في كل عام تتجدد حكاية تقليم الاظافر وقص الشعر في الأيام العشر من ذي الحجة لمن أراد أن يضحي ، وقد استمعت لخطيب أحد جوامع ينبع وهو يقول :
من أخذ من شعره أو من بشرته في الأيام العشر وهو يريد أن يضحي فعليه أن يستغفر ويتوب الى الله ولا فدية عليه ، ولا أعلم من أين أتى بهذا الكلام ، حتى وان كان مستندا الى حديث أم سلمة رضي الله عنها فيبدو أنه غير متابع لما يجري حوله وما قاله العلماء بشأن هذا الموضوع من تفصيل ، بل ان معظم خطباء المساجد في هذه الأيام يرددون الموضوع نفسه بالتحذير والتنبيه على المضحين مع العلم أن للعلماء الاجلاء كلام واضح في هذا الشأن وليس من المناسب الإصرار على هذه التحذيرات والواجب توضيح الفتاوى جميعها من كراهية وتحريم وجواز ليكون الانسان على معرفة تامة بحيثيات ما ورد تفصيلا واختلافا لا لبس فيه.

واليكم التفاصيل كما جاءت على ألسنة العلماء :

هل يجوز حلق الشعر أو تقصيره أو تقليم الأظافر لمن أراد أن يضحي
؟


يقول المفتي :



بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :


فقد اختلف الفقهاء في حلق الشعر، وتقليم الأظافر لمن أراد التضحية ، وذلك خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، فقيل بالحرمة، وقيل بالكراهة، و قيل: إن الترك مستحب، وليس بواجب، وقيل : لايكره، وعلى كل، فالمسألة من الأمور الخلافية التي تسع الجميع في الأخذ بأي رأي فيها دون تعصب لرأي على حساب آخر، ويمكن الخروج منها أن الحلق والتقصير والتقليم لمن أراد التضحية خلاف الأولى ، وبذا يمكن الجمع بين كثير من الآراء الواردة في المسألة ، والرجل والمرأة في ذلك سواء .


والخلاصة أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي , وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره . وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود : يحرم , وعن مالك أنه يكره , وحكى عنه الدارمي : يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب . واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت { كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به , ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه} رواه البخاري ومسلم , قال الشافعي : البعث بالهدي أكثر من إرادة التضحية , فدل على أنه لا يحرم ذلك والله أعلم .