دروب القافلة إلى سوق عكاظ
باكورة إنتاج الكاتب صالح مسعد النزاوي





هذا الإصدار وبهذا العنوان الجميل لابن ينبع النخل صالح مسعد النزاوي وكان الإهداء منه إلى الأمير الشاعر خالد الفيصل ، وقدم له الشاعر الأديب طه بخيت شاكرا جهد المؤلف لإحاطته بهذا المكان والمعْلم الثقافي التاريخي المهم ، وفي صفحة المقدمة قال المؤلف عن كتابه :
هي رحلة يصفها القلم لها حقيقة في الشعر وخيال في الشرح ، لم تكن منقولة نقل معد ، ولا مكتوبة بإشارات مؤلف ؛ فمعلوماتها مشاعة في سفْر عظيم من المجلدات والدواوين ، وهنا ستجد الأبيات بأسماء أصحابها وشيئا من القصص مصاغة بقلمي وبأسلوب أدبي بعيدا عن النقل الجاف فهي من القراءات السابقة التي يعرفها الجميع ممن درسوا الأدب العربي والأمر الجديد بها صياغتها ومرافقة شخوصها من أمكنة مختلفة حتى الوصول إلى سوق عكاظ . واعتبر المؤلف أن هذا الجهد في كتابه ترجمة مشاعر محب لهذا الأدب ولأرضه ودوحته الوارفة ، وإدراجه تحت مسمى أدب الرحلات .
والكتاب يقع في 88 صفحة من الحجم المتوسط بدأه برائعة الأمير خالد الفيصل التي تغنى فيها بمحبوبته مكة المكرمة :


واختتم المولف مقدمته بعبارات رائعة مسترجعا ، أيام سوق عكاظ وتتابع السنين عليه إلى أن رحل رواده عن الحياة واختفت معالمه ولقاءاته ؛ لكن أهل الأدب والشعر والكلمة يلتقون مهما ابتعدت الحقب حتى شاهدناهم اليوم يتقاطرون إلى سوق عكاظ من جميع أرجاء الوطن العربي وكأنهم في حضرة النابغة الذبياني أو بصحبة زهير بن أبي سلمى ، ويطربون لصناجة العرب الأعشى ويرددون بيت عمرو بن أم كلثوم :
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا ** وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
ثم استطرد المولف أحداث سوق عكاظ مسترشدا بشعراء المعلقات وأبياتهم الخالدة بدءا من امرو القيس وطرفة بن العبد وعبيد الأسدي إلى عمرو بن أم كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة بن شداد مرورا بصاحب الخيمة النابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى ووصولا إلى لبيد بن ربيعة والأعشى وانتهاء إلى الخنساء وحسان بن ثابت .
وفي صفحة الشكر قدم شكره وتقديره لصديقه الأستاذ أحمد محمد ظاهر الذي وجد في كتاباته ذات يوم ما يستحق الإكبار والإشادة ، كما شكر زوجته أم بيان على تشجيعها له في الكتابة عن موضوع سوق عكاظ ، وشكر ابنته بيان التي تعلم من قدومها الوفاء والإخلاص .

وأنا بدوري أشكره
على أن أهداني نسخة من هذا الكتاب القيّم ، والحقيقة أن كتاب الأستاذ صالح النزاوي خفيف الظل رصين العبارة والأسلوب ، استطاع أن يوظف الشعر توظيفا جميلا في دروب قافلة سوق عكاظ كنتُ أتمنى لو وضع عناوين جانبية بارزة للأحداث المتتابعة التي سردها راجيا له التوفيق في إصدارات جديدة .