مصري يدمج الغيتار الإسباني مع آلة السمسميّة التراثيّة

الأربعاء، ٢١ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٦ (٠١:٠) القاهرة – وليد الرمالي





حمل المصري عماد حمدي على عاتقه نشر عزف الغيتار منذ عام 1982 وحتى اليوم، حيث أسس أول مدرستين لتعليم عزف الغيتار في مصر في دار الأوبرا وفي الجامعة الأميركية.


يقول حمدي إنه تعلم عزف الغيتار الإسباني في البداية على يد مجموعة من أمهر المدرسين الإيطاليين في المركز الثقافي الإيطالي، الذين دار بهم الزمن وعادوا الى بلادهم ليتوقف بذلك تعليم هذا الفن، إلى أن افتتح مدرستين لتعليم الغيتار.


وواجه حمدي في البداية مشكلة، إذ إن الشائع بين الناس هو الغيتار الكهربائي الذي يعد أشهر من عزفه الفنان الراحل عمر خورشيد. لكنه واجه هذا بتعليم الناس الفرق بين الآلتين، فالغيتار الكهربائي يعزف باستخدام الريشة، فيما يعزف الإسباني بأصابع اليد، كما أن الغيتار الكهربائي ليس له صندوق للصوت، لكن الإسباني له صندوق للصوت مثل العود ليخرج منه.


وكان حمدي المرشح الوحيد من مصر للمشاركة في مسابقة أفضل عازف غيتار في العالم بمدينة تبليسي في جورجيا، كما أنه أول مصري يعزف مع الأوركسترا السيمفونية منذ 1988 وإلى الآن، ومن أبرز ما قدمه «كونشيرتو أرنخويز» للمؤلف الإسباني الشهير رودريغو، وعزف مع الأوركسترا السيمفونية تحت قيادة العديد من كبار قادة الأوركسترا، أهمهم: يوسف السيسي وطه ناجي والسويسري خوماس هيدتستروج والألماني آرنست شيللا وآخرهم المصري طارق مهران.


ويعمل حمدي لتأسيس أوركسترا الغيتار مع أمهر العازفين في مدرسة الغيتار في الأوبرا التي يشرف عليها منذ 2007، وتقدم عروضها بدار الأوبرا المصرية ومكتبة القاهرة الكبرى ومتحف محمود مختار وأماكن أخرى.


ويشير حمدي إلى أن بينه وبين الغيتار عشقاً خاصاً، موضحاً أنه آلة شعبية إسبانية انتقلت مع انتقال الثقافة الإسبانية إلى أميركا اللاتينية، وهي تعتبر التطور التدريجي لآلة الفيولا وعنصراً أساسياً في الفرق التي تقدم عروض التانغو والميلونغا الأرجنتينية، ونظراً الى الشعبية الجارفة لهذه الآلة انتشرت في العالم.


وحمدي هو من نشرها في مصر في شكلها الصحيح مستخدماً كل الطرق. ويقول إن أكثر ما شجّعه على المضي قدماً، نسبة المشاهدات العالية التي حصدتها فيديواته التي كان ينشرها عبر «يوتيوب» ضمن قناة مخصصة لأعماله.


ويوضح أن دعوة خاصة أتته من ملك المغرب محمد السادس للمشاركة في مهرجان تطوان، شجعته على المثابرة والعمل لنشر ثقافة هذه الآلة الإسبانية، لافتاً إلى أنه في سبيل سعيه هذا، أسس مجموعة من الثنائيات الناجحة للغيتار مع آلات أخرى، أهمها مع آلة الفيولينا وآلة الكلارينيت والفلوت والتشيللو والبيانو والبيركشن، وكذلك بمصاحبة الغناء. ويشير إلى أن آخر الثنائيات التي يستعد لها هو دمج الغيتار الإسباني مع آلة السمسمية بمشاركة العازف العالمي ميمي السعيد وأيمن صدقي تحت رعاية مركز جذور مصر للثقافة والفولكلور.


ويستعد عماد حمدي لتقديم حدثين مهمين، أولهما في شهر آذار (مارس) المقبل على مسرح أوبرا الإسكندرية لأوركسترا الغيتار السيمفوني الذي أسسه، كما تجري الاستعدادات لإطلاق أول مهرجان دولي للغيتار في مصر، وسيُدعى إليه أكبر عازفي العالم لتقديم عروضهم على مسارح محافظات مصرية.