 02:40 PM
شكرا بنت الرفاعي
وقد تذكرت هذه المقالة بعنوان
قطرة الماء
بسم الله الرحمن الرحيم






(( قطرة الماء تثقب الحجر ........ لا بالعنف لكن بتواصل السقوط ))



يالها من كلمات ذات ايقاع خاص ,ورونق جذاب , نغمة فريدة تختصر

المسافات الطوال من كلامٍ يقال .

كم تهالكت ألسن وتهاتفت أصوات , وتشتت أناس .......؟؟

كم تهاوت أعمدة من الكيان القوي بسبب كثرة الاستناد عليها

كل هذه الامور والمتقلبات بسبب قطرة ....!! تتوالى في السقوط

الواحدة تلو الاخرى , لانشعر بها في الوهلة الاولى من السقوط

ولا نلقي لها بالاً , لكن نتفاجأ مع مرور الوقت بأنها أحدثت شرخاً

كبيراً قد تصدعت قيعانه دون سابق انذار ..

نتهاون بهذه القطرة التي قد تتسبب في الهلاك والدمار مع ازديادها ,

ومع تقلب الايام ودورة الحياة نرى قد أصبنا مقاتل لأناسٍ كُثر.


فلماذا اذاً نصر على الوابل المُكث المتصاعد من ألسنتنا والمصوب

الى اتجاه اناسٌ أخرين .

مرة تصيب يمنةً ومرةً يسرة ............!!


ان هذه القطرة التي نتساهل بها قد استهوت واستقرت في قلوبٌ كُثر .

هذه القطرة هي (( الكلمة )) التي قد تقول لصاحبها ربما : ( دعني ) .....!!

وربما في حين آخر ... تقول ياليتك لم تنطق بي وتتفوه بي أمام الملأ ...



نبراس الحياة يقول عليه الصلاة والسلام ..

(( من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجلييه ضمنت له الجنه ))

رواه البخاري


فإياك..... إياك..... من آفة اللسان .... فهي مهلكةٌ .... وللقلوب مجلجلة .
تحيتي لك